أكد الدكتور محمد الهندي، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، أن الشعب الفلسطيني ومقاومته سيرسمون معادلة جديدة تردع الاحتلال الصهيونى عن الاستمرار في عدوانه، مشددا على أن التهديدات الصهيونية بهجوم جديد على غزة ليست إلا نوعا من الحرب النفسية، وداعيا السلطة الفلسطينية في ذات الوقت إلى التوقف عن تسويق أوهام التسوية، وإلغاء مشروع حل الدولتين مع العدو. وقال د. الهندي في تصريحات خاصة لإذاعة القدس، اليوم الأحد، تعقيبا على الأحداث الجارية في الأراضي الفلسطينية منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، إن إسرائيل لا تسعى إلى إشعال حرب كما حصل في العام 2014، بل تريد الحفاظ على قوة الردع لصالحها، مؤكدا أنها ستخيب وستتبدد حساباتها. وأضاف: الظروف الإقليمية والداخلية في إسرائيل عير مهيئة لحرب جديدة، فهي تنتظر ما سيستقر عليه الإقليم لتبني تحالفات جديدة مع دول مهمة، وسيكون هناك معادلة جديدة تردع الاحتلال عن الاستمرار في عدوانه". ووصف الهندي من يتخلى عن الانتفاضة المشتعلة في كل المدن الفلسطينية، بأنه يتخلى عن المقاومة، وهو ميت بكل معنى الكلمة. وزاد بالقول: الشعب الفلسطيني يجدد العهد اليوم مع كل شرفاء الأمة للتصدي لما يتم تسويقه من أوهام، وليبقى صامدا في الخندق الأول دفاعا عن القدس وعن مقدسات فلسطين والأمة". وقال د. الهندي: أما الذين نسمع منهم كلمات باهتة، نقول لهم، إن هذه الكلمات بعضها أقرب إلى التواطؤ منها إلى الإدانة" موضحا أن المشكلة الحقيقية ليست في شخص ترمب، وإنما هناك توجه عام لدى الإدارة الأمريكية يعكس استخفاف واشنطن بحلفائها العرب الذين استنزفوا قدراتهم في حروب عبثية. وتابع: أمريكا دائما تتخلى عن حلفائها، ومن يتوهم أن التقرب لإسرائيل والتخلي عن فلسطين هو مدخله لإرضاء أمريكا، نذكره أنها ستتركه في العراء بلا ورقة توت تستر عورته". وأكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي أن التطرف في التطبيع مع إسرائيل مردود على أصحابه، وأن فلسطين ستكشف عورات المطبعين في كل المراحل. وحذر د. الهندي من عودة قيادة السلطة الفلسطينية للحديث عن مسيرة السلام استنادا على الوقائع الجديدة، والبحث عن راعٍ جديد للتسوية، ومشددا على أن المطلوب في هذه المرحلة هو إلغاء الاعتراف بإسرائيل ووقف التنسيق الأمني. وجدد الهندي التأكيد على أن القدس ستظل عربية فلسطينية رغم أنف العدو، بفعل أهلها وبفعل المقاومة والصمود الذي يتجذر كل يوم، وبنفض الشعب الفلسطيني يده من الأوهام التي استمرت ربع قرن بدون فائدة. واستطرد بالقول: خيار الدولتين انتهى، وليس أمام الشعب الفلسطيني إلا أن ينهض ويقاوم حتى يدحر العدو عن كل فلسطين من بحرها إلى نهرها" داعيا إلى رسم استراتيجية جديدة تشارك فيها كل القوى الفاعلة على الساحة الفلسطينية. وتشهد مختلف مدن وقرى وبلدات فلسطين، هبّة جماهيرية واسعة، واشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي على مختلف نقاط التماس منذ أن أعلن ترمب القدس عاصمة لإسرائيل يوم الأربعاء الماضي. وأسفرت المواجهات المستمرة عن استشهاد خمسة فلسطينيين في قطاع غزة وإصابة المئات في مختلف المناطق الفلسطينية المنتفضة.