بعد عدة حملات تحت عنوان "خليه يعفن" ، دشنها عدد من المواطنين لمقاطعة شراء الأسماك بعد ارتفاع أسعارها بشكل مبالغ فيه ، أجبرت المقاطعة الشعبية معظم أصحاب محلات بيع الأسماك ، على إغلاق محلاتهم بمدن محافظة كفر الشيخ ، اليوم السبت ، بسبب ارتفاع أسعار الأسماك التي وصلت إلى 35 جنيهًا للكيلو البلطي الشعبي و60 جنيهًا للكيلو البوري، وامتنع معظم المواطنين من أبناء المحافظة علي شراء الأسماك من المحلات التي فتحت أبوابها. أبدى عدد كبير من المواطنين إستعدادهم التام للمشاركة فى حملة "خليه يعفن" لمقاطعة الأسماك فى الأسواق بعد الإرتفاع الغير المبرر فى الأسعار ، مما إضطر بعض النشطاء على مواقع التواصل الإجتماعى بتدشين حملة موسعة للمطالبة بمقاطعة الاسماك لحين عودة الأسعار لمعدلاتها الطبيعية كما كانت فى السابق . وقد لاقت الحملة إستجابة كبيرة جدًا من المواطنين على الرغم من أن الاسماك تعتبر الوجبة الأساسية لمعظم المحافظات ، وتعد بديلاً للحوم والطيور والتي لا يستطيع معظم المواطنين شرائها طول الأسبوع ، فتعد الأسماك غذاء الأغنياء والفقراء على السواء. وشهدت الحملة تجاوبا كبيرًا من الأهالي ، بعد أن بلغ سعر الكيلو البلطى 40 جنيهًا والبورى 70 والدنيس ب120 والمرجان ب80 جنيهًا ، فيما بلغ سعر الجمبرى 180 جنيها . المقاطعة الشعبية تنجح انخفضت كميات الأسماك الواردة الي بورصة الأسماك الرئيسية بمحافظة كفرالشيخ بمركز الرياض ، بسبب خوف التجار من جلب كميات كبيرة من الأسماك من المزارع والفشل في بيعها مما يؤدي الي خسائر كبيرة لهم. وأكد أصحاب المحال في بورصة الأسماك ، إن أكثر من 70% من محالات الأسماك أغلقت أبوابها اليوم السبت ، لارتفاع أسعارها، كما أعلن أهالى المحافظة مقاطعتهم لشراء الأسماك، مما كبد تجار الأسماك خسائر كبيرة، ولم تجد باقي محالات بيع الأسماك التى فتحت أبوابها أسماكاً لتبيعها، وهو ما تسبب في حالة من الاستياء بين أصحابها. و أكدت "أم محمد" بائعة أسماك، أنها جلبت كمية من الأسماك من بورصة الأسماك الرئيسية من الرياض، بأسعار غالية ، وجلست كالعادة لبيعها بمنطقة المزلقان الوسطاني بمدينة كفرالشيخ، إلا أن زبائن قليلة فقط هي التي حضرت إليها لشراء الأسماك وامتنع معظم المواطنين عن الشراء. الجدير بالذكر أن محافظة كفرالشيخ، أولي المحافظات علي مستوي الجمهورية إنتاجًا للأسماك، حيث تنتج أكثر من 40% من إنتاج مصر من الأسماك، من خلال المزارع السمكية علي مساحة 120 ألف فدان، وبحيرة البرلس 110 آلاف فدان، وشواطئ المحافظة علي البحر المتوسط بطول 118 كيلو مترًا وشواطئ نهر النيل فرع رشيد بمراكز دسوق وفوة ومطوبس بطول 100 كيلو متر. العصيان يقترب تعتبر حملات المقاطعة الشعبية ، هي ثقافة لا بد للمجتمعات أن تمتلكها بحيث تصبح سلوكًا تدافع فيها عن مصالحها ضد قرارات الحكومات الفاسدة أو جشع التجار أو الصناع أو مقدمي الخدمات أو حتى الحكومات باعتبار الأخيرة صانعة قرارات وسياسات من شأنها الإضرار بمصالح الفقراء ، وهي ليست سلوكًا حديثًا ، بل تم اللجوء إليها منذ القدم كمقاطعة أهل قريش للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه بعدم الشراء منهم أو البيع إليهم. وتقع حملات المقاطعة الشعبية ، تحت طائلة العصيان المدني الشامل ، كواحدة من أبرز الفاعليات ، وتعتبر من أنبل حركات الاحتجاج الشعبية لأنها طوعية من حيث الأساس وبالتالي يلجأ اليه المتضرر دون أن ينزل إلى الشارع وتعطيل أعماله وأعمال الغير ، ودون الخوف من الرقابة باعتبار أن ليس لأحد أن يجبر آخر على شراء سلعة ما ، وهي من أنبل حركات الاحتجاج ، باعتبارها الأكثر قدرة على التأثير وإجبار صاحب السلعة التي تمت مقاطعتها على الرضوخ إلى مطالب المقاطعين ، فليس هناك من أسلوب يحقق الهدف والغاية منه أكثر من هذا الأسلوب. وكان حزب الاستقلال أول من طرح فكرة العصيان المدني الشامل ، حيث أصدر عدة بيانات ، كان اولها من أكثر من عام ، جاء فيه "يدعوا حزب الاستقلال جماهير الشعب المصري العظيم إلى المشاركة في العصيان المدني من أجل تحقيق مطالب وأهداف الثورة: العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والاستقلال الوطني". وأكد أن العصيان المدني "فعل إيجابي يلتزم المقاومة السلمية وعدم التعاون الشعبي مع النظام ويهدف لنزع الشرعية عن حاكم أو نظام فقد شرعيته باستخدام الوسائل السلمية وبدون استخدام العنف فلا يمكن لحاكم أو نظام أن يستمر بدون رضاء وتعاون المحكومين من الشعب".