استنكر العاملون بمستشفى العباسية للصحة النفسية بمدينة نصر، قيام محافظة القاهرة من أعمال تركيب تقوية لإحدى شبكات التليفون المحمول التابعة لاحدى شركات الاتصالات داخل حديقة العروبة المملوكة للمستشفى التى بها أكثر من ألف مريض . الأمر الذي دفع عدد كبير من الأطباء والعاملين بالمستشفى لتنظيم وقفة احتجاجية ثانية داخل المستشفى لرفض ما وصفوه ب "مخطط بيع أرض العباسية"، وتقدم أحدهم ببلاغ إلى النائب العام، المستشار نبيل صادق برقم 6577 عرائض، أمس الثلاثاء ضد 4 وزراء حاليين يتهمونهم من خلاله بالتأثير على حياة المرضى داخل مستشفى العباسية للصحة النفسية، لصالح شركات المحمول وإقامة محطة تقوية على شكل نخلة يبلغ طولها نحو 40 متر واختصم البلاغ كل من المهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة، والدكتور أحمد عماد الدين راضي وزير الصحة، وهشام الشريف وزير التنمية المحلية، وخالد فهمي وزير البيئة، مطالبًا النائب العام، بإصدار الأمر بإزالة المحطة، حرصًا على حياة المرضي، والتحقيق مع المسئولين عن ذلك. وأكد عضو مجلس نقابة الأطباء الدكتور أحمد حسين عضو مجلس نقابة الأطباء ورئيس لجنة الدفاع عن أرض العباسية أن برج المحمول الجديد يبعد 20 مترًا فقط عن أقرب مكان لإقامة المرضى النفسيين بمستشفى العباسية وهو من أضخم الأبراج التي رأيتها في حياتي على حد قوله، فضلًا عن استغلال شركات المحمول ساحة حديقة العروبة في نشر الإعلانات الخارجية "Out door" وفقًا لإتفاق بينهم وبين محافظة القاهرة بغرض الربح. وأبدى حسين تعجبه الشديد من موقف إدارة الصحة النفسية التابع لوزارة الصحة مما يحدث والذي وصفه ب "الخنوع والإستكانة"، قائلًا: "بدلًا من علاج المرضى في المستشفى يتم التسبب في إصابتهم بأمراض أخرى ". وقال حسين إن ذلك يأتي لتضليل العاملين بالمستشفى حتى لا يتم اكتشاف حقيقتها وخطورتها البالغة، حيث تبث موجات كهرومغناطيسية ذات تأثير بالغ الضرر على صحة الأطباء والعاملين والمرضى النفسيين المقيمين بالمستشفى، والذين يفوق عددهم الألف مريض، بخلاف مرضى العيادات الخارجية المترددين على المستشفى. أما عن الأضرار والأعراض الصحية الناتجة عن إقامة أبراج المحمول بالقرب من منطقة سكنية أو مستشفى دون مراعاة للمواصفات القياسية والمعايير الصحية المطلوبة، يقول قال الدكتور جمال شعبان، نائب رئيس المعهد القومى للقلب إن نتائج الدراسات والتجارب المعملية التي أجريت على حيوانات تجارب ومتطوعين تكشف عن كارثة تؤثر بصورة سلبية على الجهاز العصبى وتتسبب في حدوث تغييرات داخل الخلية الحية. تبدأ الأعراض الخطيرة، بحسب شعبان بالشعور بالصداع وتخدير "تنميل" بمنطقة الوجه، وضعف وتشتيت الذاكرة والشعور بالإضطراب العقلي والغثيان فى بعض الحالات، مرورًا بتشوهات الأجنة والسكتات الدماغية والجلطات القلبية، وصولًا إلى احتمالية الإصابة بأورام سرطانية، على المدى البعيد، خاصة سرطان الدم. وأضاف شعبان في تصريحات خاصة ل "التحرير" أن هناك دراسة علمية ألمانية تتحدث عن المخاطر والأضرار الصحية الجسيمة التي تهدد حياة كل من يسكنون في حدود 300 متر من تلك الابراج على المدى البعيد (من 5 الى 10 سنوات)، حيث يكونوا معرضين للإصابه بالسرطان ثلاث أضعاف من يسكنون بعيدًا عن محيطها مثل سرطان الثدي والبروستاتا والبنكرياس والجلد والرئه وغيرهم. ووصف نائب رئيس المعهد القومي للقلب إقامة تلك الأبراج على مقربة من مرضى المستشفيات ب "الكارثية" بجانب ما تصدره تلك الشبكة من أصواتا" وطنين رهيب ناتج عن ذبذبات شديدة تتسبب في حدوث اضطرابات بالغة في كيمياء المخ وتكون أضرارها مضاعفة على المريض النفسي أكثر من أثرها الصحي على المريض العادي. وتقدم الدكتور فؤاد النواوي، وزير الصحة الأسبق بمنازعة قضائية ضد محافظة القاهرة وما تزال منظورة أمام مجلس الدولة منذ عام 2012 حتى تاريخه لاسترداد أرض الحديقة وضمها الى المستشفى كمتنفس للمرضى، وسبق للمحافظة محاولة إقامة محطات تقوية لشبكات محمول لشركات خاصة داخل المستشفى خلال عامي 2011 و2015، ولكن العاملين بالمستشفى تصدوا لها حرصًا منهم على صحة المرضى. كانت "التحرير" قد نشرت عند مطلع الشهر الجاري تقريرًا تحت عنوان "حديقة "العباسية" في مزاد الحكومة.. إقامة ناد و"برج" محمول كشفنا من خلاله عن خطة الحكومة بيع أرض الحديقة وتأجيرها لمتعهد حفلات، فضلًا عن إقامة برج المحمول الذي انتهت محافظة القاهرة منه اليوم دون أدنى مراعاة لصحة وحياة المرضى الذين يجلسون في الجوار في رحلة العلاج الطويلة.