أمر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح سلطات محافظة صعدة بالعمل على القضاء على تمرد جماعة الحوثي، وذلك بعد مهلة يومين منحها صالح لجماعة الحوثي وانتهت الجمعة الماضية. ووجه الرئيس اليمني خطابا للسلطات المحلية بصعدة امرها فيه باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للقضاء على ما أسماه بالفتنة وقطع دابر مشعليها إذا ما رفضوا الاستسلام. وقال صالح إن المهلة التي منحها لزعيم جماعة الشباب المؤمن المحظورة عبد الملك الحوثي وأنصاره لتسليم أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة ومغادرة مواقعهم في جبال صعدة، كانت "فرصة أخيرة. لكنه تعهد في نفس الوقت بالسماح لجماعة الحوثي بإنشاء حزب سياسي تمارس تحت مظلته نشاطها السياسي، بيد أنه اشترط أن يكون الحزب وطنيا غير مناطقي أو طائفي أو مذهبي أو عنصري. وتفرض قوات الأمن اليمنية طوقا على محافظة صعدة عقب تجدد اشتباكات مع أنصار الحوثي نهاية ديسمبر الماضي. وأسفرت المواجهات خلال الأيام القليلة الماضية عن مقتل 93 شخصا بينهم 18 جنديا حكوميا. وجاءت الاشتباكات الأخيرة بعد نحو عامين من إعلان السلطات اليمنية تغلبها على حركة التمرد التي كان يقودها حسين بدر الدين الحوثي الذي قتل على يد القوات اليمنية في سبتمبر 2004. وكان مسؤول حكومي يمني اتهم مطلع الشهر الجاري كلا من ليبيا وإيران بدعم تمرد جماعة الحوثي. وفي هذا السياق طلب اليمن رسميا أول أمس من ليبيا تسليمه النائب اليمني يحيى بدر الدين الحوثي بعد تأكد صنعاء من وجوده في الأراضي الليبية. وسيتابع الحوثي -حسب مصادر يمنية رسمية مطلعة- بتهمة دعم التمرد الذي يقوده شقيقه عبد الملك في محافظة صعدة، واتهامه بالعمالة وخيانة الوطن واستلام الأموال من جهات أجنبية بهدف تمويل أنشطة إرهابية. وسلمت السلطات اليمنية الشرطة الدولية (الإنتربول) مذكرة رسمية تطالب فيها بالقبض على الحوثي. ويرفض أنصار الحوثي نظام الحكم الجمهوري في البلاد بدعوى أنه غير شرعي وأنه استولى على السلطة في انقلاب جرى عام 1962 وأطاح بالإمامة الزيدية.