تواجه الولايات المتحدةالأمريكية، موجة غضب شديدة، بدأت من الدول العربية والإسلامية، وامتدت حتي الدول الأوروبية، والأممالمتحدة، والمنظمات المعنية حول العالم، وذلك بسبب اعتزام دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة للعدو الصهيوني، ونقل سفارة بلاده إليها، بالمخالفة للقانون الدولي، الذي طالما تخالفه أمريكا من أجل شقيقتها الصغري إسرائيل. وحذرت تلك الدول "العربية والإسلامية والأوروبية"، بالإضافة للأمم المتحدة، ترامب من تبعات قراره إذا أعلن رسميًا الاعتراف بالقدس. ونقلت وسائل إعلام بينها "أسوشيتيد برس"، عن مسؤولين أمريكيين (لم تسمهم)، أن ترمب يعتزم الإعلان عن الاعتراف، في خطاب مقرر اليوم الأربعاء، فيما أعلنت كل من "إسرائيل" والسلطة الفلسطينيةوالأردن، الثلاثاء، أن الرئيس الأمريكي أبلغ قادتها، في اتصالات هاتفية منفصلة، اعتزامه اتخاذ الخطوة، دون الكشف عن موعد محدد.
وتزامنًا مع الغضب الشعبي فى الشارع المصري من القرار الأمريكي، إلا أن رئاسة النظام، قد لاحقت الأمر رغم أنها جزء من المؤامرة، وأصدرت بيان قالت فيه، إن عبد الفتاح السيسي تلقى اتصالا هاتفيا من ترامب، بحثا خلاله "القرار المزمع اتخاذه من قبل الإدارة الأمريكية بشأن نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس". وأكد السيسي، في المكالمة، "الموقف المصري الثابت بشأن الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة". رغم الأعباء الاقتصادية التي تمر بها مصر، إلا أن ذلك لم يمنع المصريين من الغضب ، ولكن هذا الغضب لم يترجم إلى أي تحركات جماهيرية بسبب القمع الأمني الذييسيطر على الشارع المصري. بدورها دعت جماعة الإخوان المسلمين ، في بيان؛ "جماهير الأمتين الإسلامية والعربية وأحرار العالم إلى التعبير، الأربعاء القادم، عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني ودعم حقه بإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف". فلسطين تُحذر من اتخاذ القرار وخطورته
أجرى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، اتصالات مع عدد من الزعماء والقادة حول العالم، ناقش فيها تداعيات الخطوة الأمريكية، وفرص ممارسة ضغوط على واشنطن للتراجع عنها. كما أجرى عباس اتصالًا مع ترامب، حذّره خلاله من خطورة "تداعيات مثل هذا القرار على عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم"، بحسب الوكالة الفلسطينية الرسمية. من جانبها، اجتمعت قيادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة، بقادة الفصائل الفلسطينية، لبحث التوجهات الأمريكية الأخيرة. ودعت الفصائل في بيان مشترك، إلى تنظيم احتجاجات لمدة ثلاثة أيام، تبدأ اليوم الأربعاء، رفضًا للخطوة. كما حذرت هيئة "العلماء والدعاة" (غير حكومية) بمدينة القدس، في بيان، من خطورة الخطوة الأمريكية، وقالت إن المدينة هي "عاصمة الدولة الفلسطينية، وهي الدم الذي يجري في عروق العرب والمسلمين، ولا حياة لهم بدونها".
قطر: القدس لها أهمية دينية وسياسية للعرب والمسلمين
أفادت وكالة الأنباء القطرية الرسمية أن الأمير، تميم بن حمد آل ثاني، أكد خلال لقاء مع السفير الفلسطيني لدى الدوحة، منير عبد الله غنام، على "موقف دولة قطر الثابت تجاه القضية الفلسطينية بشكل عام، والقدس بشكل خاص؛ باعتبار أهميتها الدينية والسياسية للعرب والمسلمين والعالم أجمع".
السعودية تُحذر من استفزاز مشاعر المسلمين
حذّرت الرياض من مغبة إقدام الإدارة الأمريكية على الاعتراف بالقدس عاصمة ل"إسرائيل"، واعتبرت أن ذلك "سيكون له تداعيات بالغة الخطورة، ويعد استفزازًا لمشاعر المسلمين كافة"، بحسب الوكالة الرسمية.
تركيا تهدد بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني
حذّر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، من مغبة الاعتراف بالقدس عاصمة ل"إسرائيل"، مشيرًا أن بلاده قد تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة في حال اتخذت واشنطن الخطوة. وتابع، في كلمة أمام كتلة حزب العدالة والتنمية الحاكم بالبرلمان التركي: "أقول للسيد ترمب؛ القدس خط أحمر بالنسبة للمسلمين، وفي حال جرى اتخاذ مثل هذه الخطوة سنعقد اجتماعًا لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، وسنحرك العالم الإسلامي من خلال فعاليات هامة".
طالبت الجامعة العربية، الثلاثاء، الولايات المتحدة ب"لعب دور نزيه ومحايد، لتحقيق السلام الدائم والشامل في الشرق الأوسط". جاء ذلك في قرار أصدره مجلس الجامعة في ختام اجتماعه الطارئ على مستوى المندوبين؛ لصياغة موقف عربي "استباقي" إزاء القرار الأمريكي المحتمل بالاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة ل"إسرائيل"، ونقل السفارة الأمريكية إليها. وشدد القرار على ضرورة الالتزام بقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة بمدينة القدس، وقواعد القانون الدولي، ومبادرة السلام العربية لعام 2002، على أساس حل الدولتين، ومبدأ الأرض مقابل السلام.
