قال السيناتور جون كيري، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي: إن أكبر تحد يواجه مصر، التي تمر بمرحلة انتقالية نحو الديمقراطية، هو استرداد الاقتصاد عافيته، وهذا يتطلب إرسال رسالة ثقة للعالم بهدف جذب الاستثمارات واستعادة مناخ الأعمال والسياحة. وطالب كيري - الذي يزور مصر حاليًا في لقائه مساء السبت مع المحررين الدبلوماسيين علي مائدة مستديرة - بقبول نتائج الانتخابات التي ستأتي بناء على اختيارات الشعب المصري، مشيرًا إلى أن مستقبل المنطقة سيتحدد بناء على قدرات القيادة والاقتصاد ونتائج الانتخابات، مؤكدًا أنها لحظة تاريخية في مصر التي ترتبط بعلاقات قوية مع أمريكا التي تأمل في أن ينتج عن العملية الديمقراطية حدوث سلام واستقرار في المنطقة. وفيما يتعلق بتعامل أمريكا مع التيارات الإسلامية، أكد أن واشنطن ستتعامل مع الحكومات التي تختارها الشعوب، وأنه لا يمكن أن نتفق معها على كل شيء مؤكدا أن الإسلام دين سلام وتسامح يحترم باقي الناس. وردا على سؤال حول اتفاقية السلام مع الكيان الصهيوني، أكد أن تعديل اتفاقية السلام الملتزمة بها مصر لسنوات طويلة مع الكيان الصهيوني سينتج عنه مخاطر سوء الفهم والارتباك حول الاستقرار الاقتصادي في البلاد، خاصة وأن هناك تحديات كبيرة متمثلة في إيجاد فرص عمل، معربًا عن أمله أن تحترم الأراء المختلفة حول الاتفاقية دون إجراء تعديلات عليها لأنها تعد مهمة لاستقرار المنطقة. وأضاف أن الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي يشعران بامتنان للقيادة المصرية على مدى 30 عامًا في إحداث تغيير في ديناميكية الحرب والنزاع في المنطقة". وتابع أنه ناقش خلال لقائه السبت مع المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة والدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء وممثلي الأحزاب المتنافسة في الانتخابات البرلمانية عدة قضايا من بينها حقوق الأقليات وحق حرية العبادة، وحصل على التزام قوي بأن أسس الدستور معروفة للجميع , لكنه أشار إلى أن هناك بعض النقاط التي تحتاج إلى مناقشة معربا عن سعادته بما سمعه من التزام بالتعددية والتنوع واحترام حقوق الشعب . وحول الدستور، قال كيري إن الأمر يرجع للأحزاب وعملية الانتخابات والشعب المصري في أن يحددوا شكل الدستور في هذه اللحظة التاريخية التي جاءت بعد ثورة ميدان التحرير والتي أكدت أن الشعب المصري له حق الاختيار والديمقراطية مشيرا إلى أن المجتمع الدولي يدعم طموحات الشعب المصري ويحترم اختياراته . وردا على سؤال حول المعونة الأمريكية لمصر, قال السيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ إنه بحث أمس مع المشير طنطاوي احتياجات مصر وأكد له أن هناك حاجة للاحتفاظ بالاحتياطي النقدي وضخ سيولة مالية .. مشيرا إلى أن أمريكا ستبذل ما في وسعها لمساعدة مصر ولكن الأكثر أهمية هو بناء الثقة لجذب الاستثمارات. وأكد كيري أهمية أن تتعاون مصر مع صندوق النقد الدولي للتوصل إلى اتفاق لضخ سيولة مالية .. مشيرا إلى أنه التقى برجال أعمال مصريين وأمريكيين بعضهم مازال يستثمر والبعض الآخر يشعر بقلق من الوضع ما يتطلب إرسال رسالة ثقة نحو التحرك لتبني إصلاحات مالية واستعادة الأمن الذي يعد مهما للمشروعات الصغيرة والسياحة. وأوضح أن المجلس العسكري تصرف بطريقة متميزة في المرحلة الانتقالية بحمايته لحقوق الشعب المصري واحترام اختياراته ودعم الثورة وإجراء الانتخابات التي مرت حتى الآن بشكل سلمي وبمشاركة كبيرة من الشعب، وهذا لا يعني أنه لا توجد أخطاء في هذه العملية المعقدة في هذا الوقت، لكنه استجاب لمطالب الشعب، وقرر الإسراع بالعملية وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي تنتهي في يونيو المقبل.