ضحايا عدة من مناهضي النظام، والرموز الوطنية ماتوا نتيجة الإهمال الطبي داخل محبسهم، وعلى رأسهم فريد إسماعيل، وآخرهم الدكتور مهدي عاكف، مرشد جماعة الإخوان المسلمين السابق، وهذا أدعي بالتحرك الداخلي قبل التعويل على المنظمات والدول الخارجية، من أجل انقاذ عدد كبير من مناهضي النظام داخل المعتقلات، الذين ينتظرون نفس مصير عاكف، وذلك إثر اصابتهم بأمراض مزمنة ومنع الدواء عن العديد منهم. وتعالت أصوات المنظمات الحقوقية منددة بحالات الإصابة بالأمرض داخل السجون وأماكن الاحتجاز في مصر، لكنها لم تستطع حصر المرضى، بسبب تعنّت إدارات السجون وأولوية أمراض أخرى مثل السرطان والالتهاب الكبدي الوبائي. 790 معتقلًا مريضًا بالسرطان وحسب تقرير صادر عن "المرصد المصري للحقوق والحريات" أكد إنّ 150 محتجزًا مصابون بمرض سرطان الرئة، و50 بمرض سرطان القولون، و90 بمرض سرطان البروستاتا، ومائتين باللوكيميا (سرطان الدم)؛ بينما يعاني مائتا مسجون من سرطان الغدد الليمفاوية، ومائة من سرطان البنكرياس؛ وأمراض آخري كفقدان النظر وآلام المفاصل من بين هؤلاء: المجاهد مجدي أحمد حسين وهناك العديد من المجاهدين فى سجون النظام، قد ساءت حالتهم الصحية نتيجة الإهمال الطبي المتعمد تجاههم، ويأتي على رأس القائمة المجاهد، مجدي أحمد حسين -رئيس حزب "الاستقلال" ورئيس مجلس إدارة وتحرير صحيفة "الشعب"- الذي يقع ضحية إهمال النظام الطبي، حتي أنه بات لا قدر الله، أن يفقد بصره أكثر من مرة لولا مناشدات وحراك إعلامي قوي لوقف الانتهاكات بحقه داخل محبسه. ولم يتوقف التعنت مع المجاهد مجدي أحمد حسين، الذي تم اعتقاله والحكم عليه فى قضايا هزلية، هي بعيدة عن علمه وأخلاقه وأعماله التي سجلتها الكتب ويشهد بها الوطن فى الداخل والخارج، بل استمر فى حبسه داخل زنزانة غير آدمية، ومنع التريض عنه مما جعل أمراض العمود الفقري تنهش فى جسده الطاهر. محمد بديع ويأتي فى القائمة أيضًا المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، الذي يعاني من أمراض الشيخوخة، ونُقل مرات إلى المستشفي بعد تدهور حالته الصحية؛ نتيجة إصابته بهبوط في الدورة الدموية. المستشار محمود الخضيري النائب السابق لرئيس محكمة النقض والرئيس السابق لنادي قضاة الإسكندرية، الذي شارف على الثمانين من عمره، ويواجه مصيرًا مجهولًا بعد تدهور حالته الصحية؛ بسبب إجرائه جراحة القلب المفتوح في 30 يوليو 2015 بمستشفى قصر العيني، ويواصل النظام اعتقاله ويراه خطرًا يهدد الأمن القومي. الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس برلمان 2012 ورئيس حزب الحرية والعدالة، الذي انتشرت صورته في الشهور الماضية بجسد نحيل ووجه شاحب أصفر اللون؛ بعدما تدهورت صحته مؤخرًا ونُقل إلى عنبر المعتقلين بمستشفى المنيل الجامعي لسوء حالته الصحية، دون معرفة ما أصيب به داخل محبسه بشكل محدد.
أحمد الخطيب طالب بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا،يبلغ من العمر 22 عامًا، أصيب بمرض نادر يسمى "الليشمانيا"، وهو تضخم في الطحال والكبد، مع فقدان في الوزن، ونقص كل مكونات الدم؛ بداية من سبتمبر 2016، بعجز عن الحركة في زنزانته، وشُخض مرضه في البداية بالتهاب رئوي، وتمكنت أسرته حينها من إدخال علاج له وبدأ في التعافي. ومع ستة أشهر من المعاناة خاضتها أسرته لنقله من سجنه في "وادي النطرون" إلى المستشفى للعلاج من سرطان الدم، أجهض النظام محاولاتهم. لجأت أسرته في النهاية إلى تقديم طلب لعلاجه على نفقتهم تحت إشراف السجن، لكنهم فوجئوا بنقله من سجن وادي النطرون إلى مستشفى ليمان طرة، المشهورة بأنها عبارة عن "أسرّة" فقط ولا وجود لأي إمكانيات للعلاج داخلها.
وقرّرت الدائرة الأولى بمحكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة في أغسطس الماضي تأجيل نظر الدعوى المقامة من فاطمة عبدالوهاب للإفراج الصحي عن أحمد الخطيب إلى جلسة 3 أكتوبر. واختصمت الدعوى، رقم 38018 لسنة 71، وزير الداخلية ورئيس مصلحة السجون.