ترتفع وتيرة الانسدان السياسي وبدء التلويح باللجوء للخيار العسكري , بين الدول التي ترفض , إجراء استفتاء انفصال إقليم كردستان عن العراق, حيث بدأ سكان إقليم كردستان صباح اليوم، بالتصويت على استفتاء الاستقلال بالرغم من رفضه من قبل دول الجوار وعلى رأسها إيران وتركيا، حيث شن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في مؤتمر صحافي في اسطنبول هجومًا حاد على الاستفتاء ملوحًا بالتدخل العسكري وإغلاق منافذ بيع النفط من وإلى الإقليم. حيث أكد "اردوغان" خلال المؤتمر , قائلًا أن 'انفصال كردستان العراق أمر لن نسمح به', مشيرًا إلى أن 'استفتاء كردستان غير شرعي ونعتبره لاغياً'، ولمح إلى خيارات عقوبات اقتصاديه قائلًا ,'سنتخذ تدابير أخرى وسنغلق المعابر بشكل كامل مع كردستان'.
مضيفًا بخصوص العقوبات الاقتصادية , أننا 'سنغلق تصدير النفط أمام إقليم كردستان, وسنمنع تصدير النفط من الإقليم', مضيفًا , "فلنرى بعد اليوم إلى أين سيبيع اقليم شمال العراق في العراق النفط ؟ الصنبور لدينا، فعندما نغلقه ينتهي الأمر". وفي خطابه باسطنبول , لمح الرئيس التركي إلى التدخل العسكري في حال انفصال الأقليم , قائلًا 'لن نقبل بقيام دول إرهابية على حدودنا وسندخل فجأة ذات ليلة لمنعها' , مضيفًا "يمكن أن نتدخل في أي لحظة لوقف التنظيمات الإرهابية وسبق وخضنا عملية درع الفرات في هذا الإطار" . وأضاف " أردوغان" , "لن نقبل بإنشاء دويلة من تنظيمات إرهابية على حدودنا مع سوريا وهذا بالنسبة لنا مسألة حياة أو موت".
بينما أصدر " نور المالكي " بيانًا بشأن الانفصال , معتبرًا الاستفتاء في إقليم كردستان العراق على الانفصال بأنه "إعلان حرب"، مشيرا إلى أن كل الأطراف تؤكد عدم دستورية الاستفتاء لأنه يستهدف وحدة العراق. وقال المالكي في بيان صدر اليوم، أن "الكل يؤكد عدم دستورية الاستفتاء لأنه يستهدف وحدة البلاد، وهي خطوة ستكون لها تبعات خطيرة على مستقبل العراق بشكل عام وكردستان بشكل خاص"، داعيًا الحكومة إلى "اتخاذ كافة التدابير اللازمة لإنهاء هذه الممارسات غير القانونية، عبر إيقاف التحاور مع دعاة الاستفتاء وفرض مقاطعة شاملة". وحمل المالكي دعاة الاستفتاء للانفصال مسئولية ما سيحصل مستقبلًا من أزمات وصراعات وحروب، قائلا إننا "لسنا سعداء بما آلت إليه الأمور لكننا نحمل الإقليم ورئيسه المنتهية ولايته مسئولية العواقب"، موضحًا أن مواقف الكثير من الدول المجاورة للعراق كانت حازمة وواضحة تجاه هذه الممارسة غير الشرعية، مطالبًا تلك الدول بمقاطعة إقليم كردستان سياسيا واقتصاديا وأمنيا وعدم التعامل معه. وانتقد المالكي مواقف رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، قائلًا إنه "لم تكن سياسات الرئيس غير الشرعي بارزاني في يوم من الأيام تعبر عن الشراكة طوال هذه السنوات، فهو عارض مرارًا تسليح الجيش العراقي، وتجاوز على الدستور عبر الاستحواذ على النفط العراقي، والتمدد على أراضي الآخرين عبر حجج وذرائع شتى". وفي نباءًا عاجل أفادته وسائل إعلام , أمر رئيس الوزراء "حيدرالعبادي" القوات الأمنية العراقية بحماية المواطنين الذين "يتم إجبارهم" على التصويت . وبدأ التصويت في الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان شمال العراق الاثنين، على الرغم من المخاوف الإقليمية والدولية من أنه سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي (05.00 بتوقيت غرينتش) على أن تغلق في السادسة مساء. وستعلن النتائج النهائية خلال 72 ساعة.