وافق الكونجرس الأمريكي على تجميد سبعمائة مليون دولار من المساعدات لباكستان حتى تقدم تأكيدات على أنها تساعد على محاربة انتشار العبوات الناسفة بدائية الصنع في المنطقة، في حين علقت واشنطن هجمات طائرات استطلاعها في باكستان لمنع المزيد من التدهور بالعلاقات. يأتي هذا التجميد بعدما اتهمت إسلام آباد حلف شمال الأطلسي (ناتو) بتعمد قتل 24 جنديًّا باكستانيًّا في غارة جوية قرب الحدود مع أفغانستان الشهر الماضي، وأغلقت ممر وصول إمدادات القوات الأجنبية في أفغانستان كما طلبت من واشنطن إخلاء قاعدة جوية كانت تستخدمها لطائراتها من دون طيار ردًّا على ذلك. وأشارت اللجنة التي تضم أعضاء من الحزبين من مجلسي الشيوخ والنواب والتي اتفقت على التجميد إلى أنه لا يوجد سلاح أكثر فعالية ضد قوات التحالف في أفغانستان من العبوات الناسفة المحلية الصنع التي يصنعها المسلحون من نيترات الأمونيوم وهو سماد معروف يتم تهريبه من باكستان عبر الحدود. هذا ووافقت اللجنة على تجميد سبعمائة مليون دولار من المساعدات لباكستان وذلك في إطار الاتفاق على الميزانية الدفاعية بقيمة 663 مليار دولار التي يتوقع تمريرها في الكونجرس في وقت لاحق هذا الأسبوع. لكن هذه الخطوة ربما تكون إيذانًا بخفض مبالغ أكبر مع تزايد المطالب في الولاياتالمتحدة لمعاقبة إسلام آباد على عدم اتخاذ إجراءات حاسمة ضد الجماعات المسلحة بل ومساعدتها أحيانًا، وذلك بعد قتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في عملية أميركية سرية ببلدة إبت آباد الباكستانية. يذكر أن الولاياتالمتحدة خصصت نحو عشرين مليار دولار من المساعدات الأمنية والاقتصادية لباكستان منذ عام 2001 أغلبها في صورة مساعدة لمحاربة المسلحين. وفي المقابل لمح المتحدث باسم الخارجية الباكستانية عبد الباسط إلى أن ضغط الولاياتالمتحدة على باكستان سيضر بالعلاقات بين البلدين. وقال: "نحن نؤمن بالنهج القائم على التعاون بدلاً من اتخاذ إجراءات من الممكن أن تكون نتيجتها الوحيدة هي زيادة الأمور تعقيدًا". في غضون ذلك أكد مسؤولون مشاركون في برنامج وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" لطائرات الاستطلاع من دون طيار، أن الولاياتالمتحدة قررت تعليق عملياتها بالمنطقة القبلية الحدودية شمالي غربي باكستان. وأشار المسؤولون لموقع (ذا لونغ وور) إلى أن الهدف من تعليق العمليات هو منع المزيد من التدهور في العلاقات الأميركية الباكستانية. وصرح مسؤول رفض الكشف عن اسمه أن "هناك قلقًا من أن أي ضربة أخرى (من طائرات الاستطلاع) قد تدفع العلاقات الأميركية الباكستانية إلى نقطة اللاعودة"، في حين أكد مسؤول آخر أن البرنامج "علق" ولكن إذا سنحت فرصة لضرب هدف بالغ الأهمية فإن ذلك سيحصل.