تحولت مظاهرات حاشدة في أثينا إلى اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الشرطة التي استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياة لتفريق المتظاهرين الذين بادلوا الشرطة برشقها بالأحجار وزجاجات المولوتوف. وتعد تلك المظاهرة واحدة من أكبر المظاهرات التي شهدتها اليونان للاحتجاج على إجراءات التقشف التي أعلنتها الحكومة لمواجهة الأزمة الإقتصادية الخانقة التي تعصف باليونان، وتضمنت تلك الإجراءات زيارة الضرائب وتخفيض عدد العاملين بالقطاع العام . وقد خرجت تلك المظاهرات في أثينا وعدة مدن أخرى تزامنا مع بدء النقابات العمالية إضرابا عاما لمدة يومين بهدف عرقلة إقرار مسودة الإجراءات التقشفية الحكومية ، ويقول المحتجون إن تلك الإجراءات سيكون من شأنها إفقار اليونان بدرجة أكبر وتعميق مستنقع الديون الذي غرقت فيه البلاد. وكان عمال القطاعين العام والخاص قد أعلنوا عن إضراب عام لمدة 48 ساعة أصاب البلاد بالشلل التام إذ توقف العمل في وزارات وشركات ومصالح عامة ومحلات تبيع السلع اليومية مثل المتاجر والمخابز. ويأتي الإضراب بينما يسعى زعماء في الاتحاد الأوروبي لوضع ملامح إجراءات إنقاذ جديدة قبل قمة مقررة يوم الأحد يأمل الكثيرون في أن يتم الاتفاق خلالها على إجراءات لحماية النظام المالي في المنطقة من عجز يوناني محتمل عن تسديد الديون. كما يحتج المتظاهرون على شروط الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد لتقديم مزيد من القروض في إطار خطة لإنقاذ البلاد من الإفلاس، وهي الشروط التي تتطلب مزيدا من التقشف وفقد الوظائف. وقدرت الشرطة عدد المتظاهرين في شوارع اليونان بحوالي 120 ألف متظاهر وكان أكبر تجمع للمتظاهرين في العاصمة أثينا فقد احتشد حوالي 70 ألف متظاهر وسط المدينة حيث يقع مقر البرلمان.