يعاني قطاع السياحة في مصر في السنوات الأخيرة بشكل كبير، لاسيما منذ حادث الطائرة الروسية، على الرغم من محاولات النظام تقديم كافة الضمانات للسياح، مثل دراسة عدد من الوزارات تطبيق حوافز مختلفة لاجتذاب السائحين، ورغم تراجع قيمة العملة المصرية أمام الدولار، على خلفية قرار التعويم استجابة لأوامر صندوق النقد الدولي. ولا يكاد قطاع السياحة يخرج من أزمة، حتى تباغته أخرى، وكانت آخر هذه الأزمات حادث وفاة سائحين بريطانيين داخل غرفتهما بأحد الفنادق بمدينة الغردقة، بمحافظة البحر الأحمر. النظام حاول مرارا وتكرارا تبييض ساحته، عبر فتح تحقيقات موسعة في الحادث، باوامر من النائب العام، إلا أن تطورات القضية لا تبشر بالخير، بعد ما أعلنته وكالة توماس كوك البريطانية للسياحة والسفر، والتي كانت تنظم رحلة السائحين. بداية الواقعة في 23 أغسطس الماضي، أعلنت مصادر أمنية وقضائية وفاة سائحين بريطانيين في ظروف غامضة خلال قضائهما إجازة الصيف في أحد فنادق مدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر. وأوضحت المصادر لوسائل الإعلام المحلية أن السائحين شعرا قبل وفاتهما بحالة إعياء. والسائحان هما جون جوسن، البالغ 70 سنة، وشعر بحالة إعياء، وتوفي قبل نقله إلى المستشفى، ونقل جثمانه إلى المشرحة بعد إبلاغ النيابة للتحقيق، والمتوفية الثانية هي زوجته سوزان السين، 64 سنة، وقد شعرت بآلام بعد مرور ساعتين على وفاة الزوج، وجرى نقلها لمستشفى الغردقة العام، إلا أنها توفيت فور وصولها. وقالت المصادر إن السائحين كانت بصحبتهما ابنتهما البالغة 38 سنة، لكنها لم تشعر بأي أعراض مشابهة، كما أن النيابة أمرت بتشريح الجثتين لبيان أسباب الوفاة، واستدعت المسؤولين بفندق "Steigenberger"، الذي كان يقيمان فيه. وأفادت معاينة النيابة ومناظرة الجثتين بعدم وجود أي آثار لإصابات خارجية، كما أكدت التحقيقات أن السائحين تناولا الطعام ذاته مع ابنتهما وبقية أفراد الفوج السياحي، وفتح التحقيق لمعرفة سبب الوفاة، واستبعدت المصادر وجود شبهة جنائية في الحادث. وكان النائب العام المستشار نبيل صادق، قد أكد أن لجنة فنية أجرت المعاينة والفحص الدقيق لكل الأجهزة بالغرفة الفندقية التي كان يقطنها السائحان البريطانيان اللذان توفيا بالغردقة، وتبين «عدم وجود أي تسريبات أو انبعاثات لأي غازات سامة أو ضارة أو غير مألوفة، وأن جميع الأجهزة تعمل بكفاءة، ولا يوجد بها أي عيوب. وأوضح النائب العام أن اللجنة الثلاثية المشكلة من الأساتذة المتخصصين من كلية الهندسة جامعة جنوب الوادي، السابق ندبها بقرار من النائب العام، انتقلت إلى الغرفة الفندقية التي كان يقطنها السائحان، وأجرت المعاينة والفحص الدقيق لكل الأجهزة، وتأكدت من عدم وجود أي تسريبات لأي غازات سامة. ضربة بكتريا حاول النظام بكل قوة أن يبرئ ساحته من أية اتهامات في الواقعة، وروجت الصحف والمواقع والقنوات التابعة للنظام لأخبار كاذبة حول إشادة الصحف البريطانية بدور مصر فيالتحقيقات في الواقعة، لكن لم يتوقعوا أن تأتيهم الضربة من بكتيريا! وكالة توماس كوك البريطانية للسياحة والسفر، والمنظمة لرحلة السائحين المتوفيين، أكدت أنها عثرت على مستوى مرتفع للغاية من البكتيريا المعوية (إي كولاي) وبكتيريا المكورات العنقودية في الفندق الذي توفي فيه السائحان. وقالت الشركة إن ضعف المعايير الصحية الذي كشفت عنه اختبارات مستقلة هو على الأرجح السبب في زيادة المرض بين نزلاء الفندق، لكنها لم تلق أي ضوء على وفاة جون كوبر وزوجته سوزان كوبر التي لم يعرف سببها حتى الآن. وأضافت "توماس كوك" اليوم الأربعاء: "يتضح من هذه النتائج أنه كان هناك خطأ ما في أغسطس في فندق شتيجنبرجر أكوا ماجيك في الغرقة وأن المعايير كانت دون ما نتوقعه من شركائنا في الفندق". وأوضحت أن خبراء متخصصين لم يروا أن الاختبارات ألقت أي ضوء على سبب وفاة الزوجين. وقال بيتر فانكهاوزر الرئيس التنفيذي لتوماس كوك: "ننتظر نتائج التحقيق الذي تجريه السلطات المصرية ونعمل عن كثب مع وزارة الخارجية لضمان أننا نولي مصالح أسرة كوبر أولوية قصوى". وذكرت الشركة، التي سحبت 300 عميل من الفندق في أعقاب الوفاة، أنها تعد حزمة تعويض لجميع العملاء الذين نزلوا في الفندق في أغسطس وأبلغوا عن شعورهم بأعراض مرضية.