أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، أن فلسطين سوف تقدم طلبًا لمحكمة العدل الدولية، ضد خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتسوية القضية الفلسطينية، والتي تتضمن اعترافه بمدينة القدسالفلسطينية عاصمة للعدو الصهيوني، بالمخالفة للقرارات الدولية. وقال عريقات: "لدينا طلب سيقدم لمحكمة العدل الدولية بشأن خطة ترامب، وذلك بهدف الحصول على اقرار منها بمخالفة هذه الخطة لقرارات الشرعية الدولية التي تعتبر القدسالشرقية، أرضا محتلة من إسرائيل"، بحسب حواره لوكالة "الأناضول". ولم يحدد عريقات موعد التوجه للمحكمة، غير أنه أضاف إن القيادة الفلسطينية "تعمل وفق خطة متكاملة للرد على قرار "ترامب". ومحكمة العدل الدولية، هي الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة، وتتولى الفصل طبقا لأحكام القانون الدولي في النزاعات القانونية التي تنشأ بين الدول، وتقديم آراء استشارية بشأن المسائل القانونية التي قد تحيلها إليها أجهزة الأممالمتحدة ووكالاتها المتخصصة. وكانت وكالة الأناضول قد نشرت في 21 يناير الجاري على تفاصيل الخطة الأمريكية التي ينوي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عرضها على الفلسطينيين والإسرائيليين، والتي يطلق عليها اسم صفقة القرن، والتي وردت ضمن التقرير السياسي، الذي قدمه عريقات، لاجتماع المجلس المركزي الفلسطيني، في اجتماعه الأخير الذي عقد يومي 14 و15 يناير الجاري بمقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله. وأعلن ترامب في 6 ديسمبر الماضي، الاعتراف بالقدس (بشطريها الشرقي والغربي) عاصمةً للكيان الصهيوني، وهو ما أغضب، وقرروا في أعقابه رفض الوساطة الأمريكية في عملية السلام. وأكد عريقات أن فلسطين ستسعى "للانضمام للوكالات (الدولية) المتخصصة"، مضيفا:" نحن أصبحنا في حلٍ من أي التزام يتعلق بوقف توجهنا للمنظمات الدولية، ولم نسعَ يوما للمواجهة مع الولاياتالمتحدة، هي من سعت لذلك". وقال أيضا إن الفلسطينيين "سيعودون لمجلس الأمن الدولي، للحصول على دولة كامل العضوية في الأممالمتحدة، رغم الفيتو الأمريكي". وتابع: "في حال استخدمت الولاياتالمتحدة (حق النقض) الفيتو، وهو متوقع، سنعيد الكرّة مرات عدة، لدينا خطة عمل كاملة سنتحرك وفقها". وبيّن أن الفلسطينيين عقدوا مع إدارة "ترامب" 35 لقاء، على مدار عام، بينهم أربعة لقاءات على مستوى الرئيسيْن ترامب ومحمود عباس. وقال: "لقد وعدونا بعدم فرض أي حل أو إملاءات وقد نقضوا ذلك، واليوم يتم ابتزازنا بقطع المساعدات في حال لم نعد للمفاوضات". وأشار عريقات إلى أن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ستعقد قريبا اجتماعا لوضع خطة عمل لتنفيذ قرارات المجلس المركزي. وكان المجلس المركزي قد كلّف "اللجنة التنفيذية" لمنظمة التحرير الفلسطينية خلال اجتماعه الأخير منتصف الشهر الجاري، ب"تعليق الاعتراف بإسرائيل"، ردا على قرار الولاياتالمتحدة الاعتراف بمدينة القدسالمحتلة عاصمة لإسرائيل. كما قرر المجلس "وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، ووقف العلاقات الاقتصادية معها، بما في ذلك اتفاقية باريس الاقتصادية الموقعة عام 1994". وقال عريقات: "انتقلت الإدارة الأمريكية من مرحلة المفاوضات إلى مرحلة الاملاءات، وبدأت بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، وهو بداية لتنفيذ برنامج فرض الحل وفقا لما تقرره الحكومة الإسرائيلية". وتابع : "لن نقبل أن تكون راعية أو شريكة بعد اليوم، ونحن لا نريد استبدالها بالاتحاد الأوربي، لادراكنا أنها حليفته، نبحث عن رعاية أممية تستند للشرعية الدولية". وأضاف إن صمود الفلسطينيين وثباتهم في أرضهم هو "من يقرر مصير القدس". وعن الموقف العربي والإسلامي تجاه اعلان "ترامب" بشأن القدس، قال عريقات: "صناع القرار في العالم العربي والإسلامي يعتقدون أن البيانات تحمي القدس، أمريكا لا تفهم الا لغة المصالح، لم نرقَ لمستوى التأثير بقدر ما يؤثرون بنا".