يتوجه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى غزة اليوم الخميس لبحث الأمور المتعلقة بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وتنفيذ اتفاق مكةالمكرمة وذلك بعد أن ألغى خطابًا كان مقررًا أن يلقيه أمس الأربعاء إلى ما بعد لقائه برئيس الوزراء إسماعيل هنية. وقال نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني إن عباس سيلقي خطابه بعد الاجتماعات التي سيجريها مع هنية مشيرا إلى أن الرئاسة تعارض أي شروط جديدة قد تضاف على اتفاق مكةالمكرمة حيث الالتزام باتفاق مكة دون شروط جديدة. ويبحث اللقاء المرتقب عددًا من القضايا التي لا تزال عالقة بين حماس وفتح أبرزها اختيار وزير الداخلية الذي ستقوم "حماس" - بموجب اتفاق مكة - باختياره شريطة أن يحظى بتأييد "فتح". وقالت مصادر فلسطينية – بحسب صحيفة "الحياة" - إن عباس غير راض عن اللواء حمودة جروان (55 عامًا) الذي رشحته "حماس" لمنصب وزير الداخلية. والمرشح الآخر لهذا المنصب هو العميد في الأمن الوقائي ناصر مصلح، وهو لاجئ من مخيم البريج وسط القطاع. كما سيتناول اللقاء بحث نقاط عالقة منذ تشكيل حكومة "حماس" من بينها "القوة التنفيذية" التي شكلها وزير الداخلية سعيد صيام في مايو الماضي، وقرارات تعيين عشرات كبار الموظفين في عدد من الوزارات التي تنتظر تصديق عباس (بموجب القانون). واستهدف اتفاق مكةالمكرمة الذي وقع الأسبوع الماضي برعاية سعودية وقف الاقتتال بين "حماس" و"فتح"، وتشكيل حكومة وحدة وطنية وصولاً إلى فك الحصار المفروض من الغرب على الفلسطينيين. وكانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اجتمعت في رام الله الليلة الماضية وأصدرت بيانا رفضت فيه إدخال شروط جديدة على هذا الاتفاق. ودعا بيان اللجنة التنفيذية إلى تنفيذ اتفاق مكة كما ورد بدون إثقاله بأية شروط أو مطالب جديدة لأن هذا سيشكل بداية الارتداد عن الاتفاق وسيقود إلى تقويضه في إطار لعبة الشروط والشروط المضادة. وتؤكد "حماس" أن الاتفاق لا ينص على اعترافها بالكيان الصهيوني . وذكر نواب من حماس أن هنية لن يقدم استقالته حتى ينتهي هو وعباس من تسوية عدة مسائل معلقة في اتفاق مكة، منها شغل منصبي وزير الداخلية ونائب رئيس الوزراء. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (معا) عن المتحدث باسم حماس إسماعيل رضوان قوله إن المعيق الأساسي لتشكيل الحكومة هو الاتفاق على منصب وزارة الداخلية، إضافة إلى الاتفاق مع الفصائل والتفاهم معها حول مشاركتها في الحكومة والحصول على تأكيدات من الرئيس بموافقته على القرارات التي أصدرتها الحكومة الحالية. من جانبه عبر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بعيد لقاء أجراه في دمشق مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع عن ثقته بتشكيل حكومة الوحدة ورفع الحصار عن الفلسطينيين. وقال مشعل إن الحكومة ستتشكل (حكومة الوحدة الوطنية) والحصار لا بد أن يرفع ولا عذر للمجتمع الدولي في عدم رفع الحصار.