حالة من التعجب تسيطر على الشارع المصرى، بالأخص المتابعين لقضية مقتل مجند على يد رئيس محكمة مُعار للكويت، والتى يحاول إعلام النظام استغلالها الآن لضمان عدم أى تضامن من الجماهير مع القضاة بشأن استقلالهم بعد قانون الهيئات القضائية، ولكن شتان بين الأمرين، فإذا وجد الفاسدون هناك الصالحون أيضًا، وقضية استقلال القضاء هي قضية شعب وليست خاصة بالقضاة وحدهم. وبالعودة إلى القضية التى نتحدث عنها اليوم، حسب شهادة الشهود، وخطيبة المجنى عليه، التى كانت سببًا فى مقتل المجند، روى "م. ح."، ضابط شرطة، تفاصيل مقتل نجل عمته، مؤمن سعد أغا (23 سنة)، مجند على يد قاضي بدرجة رئيس بمحكمة استئناف، أمام مدخل العقار الذي يقطن به الثاني مساء أول أمس الثلاثاء. شبهة تواجد خطيبة المجند وخطيبته بالعقار وقال الضابط، الذي فضل عدم الكشف عن هويته حسب ما نشره موقع "مصراوى"، إن خطيبة المجند وتدعى بوسي (17 عاما) كانت برفقته أثناء مقتله برصاصة في الصدر، من سلاح قاضي، وذلك عقب مشادة كلامية بين القاضي وخطيبة المجند لاعتراضه على تواجدها بمدخل العقار الذي يقطنه، واتهمها بوجود شبهة حول تواجدها بمحيط شقته. وأشار الضابط أن المجني عليه حضر قبل مقتله بعدة دقائق لاصطحاب خطيبته وإعادتها إلى منزلها، ورأى مشادة كلامية بين خطيبته والقاضي فتدخل سريعًا لمعرفة سبب المشاجرة وإنهائها. وأكد أن خطيبة المجني عليه أدلت بتفاصيل الواقعة أمام النيابة العامة، أمس الأربعاء، التي أكدها حارس عقار مجاور وشاهد عيان آخر على ما جرى بين القاضي والمجند وخطيبته. إحنا زى بعض يا باشا كلمنى أنا ! وقالت بوسي، خطيبة المجني عليه أمام النيابة، إن القاضي لا يعلم شيئًا عنها ولكنه سألها عن سر تواجدها أثناء نزولها من سلم العقار ونهرها بشدة متهمًا إياها بوجود شبهة حول تواجدها فردت عليه: "وانت مالك". وأضافت الفتاة أن خطيبها تدخل بمجرد رؤيته للمشادة الكلامية بينهما وقال للقاضي: "حضرتك بتزعق ليه.. عايز ايه..كلمني أنا.. احنا رجاله زي بعض"، فرد عليه القاضي: "انت عيل صغير إجري العب بعيد" .. ثم وقعت مشادة بينهما أخرج على إثرها القاضي سلاحه قائلاً لهما: "هقتلكوا انتوا الاتنين لو اتحركتوا من هنا لحد ما اعرف انتوا مين؟"، ولم يُعير المجند اهتمامًا بتهديدات القاضي، وحاول الانصراف من أمامه فعاجله القاضي بطلقة في الصدر أردته قتيلاً في الحال – وفقاً لرواية الضابط وشهادة حارس عقار مجاور أمام النيابة العامة. طلب العمل سبب تواجد الفتاة وخطيبها المجند بالعقار وعن سبب تواجد الفتاة بالعقار؛ قال الضابط -نجل عمة المجني عليه- إنه آتى لاصطحاب خطيبته عقب مقابلة أجرتها مع رئيس شركة تقدمت للعمل بها في نفس العقار الذي يقيم فيه القاضي. من جهته أكد مصدر أمني بمديرية أمن القاهرة، أن قاضيًا بدرجة رئيس بمحكمة الاستئناف ومعارًا إلى دولة الكويت، أطلق الرصاص على مجند، أمام مدخل عقار بشارع فرعي من شارع البطراوي، بمنطقة مدينة نصر. تسليم القاضى نفسه وأكد المصدر أن المجند يُدعى "مؤمن سعد أغا"، مُقيم بمنطقة النزهة، قُتل بطلقة في الصدر، عقب مشادة كلامية بين القاضي وخطيبة المجند وتدعى "بوسي" بسبب سوء ظن القاضي في تواجد المجند وخطيبته بمدخل العقار، والتي أكدت له أنها كانت في طريقها للخروج من العقار بعدما تقدمت للعمل بإحدى الشركات المتواجدة بالعقار. وأوضح المصدر، أن القاضي قام بتسليم نفسه والسلاح المستخدم في الواقعة لقسم أول مدينة نصر، مشيرًا إلى أن نيابة حوادث شرق القاهرة تحقق في الواقعة، وأمرت بالتحفظ على القاضي والسلاح، و6 طلقات 9 ملي من نوعية الرصاصة التي أصابت المجني عليه، وأمرت بتشريح الجثة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.