تظاهر نحو مئة شخص الجمعة أمام القنصلية الفرنسية في اسطنبول ضد الرئيس نيكولا ساركوزي، الذي دعا الأسبوع الماضي تركيا إلي الاعتراف سريعا بالإبادة الأرمنية. ورفع المتظاهرون وهم في غالبيتهم من أعضاء حزب العمل القومي، ثالث تشكيل سياسي في البلاد صورا للرئيس الفرنسي تظهره مع شاربي هتلر، ولافتات تندد ب"المجازر" التي ارتكبتها فرنسا في الجزائر أو في رواندا، وحمل متظاهرون آخرون أقنعة تمثل أطفالا من شمال أفريقيا، في إشارة إلي الماضي الاستعماري لفرنسا. وندد عدد من الوزراء ورئيس الحكومة رجب طيب أردوغان بتصريحات ساركوزي، أثناء زيارته إلي أرمينيا، وأكد البعض أنه ليس على فرنسا إعطاء دروس لتركيا بسبب ماضيها الاستعماري.
ونصح الوزير التركي للشئون الأوروبية أيغيمن باغيش ساركوزي بالاهتمام بمشاكل الفرنسيين الاقتصادية، بدلا من لعب دور المؤرخين في هذه المسالة. وأثناء زيارته إلي أرمينيا، دعا ساركوزي أنقرة إلي "الاعتراف بالإبادة" في مهلة "قصيرة"، قبل انتهاء ولايته في مايو 2012، متحدثا عن المجازر التي ارتكبت في 1915 و1916 في تركيا وأوقعت مئات آلاف القتلي. وتعترف تركيا بأن ما بين 300 إلي 500 ألف أرمني قضوا في تلك الفترة، لكنها تقول إنهم ليسوا ضحايا حملة إبادة وإنما بسبب الفوضي التي عمت في السنوات الأخيرة للإمبراطورية العثمانية، أما الأرمن فيعتبرون أن ما حصل إبادة أوقعت أكثر من مليون ونصف المليون قتيل.