أصبح الكيان الصهيوني على مقربة من توجيه ضربة عسكرية محتملة وشيكة إلى إيران ويتضح ذلك من خلال مطالعة الصحف الصهيونية، أو مشاهدة تلفزيون الدولة العبرية، خلال الأيام القليلة الماضية فصوت طبول الحرب يدوي في المنطقة منذ فترة، تزامناً مع استعداد الوكالة الدولية للطاقة الذرية للكشف عن تقرير جديد، الأسبوع المقبل، حول البرنامج النووي الإيراني، يتضمن تقييماً لأعمال البحث والتطوير التي قامت بها طهران مؤخراً، قد تساعد الجمهورية الإسلامية في إنتاج رؤوس نووية. وتشهد الكيان الصهيوني جدلاً متزايداً حول كيفية التعامل مع المخاوف من قدرات إيران النووية، وبلغ الجدل ذروته الجمعة الماضية ، عندما نشرت كبرى الصحف الصهيونية، "يديعوت أحرونوت"، تقريراً يدعو رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع إيهود باراك، إلى توجيه ضربة عسكرية لشل البرنامج النووي الإيراني. ودفعت صحيفة "هآرتس" لمزيد من الجدل، عندما نشرت تقريراً الأربعاء، أشار إلى أن نتنياهو يحشد أعضاء حكومته لدعم قرار محتمل بتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران، رغم صعوبات بالغة تعترض مثل هذه العمليات، التي لا تحظى بقبول واسع لدى أعضاء الحكومة الصهيونية. جاء تقرير الصحيفة الصهيونية مع إعلان الدولة العبرية عن إجراء تجربة لصاروخ باليستي، لم يتم الكشف عن طبيعته أو قدراته، إلا أن باراك وصفه بأنه "إنجاز تكنولوجي، وخطوة هامة، لتطوير قدرات الكيان الصهيوني الصاروخية والفضائية"، مشيراً إلى أن التجربة جرى الإعداد لها منذ فترة طويلة. وبينما يقوم باراك حالياً بزيارة إلى لندن، لإجراء مشاورات مع كبار المسئولين العسكريين في المملكة المتحدة، فقد أورد راديو الكيان الصهيوني تقريراً يشير إلى أن بريطانيا تبقي على "جميع الخيارات مفتوحة"، فيما يتعلق باللجوء إلى الخيار العسكري لوقف المشروع النووي الإيراني. وفي واشنطن، جاء رد المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، على طلب بالتعليق على التقارير الإعلامية الواردة من الكيان الصهيوني حول "ضرب إيران"، دبلوماسياً إلى حد كبير، حيث بدا أنها تحاول تفادي الدخول إلى حقل ألغام. وقالت نولاند: "ما زلنا ملتزمون بالدفاع عن أمن الكيان الصهيوني"، وتابعت: "نحن والكيان الصهيوني نتشارك القلق العميق إزاء التوجه الذي تتخذه إيران، ونواصل العمل مع الكيان الصهيوني ومع المجتمع الدولي، لنتحدث بصراحة عما ينبغي فعله، إزاء المخاوف من التطلعات النووية الإيرانية." إلى ذلك، وصف الخبير الإيراني بمؤسسة "كارنيغي للسلام الدولي" في واشنطن، كريم سادجادبور، المناقشات العلنية الدائرة حول احتمالات توجيه ضربة عسكرية لإيران، بأنها "لعبة مصالح"وأشار إلى"إن فرص تحقيق ذلك ضئيلة للغاية، ولكن الناس يرغبون في إثارة التكهنات حول ذلك." من جانبها، ردت طهران على التكهنات المتزايدة بشأن هجوم محتمل يستهدف برنامجها النووي، بتأكيدها، على لسان رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، اللواء حسن فيروز أبادي، أن "إيران في حالة تأهب، وستعاقب الكيان الصهيوني على أي هجوم يمكن أن يشنه عليها." وقال المسئول، خلال افتتاح معرض "الحرب الناعمة التي تتعرض لها إيران"، بحسب ما نقل تلفزيون "العالم" الإيراني، إن "الولاياتالمتحدة ستتكبد خسائر جسيمة، إذا ما شن الكيان الصهيوني أي هجوم عسكري ضد إيران، وبوجود المعدات المناسبة، نحن مستعدون لمعاقبتهم، وجعلهم يندمون على ارتكاب أي غلطة." وفي سياق متصل بين استطلاع للرأي أجرته صحيفة "هآرتس" العبرية أن 41% من الصهاينة يعتقدون أنه على الكيان الصهيوني أن يهاجم المنشآت النووية الإيرانية، مقابل معارضة 39%، في حين أن 20% أجابوا بأنها لا يعرفون. وجاء هذا الاستطلاع على خلفية التقارير التي نشرت في وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة حول الهجوم صهيوني محتمل على إيران، وفي أعقاب التقارير التي أشارت يوم أمس، الأربعاء، إلى أن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو يحاول تجنيد غالبية وزارية مؤيدة لشن الهجوم. وبحسب الاستطلاع فإن 52% من الصهاينة يثقون بالقرارات التي يتخذها رئيس الحكومة ووزير الأمن بشأن إيران، في حين قال 37% إنهم لا يثقون بقرارات نتانياهو وإيهود باراك. وقد شارك في الاستطلاع 495 صهيونياً، وتصل نسبة الخطأ إلى 4.6%. يذكر في هذا السياق أن ما يسمى ب"قيادة الجبهة الداخلية" أجرت مناورة يوم أمس تحاكي هجوما صاروخيا على مبان مدنية في مركز البلاد. وشارك فيها قوات الطوارئ والإنقاذ المدنية، وسلطة الطوارئ. كما أجرى الجيش تجربة صاروخية في قاعدة سلاح الجو "بلماحيم"، حيث أطلق صاروخ جديد قادر على حمل رأس نووي. يذكر أن وسائل الإعلام قد نشرت يوم أمس أيضا أن سلاح الجو الصهيوني أجرى مناورة واسعة النطاق تتصل بأهداف بعيدة، الأسبوع الماضي، وذلك في قاعدة عسكرية إيطالية تستخدم من قبل قوات حلف شمال الأطلسي. واشتملت المناورة على كافة المركبات الجوية التي يمكن أن تكون ذات صلة بشن هجوم على أهداف بعيدة.