أصدر الديوان الملكي السعودي، أمرًا ملكيًا، السبت، بتعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود سفيرة للمملكة العربية السعودية لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية بمرتبة وزير، خلفا للأمير خالد بن سلمان ، نجل الملك سلمان وشقيق ولي العهد محمد بن سلمان، الذي تم تعيينه نائبا لوزير الدفاع (شقيقه محمد) برتبة وزير. من هي ريما بنت بندر؟ السفيرة الجديدة للسعودية بواشنطن، تبلغ 44 عامًا، وهي ابنة عم السفير السابق للسعودية في واشنطن خالد بن سلمان. ولدت في مدينة الرياض عام 1975م. لوالدها بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود وأمها الأميرة هيفاء الفيصل بن عبد العزيز آل سعود. وحصلت على شهادة البكالوريوس في دراسات المتاحف مع التركيز الأكاديمي على المحافظة على الآثار التاريخية من جامعة "جورج واشنطن" في الولاياتالمتحدةالأمريكية. ريما كانت متزوجة من الأمير فيصل بن تركي بن ناصر آل سعود. وقد تطلقا في 2012. وقد أنجبا طفلين، تركي وسارة. صنفتها مجلة "فوربس الشرق الأوسط" ضمن قائمة أقوى 200 امرأة عربية لعام 2014، كما نالت جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي لعام 2017. تعمل حاليًا في منصب رئيس "الاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية"، ووكيل رئيس الهيئة العامة للرياضة للقسم النسائي، والرئيس التنفيذي لشركة "ريمية". الأميرة ريما أيضًا عضو في عدد من المجالس الاستشارية المحلية والعالمية مثل: المجلس الاستشاري ل "المبادرة الوطنية السعودية للإبداع"، و"المجلس الاستشاري العالمي لشركة أوبر"، والمجلس الاستشاري الخاص بمؤتمرات "تيد إكس". شغلت الأميرة ريما أيضًا منصب كبير الإداريين التنفيذيين في "شركة ألفا العالمية المحدودة"، والرئيس التنفيذي لشركة "الهامة المحدودة". لماذا اختارها ابن سلمان؟ هناك العديد من الأسباب ورا اختيار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، لاسم الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان في منصب سفير المملكة العربية السعودية في الولاياتالمتحدة. وقبل الخوض في الأسباب ينبغي التنويه إلى أهمية هذا المنصب، منذ انتقال كفالة وحماية السعودية من المملكة المتحدة إلى الولاياتالمتحدة، وتزايدت اهمية هذا المنصب في العقود الأخيرة، رغم أن العلاقات السعودية الأمريكية ولدت في العام 1933 وذلك عندما بدأت بواكير التعاون الاقتصادي بين البلدين متمثلة في قيام شركة الزيت العربية الأمريكية بحفر أول بئر للنفط في شرق المملكة. ثم طلبت شركات النفط الأمريكية العاملة في السعودية من واشنطن ممارسة دور أكبر لضمان الأمن والاستقرار السياسي في الخليج وهو ما دفع الرئيس الأمريكي روزفلت عام 1943 الى الاعلان بان الدفاع عن المملكة يمثل مصلحة حيوية للولايات المتحدة ثم قام بارسال اول بعثة عسكرية أمريكية الى السعودية والتقى في عام 1945 بالملك عبدالعزيز على ظهر باخرة في قناة السويس وهو اللقاء الذي «دشن» العلاقات الأمريكية السعودية، ومهما تكن أهمية مرحلة «التأسيس» في تلك العلاقات فإن الاستراتيجية التي أعلنها الرئيس ايزنهاور في يناير من عام 1957 شكلت بداية «الشراكة السياسية» بين السعودية والولاياتالمتحدة. نعود إلى أسباب اختيار اسم ريما بنت بندر في هذ المنصب الحساس، الذي أراد محمد بن سلمان أن يجله ضمن سطوة "آل سلمان" ليؤكد سيطرته على كل مفاصل المملكة سياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا، والأهم، ان يضمن ان يكون حلقة الوصل مع أمريكا من داخل "آل سلمان". هناك 3 أسباب مهمة وراء اختيارها، يمكن إجمالها في النقاط التالية: 1- السبب الأول لاختيار ربما بنت بندر بن سلطان في هذا المنصب الذي أراد ولي العهد أن يجعله حكرا على "آل سلمان" هو ان الأميرة ريما من المحسوبين على معسكر محمد بن سلمان، ومن أكبر داعميه داخل العائلة المالكة. 2- أخذت ريما صف محمد بن سلمان في حملته الشهيرة ضد امراء العائلة تحت زعم محاربة الفساد، لدرجة أنها وقفت مع محمد بن سلمان ضد زوجها السابق ووالد نجليها، والذي كان والده من ضحايا حملة الريتز كارلتون. 3- السبب الثالث أن ريما هي بنت بندر بن سلطان، الذي يلقب في المملكة بأنه عميد السفراء، نظرا لكونه شغل منصب سفير المملكة في واشنطن من 1983 حتى 2005، وتجمعه علاقات قوية جدا مع انظمة الحكم في أمريكا، وخاصة الجمهورية منها (مثل ترامب) يريد محمد بن سلمان أن يستفيد من شبكة علاقات بندر بن سلطان (لقبته بعض التقارير خلال فترة حكم الرئيس الأسبق بوش ب"بندر بوش") لاجتياز أزمة قتل خاشجقي بعد ان نالت كثيرا من صورة وسمعة ولي العهد، وانضم لها العديد من نواب الكونجرس من الحزبين. فهل ستنجح ريما في مهمتها تلك مستعينة بخبرات وعلاقات والدها؟ هذا ما ستشكفه الأيام.