بالصور| دمار منزل "سيد درويش" وسط تجاهل المسئولين

كرم الدكة تعاني من أهمال المحافظة

رغم غناء فنان الشعب "سيد درويش" رائعته الشهيرة "زوروني كل سنة مرة" والتي التصقت في أذهان المصريين بمعاني وقيم الاهتمام والترابط الإنساني ، إلا إن منزله أصبح في طي النسيان لا يتذكره سوى أهمال الحكومة له ، ولا يطرق بابه سوي تجمعات القمامة التى تأنس بداخله .
منزل "سيد درويش"
منزل "سيد درويش" الأثري الكائن بمنطقة "كوم الدكة" وسط الإسكندرية تحول من مصدر لموسيقي تسعد بها الروح إلي خرابة لا يوجد بها سوي أكوام القمامة وتتعطر برائحتها ، نتيجة الإهمال و النسيان الذي أصابه ، فلن يتبقى من التراث سوي سور فقط وباب خشبي تعلوه ألواح خشبية و منشر غسيل وجلود خراف .

وقال سكان حي كوم الدكة ، أن المنزل كما هو على ذات الحال منذ زمن بعيد ولا يوجد تجاهه أي إهتمام ولا عناية، كما حال أغلب الأماكن التراثية والأثرية، لافتين إلى أنهم سمعوا مراراً وتكراراً عن تحويل المنزل إلى مزار سياحى ومتحف ولكن ذلك لم يتحقق.

وفي يوليو الماضي ، قال "جابر بسيوني" رئيس المجلس السكندري الثقافي ، إن المنزل به إهمال كبير، ومن جانبنا حاولنا التواصل مع المحافظ السابق "طارق المهدي" وتم أخذ قرار تحويل البيت إلى متحف ، ولكن لم يتم تطبيق القرار حتي الآن.

وأضاف أنه مع تولي "محمد عبد الظاهر" منصب محافظ الأسكندرية ، الذي كان لايعلم شىء عن المجلس الثقافي وتم الإتفاق على تفعيل دوره من جديد، ووعدني بالنظر إلى الموارد المتاحة بالمحافظة لإتاحة إمكانية إقتناء وتفعيل مثل هذه الأماكن الأثرية هذه من جديد.

وطالب "بسيوني" ، بتوفير الإمكانيات لتجديد منزل "سيد درويش" وتحويله إلى متحف ، لأن له بعد تاريخي وحضاري يجب الإعتناء به، كما وجه نداء لرجال الأعمال بتوفير الإمكانيات لشراء مثل هذه الأماكن الأثرية حتى لا يتم إهدارها.

ويقول الحاج "فتحى حسين" ، أحد سكان منطقة كوم الدكة ، أنه يقطن بالمنطقة منذ أكثر من 30 عاماً ، ويؤكد أن المنزل تحول إلى الأسوء ، حيث انهار سقف المنزل منذ عدة سنوات.

وأضاف "حسين" ، أن هناك إهمال كبير من المسئولين ، ولا يستجيب أحدًا منهم إلى مطالب الحفاظ على المنزل ، وكانت هناك وعود كثيرة بتحويل المنزل إلى متحف يضم صور ومقتنيات فنان الشعب وبعض التراث الفنى الخاص بالموسيقى المصرية ، إلا أنه لم يحدث شىء من هذا القبيل ولم يتم تنفيذ تلك الوعود.
الأهمال في كوم الدكة
لم يقتصر الأمر على ذلك بل إن شارع "سيد درويش" الممتد من مدخل منطقة كوم الدكة وينتهى بالمنزل يعانى من الإهمال أيضًا ، حيث يخترق المنطقة شارع طويل يلتف فى شكل زجزاج ، يشق طريقة وسط الحوارى والأزقة الضيقة التى تقود فى النهاية إلى منزل سيد درويش ، ولا يوجد أى اهتمام من الدولة به ، خاصة وأن المكان مقصد زوار كثيرين من مصر والعالم العربى ممن هم مهتمين بالحركة الثقافية والفنية.
رابطة إسكندريلا
رغم كل هذا الخراب والأهمال ، هناك مجموعة من الشباب أطلقوا على رابطتهم "إسكندريلا" ، يقومون بتنظيم حفل سنوي لإحياء ذكرى "درويش" داخل الساحة الكبرى بمنطقة كوم الدكة ، ولاقى المهرجان إعجاب الكثير من الشباب حيث كانت موسيقي "درويش" بمثابة قدوة لهم فى هذا الزمن ، علاوة على ذلك ، يشارك في هذا المهرجان مجموعة من المطربين والفنانين الشباب ، والفرق الموسيقية الذين يحيون هذه الحفلات ويتغنون بأغاني "سيد درويش" و أغانيهم الخاصة .