الاجتهاد فى الدين له روح آخرى وطريقة أسمى وأعلى بكثير ممن نراها فى مشايخ السلطان الذين أعلنوا ولائهم للسلطة ووظفوا ما لديهم من علم فى خدمة الحاكم، حتى ينعموا بحياة أفضل فى دنيا زائله، فدون التطرق إلى أمور غيبية، فإن بعضهم وبأفعاله هذا لا يهتم أبدًا لأخرته، بل إنه يحاول القضاء على أى ثواب من ناحية علمه. وهذا ما نراه فيهم طوال تلك الفترة، بالأخص من علماء الأزهر أو ممن كنا نعتبرهم خيرة العلماء وأفضلهم، والذين كانت لهم مواقف مؤءثرة فى حياة آلاف الطلاب طوال أعوام ماضية، لكن فجأة وبعد انقلاب العسكر على الشرعية ودعوتهم إلى ما أسموه تجديد الخطاب الدينى الذى يناسب التبعية للغرب والحلف الصهيو أمريكى، تحولوا جميعًا إلى آله تتحدث بما يريد أن يقوله الحاكم، والتى بدأت بالتشكيك فى كل ما هو ثابت أو راسخ، ولم يبتعدوا عن الأمور المشككة فى الدين بل أثاروها وبطريقة بذيئة للغاية، دون أى اعتبار لعلمهم. فقد أثار الدكتور سعد الدين الهلالي - أستاذ الفقه المقارن - عاصفة جديدة بعد تلميحه باحتمالية أن تكون رحلة الإسراء والمعراج تمت ب"الروح" ليس ب"الجسد". وقال "الهلالي" في لقاء مع برنامج "كل يوم" الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب: "لا يوجد أي آية تتحدث عن المعراج .. فقط مرويات ذكرت الأمر .. كما أن (أنس بن مالك) هو أحد الرواة وهو مدني وليس مكي ".. وأضاف: "الله يقول في كتابه (سبحان الذي أسرى بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) .. فهذا قد يدل على الروح .. أو المنام .. لكن الظاهر أن الإسراء تم بالجسد ، ومع ذلك السيدة عائشة قالت عن الإسراء (كان ذلك بالروح) حسب قوله.