اعترفت وزارة الحرب الأمريكية "البنتاجون" بفشلها في مواجهة العبوات الناسفة التي تصنعها المقاومة العراقية والتي كبّدت الاحتلال خسائر فادحة فيما طالبت الكونجرس بتخصيص نحو 2.5 مليار دولار لمواجهة هذا الخطر الكبير. وقال وزير الحرب الأمريكي "روبرت جيتس" أمام لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ التي تدرس تمويل الحرب إن أحد أكثر الجوانب غير السارّة لوظيفتي هو أن أذهب كل ليلة إلى المنزل وأكتب رسائل بخط اليد إلى عائلات أولئك الذين يُقتلون في العمليات. وأضاف – بحسب رويترز - أنه خلف كل من تلك الرسائل توجد ورقة تبلغني كيف تُوفوا.. حوالي 70 % منهم تُوفوا بهذه العبوات الناسفة البدائية الصنع . وعبّر جيتس عن شعوره بالإحباط لذكاء وقدرة المقاومة العراقية على تطوير تكنولوجياتها وتمكّنها حتى الآن من هزيمة إجراءات الاحتلال المضادة لهذه العبوات الناسفة المحلية الصنع. وقال جيتس إن الواقع هو أننا نواجه خصمًا خفيف الحركة وذكيًا، وما أن نكتشف وسيلة لمحاولة إحباط مساعيهم؛ فإنهم يجدون تكنولوجيا جديدة أو وسيلة جديدة لمواصلة أنشطتهم. وطالب "جيتس"، اللجنة بتخصيص 2.4 مليار دولار لتمويل الأبحاث لابتكار وسائل للتغلب على هذه العبوات الفتّاكة. وكان "البنتاجون" قد اتخذ سلسلة خطوات لمواجهة العبوات الناسفة، بما في ذلك برنامج أعلن عنه يوم الثلاثاء يعهد إلى وكالة أمنية أمريكية بتدريب المئات من أفراد الجيش على فحص مواقع التفجيرات. لكنّ المحللين يتوقعون فشل جهود الجيش الأمريكي التي لم يكن لها سوى أثر محدود في التغلب على تلك القنابل المحلية الصنع.
وأكدت تقارير سابقة أن قوات الاحتلال في العراق تتعرض شهريًا لأكثر من 1000 هجوم بالعبوات الناسفة وحدها؛ رغم مليارات الدولارات التي أٌنفقت للحد من خطرها. وأقرّ الجنرال "جون أبي زيد"، قائد القوات الأمريكية بالشرق الأوسط، أمام لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي في مارس الماضي، بأن العبوات الناسفة هي أكثر أسلحة العدو فعالية. وتشير تقديرات الجيش البريطاني إلى وجود مخزون كافٍ من المتفجرات لدى المقاومة العراقية, يمكّنها من مواصلة نفس معدل الهجمات لسنوات, من دون إمدادات جديدة.