حذّر الشيخ عكرمة صبري، مفتي القدس والديار الفلسطينية، من العواقب الوخيمة المترتبة عن استمرار سلطات الاحتلال في عملية هدم الآثار الإسلامية وتغيير معالم المنطقة وإعطائها طابعاً يهودياً. ونفى الشيخ صبري في تصريحات ما تردد عن أنّ رئيس بلدية الاحتلال في القدس قرّر إيقاف عمليات التجريف التي تستهدف باب المغاربة أحد الأبواب الرئيسة للمسجد الأقصى، وقال "لم تتوقف عمليات التجريف وتغيير المعالم، ورئيس بلدية القدس عندما تحدث كان يقصد الجسر المنوي إقامته بعد إزالة التلة الترابية في باب المغاربة". وأوضح مفتي القدس أنّ المشروع الصهيوني في القدس ينقسم إلى مرحلتين، موضحاً أنّ الأولى هي "إزالة التلة كاملة، وهذه مرحلة مستمرة من دون توقف. والمرحلة الثانية هي تركيب الجسر على أنقاض التلة. ورئيس بلدية القدس (الاحتلالية) كان يتحدث عن هذا الجسر، حيث لم تأخذ دائرة الآثار (الصهيونية) ترخيصاً من البلدية. وهذا خطأ تم ترويجه عن طريق الإعلام الإسرائيلي، وهو إعلام مضلل للأسف الشديد نقلت عنه وسائل الإعلام الدولية هذا التضليل". وعن قراءته للأهداف البعيدة لعمليات الحفر التي تقوم بها سلطات الاحتلال في ناحية باب المغاربة بالمسجد الأقصى، قال مفتي الأقصى والديار الفلسطينية إنّ "أهداف هذه الخطة هي انكشاف الجدار الغربي للمسجد الأقصى والذي هو معرض للانهيار، وتوسعة ساحة البراق، وهدم الآثار الإسلامية وتغيير المعالم، معالم الأقصى، وإعطائها طابعا يهودياً، والسيطرة على باب المغاربة بحيث يتحكمون في الدخول والخروج إلى المسجد الأقصى، وباب المغاربة من الأبواب الرئيسة للمسجد الأقصى". وأشار الشيخ صبري إلى الاستجابة الشعبية العارمة التي قوبلت بها الدعوة إلى الصلاة في المسجد الأقصى يوم الجمعة (16/2)، واتهم قوات الاحتلال بأنها استخدمت القوة الأمنية لمنع المصلين من أداء صلاتهم في السجد الأقصى، وقال "لقد كانت الاستجابة جيدة وقد تجمهر عشرات الآلاف في مدينة القدس وصلوا الجمعة في الشوارع والأزقة لمن لم يستطع الدخول إلى المسجد، فقد قلنا سابقاً بأن من لم يتمكن من دخول الأقصى يمكنه أن يصلي في الموقع الذي يُمنع فيه. ولذلك أقول بأنّ عدد المصلين الذين دخلوا لأداء صلاة الجمعة لم يتجاوز ثلاثة آلاف مسلم من المسنين، أما عشرات الآلاف عانوا في محيط الأقصى وفي شوارع المدينة تحت حراب الاحتلال". ولفت الشيخ عكرمة صبري الانتباه إلى أنّ عدد قوات الأمن التي انتشرت في ناحية المسجد الأقصى كانت أكبر بكثير من أعداد المصلين، وانتقد في ذات الوقت الموقف الفلسطيني الرسمي والعربي والإسلامي مما يتعرض له الأقصى، وقال "نحن أسرى الآن، فقد كان عدد قوات الشرطة والجيش الإسرائيليين في المسجد الأقصى خمسة آلاف فرد بينما لم يتجاوز عدد المصلين ثلاثة آلاف فرد، ولم تكن ردود التي سمعناها حتى الآن من العالمين العربي والإسلامي في المستوى المطلوب، وإسرائيل ممعنة في تنفيذ مخططها لأنها تعرف جيدا أن العالم العربي لا رد رسمي له، وأن الذي يتحرك هو الشعوب، ولا يمكن تحميل الشعوب مسؤولية هذا"، كما قال.