انتقدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الحكومة المصرية بشدة واتهمتها بإهمال العشوائيات والأحياء الفقيرة في القاهرة، مؤكدة أن فقراء القاهرة يتركون لمواجهة مصيرهم. ووصفت الصحيفة - في تقريركتبه الصحفي الأمريكي ميشيل سلاكمان - العاصمة المصرية بأنها مركز العالم العربي ومفرخة الثقافة والأفكار، حيث يقطنها 15 مليون نسمة مستدركة بأن عاصمة مصر يعيش بها مواطنون في مناطق يغلب عليها الطابع القروي اعتماداً علي حيلهم ووسائلهم منفصلين عن السلطات والقانون وعن بعضهم البعض. وقالت نيويورك تايمز: هذا الواقع الاجتماعي لا يعكس مستوي جودة وأسلوب الحياة التي يعيشها ملايين المصريين فحسب، بل يلعب دوراً في نمط الحكم بالدولة. وأضافت: الصياد في النيل وراعي الأغنام في الطريق وسكان العشوائيات يؤكدون أن خبراتهم في حياة المدينة علمتهم الدروس ذاتها، وهي أن الحكومة ليست موجودة لتحسين معيشتهم، لافتة إلي أن التحسين يقوم علي العلاقات والرشاوي، وأن السلطة المركزية هي قوة تفتقر إلي التقدم وينبغي تجنبها. وتابعت الصحيفة: علي الرغم من أن الحكومة المصرية هي الأكبر من حيث التوظيف، فإنها لا يعول عليها إطلاقاً كمصدر لمساعدة المواطن العادي، مستشهدة بقول علماء الاجتماع إن هذا الوضع خلق نظاماً أدي إلي خنق المعارضة السياسية وسمح لمجموعة صغيرة بالبقاء في السلطة منذ عشرات السنين. واستطردت "نيويورك تايمز" بأنه ليست هناك توقعات بأن السلطات ستمنح المواطن العادي صوتاً يعبر به، ومن ثم فإنه يندر أن يتفجر الغضب. ونسبت إلي محللين سياسيين قولهم إن الشعور بالانفصال هو من الأسباب التي مكنت القيادة السياسية من التضييق بقوة علي الأنشطة السياسية للمعارضة دون التسبب في سخط عام علي نطاق واسع. وقالت الصحيفة : إن القاهرة أخذت تنمو كالكائن الحي وتبتلع الأراضي الزراعية والقري لاستيعاب عدد السكان الذي تضخم، مشيرة إلي أن قرابة ثلاثة أرباع هؤلاء السكان يعيشون في عشوائيات وأحياء فقيرة. ولفتت إلي قول الخبراء إن طبيعة هذه الأحياء عملت علي تربية الشعور بالاغتراب عن الحكومة والبعد عنها، موضحة أن الحكومة لا تقدم الخدمات إلا عندما تصل هذه الأحياء إلي ما سمته "الكتلة الحرجة" أي عندما يتعذر تجاهل أعداد الناس بها.