لبنان: الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان له انعكاسات خطيرة
قال رئيس الحكومة، سعد الحريري، خلال جلسة لمجلس الوزراء، إن إعلان الولايات المتحدةالأمريكية مدينة القدس المحتلة عاصمة ل"إسرائيل" سيكون له "انعكاسات" خطيرة.
المغرب: كل المسلمين سينتفضون حال الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان
في رسالة له، أبلغ العاهل المغربي، الملك محمد السادس، بصفته رئيسًا للجنة القدس، الرئيس الأمريكي بالقلق البالغ الذي ينتاب الدول والشعوب العربية والإسلامية، إزاء نوايا الأخير تجاه القدس. من جانبه، حذّر "أحمد ويحمان"، رئيس "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع"(غير حكومي)، في حديث للأناضول، من "انتفاض جميع المسلمين"، في حال اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل. بدورها، استنكرت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة القرار الأمريكي "الجائر"، واعتبرته عدواناً صارخاً على مقدسات الأمة العربية والإسلامية جمعاء، مؤكدة، أن القدس المحتلة عاصمة أبدية لدولة فلسطين.
السودان: نقل السفارة الأمريكية للقدس إساءة كبيرة للعالم العربي والإسلامي
حذّر رئيس هيئة علماء السودان، محمد عثمان صالح، من خطورة الخطوة الأمريكية، ووصفها ب"الصادمة" لجميع مسلمي وأحرار العالم. من جانبه، رأى القيادي في الحركة الإسلامية السودانية، عبد الجليل النذير الكاروري، في قرار النقل المحتمل للسفارة الأمريكية إلى القدس؛ "إساءة كبيرة" للأمتين العربية والإسلامية.
شددت تونس على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للقدس، وذلك في بيان للخارجية. واعتبر توفيق ونّاس، الدبلوماسي التونسي السابق بالأممالمتحدة، أن الاعتراف المحتمل بالقدس عاصمة لإسرائيل؛ "إضعاف" لمجهودات السلام بالمنطقة، وحفر "قبر" لحل الدّولتين.
وصف أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس (حكومية)، عبد الله كنعان، موضوع نقل السفارة الأمريكية للقدس ب"الخروج عن الشرعية الدولية". بدورها اعتبرت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، أن الولايات المتحدةالأمريكية "تُعادي العالم إرضاءً لإسرائيل"، من خلال الخطوة، فيما وصفت لجنة فلسطين في مجلس الأعيان (الغرفة الثانية للبرلمان)، في بيان، الخطوة الأمريكية المحتملة بأنها "نهاية وتكفين للعملية السلمية برمتها".
قال رئيس الوزراء، حيدر العبادي، خلال مؤتمر صحفي، عقب اجتماع الحكومة الأسبوعي ببغداد، إن "مجلس الوزراء يرفض نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ويحذر من تداعيات الموضوع".
قال استيفان دوغريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال مؤتمر صحفي، إن موقف الأخير من القدس "واضح وصريح، سواء في العلن أو في الاجتماعات المغلقة". وأضاف دوغريك أن "الأمين العام حذّر، على الدوام، من مغبة أي إجراءات أحادية الجانب تقوض حل الدولتين (الفلسطينية والإسرائيلية)". وتابع: "نحن على دراية بالتقارير التي تفيد بنية الرئيس الأمريكي (دونالد ترمب نقل سفارة بلاده من تل أبيب للقدس)، لكننا لا نود التكهن بأي شيء قبل صدور إعلان رسمي"، مؤكدًا أن غوتيريش يرى أن ملف القدس ينبغي التفاوض بشأنه ضمن قضايا الحل النهائي (بين الفلسطينيين وإسرائيل).
الاتحاد الأوروبي: قرار الأمريكان سيكون له انعكاسات على العالم أجمع
حذّر الاتحاد الأوروبي، في بيان، أن أي "خطوة أحادية الجانب" حول القدس، سيكون لها انعكاسات سلبية على مستوى العالم. وأضاف البيان أنّ الاتحاد يعتقد بأنّ اعتراف واشنطنبالقدس كعاصمة ل"إسرائيل"، سيولّد نتائج سلبية جدية، وسيشغل الرأي العام العالمي. كما بحثت الممثلة العليا للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية، فيديريكا موغريني، مع وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، ملف مدينة القدس، وإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط. وفي مؤتمر صحفي عقب لقاء جمعهما، في مقر مجلس الاتحاد الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل، أكدت موغريني على ضرورة تجنّب جميع الأطراف اتخاذ خطوات "من شأنها الإضرار بعملية السلام".
قلق فرنسي من القرار
في مكالمة هاتفية أجراها مع نظيره الأمريكي، أعرب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن قلقه من الخطوة، وشدد على ضرورة بحث وضع القدس في إطار محادثات سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بحسب بيان للرئاسة الفرنسية.
نقلت وسائل إعلام محلية، عن وزير الخارجية الألماني، سيغمار غابرييل، قوله، في منتدى بحثي بالعاصمة برلين، تعليقًا على القرار المحتمل؛ إنه "لا يمكن التوصل إلى حل لمشكلة القدس سوى بمفاوضات بين طرفي الصراع".
فلسطينيو أوروبا يدعون إلي التحرك بشكل عاجل لوقف القرار دعا مؤتمر فلسطينيي أوروبا (غير حكومي)، إلى التحرك بشكل "عاجل"، لوقف نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وعدّ المؤتمر، في بيان، أن تلك الخطوة، في حال اتخاذها بشكل رسمي، ستشكّل "صدمة وانتهاكًا صارخًا" لحقوق الفلسطينيين.