أقيم اليوم بقاعة الإمام محمد عبده بجامعة الأزهر بالدراسة افتتاح الموسم الثقافي الأول لمشيخة الأزهر بحضور كلاً من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور محمد عبد الفضيل القوصي وزير الأوقاف، والدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية. هذا وقد بدأ الموسم الثقافي، الذي حضره حشد من علماء الأزهر ودعاة وأئمة الأوقاف، بندوة للعالم المغربي والمفكر الإسلامي الشيخ عبد الله بن بيه مدير مركز الترشيد والتجديد بلندن بعنوان"حديث في التجديد..أصول الفقه نموذجا"، والذي استهل كلمته بالتأكيد علي أهمية مصر ومكانتها وأنها هي قلب العالم الإسلامي. وأوضح عبد الله بن بيه أن الأمة الإسلامية جعلها الله وسطا في كل شيء، لا من حيث الأفكار والاتجاهات فحسب، بل أيضا وسطا في المكان من حيث موقعها علي الكرة الأرضية، وهذا ما جعلها تواجه من التحديات بقدر ما تحوزه من مزية وخصوصية. وأشار إلي أن الأمة الإسلامية منذ خمسة قرون وهي تعاني عللا شتي في جميع المجالات، ويبدو أثر تلك العلل فيما نشهده اليوم من تفتيت الوحدة وشيوع الفرقة والخلاف، وسيادة حكم الفساد والاستبداد، وقيام الاقتصاد علي الاستهلاك والاقتراض، لا علي الإنتاج والاستثمار، إلي غير ذلك من الآثار التي لا يكاد يخلو منها مجال من المجالات، سواء كان ذلك علي مستوي الفرد أو الجماعة. وأشار الشيخ عبد الله بن بيه إلي أن الخروج من هذا المأزق الذي تعانيه الأمة اليوم يقتضي التجديد في أصول الفقه بما يتواءم مع مستجدات الحياة والواقع الذي نعيشه، لا سيما في ظل وجود واقع جديد متغير في كافة مجالاته كواقعنا اليوم، مشيرا إلي أن الفقه عبر تاريخ الأمة الطويل كان الملاذ لعلاج قضاياها ومواجهة ما تتعرض له من تحديات سياسية واقتصادية وعلمية وغيرها.