لم يكتفى نظام العسكر، بتلفيق الاتهامات والزج بالأبرياء بالسجون من أجل أن يضمن أنه لا معارضين له فى الشارع المصرى، يهددون تواجده، لكنه يستمر فى ذلك حتى بعد دخولهم المعتقل، لأنه لم يستطع حتى تلك اللحظة، أن يغير فكرهم، أو يجعلهم يفكرون لحظة أنه الحكم الأفضل للبلاد، أو حتى أن يغير وجهتهم عن قبلة الثورة. هذا ملخص بسيط لحال النظام والمعتقلين السياسيين فى السجون، وبالأخص فى مقبرة العقرب، التى يتم بها التنكيل بكل شئ وأى شئ، من التعذيب إلى هتك الأعراض وصولاً إلى الموت البطئ. فرسالة مُسربة من داخل المقبرة تكشف كل ذلك، حيث كشفت عن تفاصيل، الباشا علاء، سفاح السجن، فهو ليس بالرتبة الكبيرة، أو الآمر المفوض بكل شئ، لكنه مجرد مخبر، يفعل بالمعتقلين والسجن ما يشاء دون رادع، حتى أن بعضهم ذهب إلى أن ذلك المخبر له سلطات واسعة فى السجن تفوق سلطات رئيس المباحث هناك. كما كشفت الرسائل أيضًا أن علاء هذا متخصص فى "هتك أعراض" المعتقلين السياسيين، وتعذيبهم إلخ من الأفعال التى لا يجيد نظام العسكر إلا فعلها، حسب الرسالة المسربة. أسوأ ما فى العقرب "الباشا علاء" وجاء نص الرسالة: أسوأ ما في السجن "علاء.. السفاح أو الباشا" كما يطلقون هم عليه ذلك اللقب، هذا الشخص ليس ضابطًا ولا رئيس مباحث، ولكنه مجرد "مخبر" لا يفرق بين نزيل وآخر، سياسي أو جنائي، مريض أو صحيح، صغير أو كبير، مجرد "مخبر"، ولكن بلغت سيطرته ونفوذه حدًا فاق كل ضباط المباحث، بل حتى رئيس المباحث نفسه، حتى أصبح يُنادَى بالباشا، حتى من قِبل رئيس المباحث "الرائد أحمد أبو الوفا". وتفنن"علاء" في هتك أعراض المسجونين، خاصة السياسي منهم، والتنكيل بهم، وإهانة الأهالي والتعامل معهم بتعنت وازدراء، حتى ظنوا أنه ضابط مباحث وهو الذي يحرك الأمور في السجن. تخصص قتل السجناء وكشفت الرسالةالراسلة المسربة أيضًا، أن علاء هو من تعنت في إخراج الشيخ "عصام دربالة"، من زنزانته للعلاج، حتى دخل في غيبوبة سكر وقضى نحبه، وأُلصِقَت التهمة حينها برئيس المباحث الرائد "عمرو الحسيني"، وتمت التغطية على القصة، وتكرر الأمر مع الشيخ "مرجان الجوهري"، حيث قضى نحبه هو الآخر إثر الجلطة التي أصابته حينها، وأيضًا مع الشيخ "محمد سعيد المصيلحي" رحمه الله، وأيضًا الدكتور "فريد إسماعيل" رحمه الله، ولم تتم محاسبته على أي شيء من هذا، بل تكريمه بوضع سلطات أكبر بين يديه الملطختين بالدماء، وصلت بأن أصبح معه عصا كهربائية ويستدعي المساجين من الزنازين إلى ساحة السجن وتُقام عليه "حفلة" من التعذيب طوال الطريق، ويبدأ باستعراض قوته وبطشه في تعذيبهم بالكهرباء وتقييدهم في الساري عرايا، ويقوم بهتك أعراضهم وإطلاق الكلاب البوليسية عليهم، هذا بجانب السب والتطاول بأبشع الألفاظ وسب الدين. حفلة استقبال وكشفت الرسالة أيضًا بعض المواقف الأخيرة وطرق التعذيب التى يتبعها "المخبر علاء" وهو ما حدث في H1 عنبر التأديب الذي يعتبر ساحته المفضلة للتعذيب بعيدًا عن الأعين والمتابعة، حيث قام بتعذيب وسحل أكثر من 25 فردًا جاءوا من سجن الاستقبال ليتم تأديبهم وسحلهم في سلخانة العقرب، فقام بضربهم وتعليقهم مقيدين بالكلابشات الحديدية، وأصابهم بإصابات بالغة، بين جروح قطعية وكدمات شديدة ومنع الطعام عنهم لفترات كبيرة حتى لا يقاوموه أثناء تعذيبهم. وقالت الرسالة أن مجموعة أخرى كانت قادمة من سجن شديد الحراسة 2 لنفس الغرض، فقام باستقبالهم على باب السجن ولم ينتظر دخولهم الزنازين، بل بدأ بسحلهم وضربهم هو ومجموعة من المخبرين بالعصي والأسلاك، ثم تقييدهم وإجبارهم على الزحف من باب السجن حتى الوصول إلى الزنازين، مع استمرار ضربهم وسبهم وتجريدهم من ملابسهم، وكان يوميًّا يتفنن في تعذيبهم وسحلهم. وكذلك مع القضية المشهورة إعلاميًّا بقضية "النائب العام"، قام معهم بنفس الشيء، وامتد إلى منع الملابس عنهم والطعام وإقامة حفلات "التشريفة" أثناء الخروج والعودة من الجلسات في فترة النيابة والتحقيق معهم حتى هدأت الأوضاع في السجن. الرائد أحمد.. صاحب المجزرة الثانية فى السجن وقالت الرسالة أنه هو أيضًا صاحب مجزرة"H4 W4" الشهيرة بجانب رئيس المباحث حينها "الرائد أحمد البنا"، والتي قام فيها بكسر فك أحد المضربين عن الطعام حينها، وكسر قدم اثنين آخرين، إلى جانب التحرش الجنسي بأكثرهم ووصل الضرب والزحف والسحل والسب بالأب والأم وسب الدين، وبرغم المحاضر التي تم فتحها والشكاوى، إلا أنه لم يتعرض للمساءلة أو المحاسبة أو الردع، وظل طليقًا يعيش في السجن، ويملأه فسادًا وتعذيبًا. ليس هذا فحسب، بل هناك المزيد والمزيد، منها ما فعله مع "د. فياض" من ضربه وسبه والاعتداء والتطاول عليه منفردًا، وأمام ضابطي المباحث "محمد حسين" و"محمد شاهين"، وحينها أرادا أن يقوما بتهدئة الوضع، فطلب "د. سعد" الاعتذار له، فغضب علاء وقال نصًا: "أنت هنا جاي تتأدب وتسمع الكلام ولو فتحت بقك هتاخد بالجزمة"، وانصرف رافًضًا الاعتذار. وأيضًا ما حدث في "H4W3" _ حيث قام بضرب وسحل كلٍ من "م.ف" و "أ.ت"، حيث رفض كلاهما ذكر أسمائهما خشية ما قد يتعرضا له منه في حال نشر هذا الكلام _ قام بتعصيب أعينهما وتقييد أيديهما خلف ظهورهما وقام بضربهما حتى سقطا على الأرض على وجوههما، وإجبارهما على الزحف مع وابلٍ من اللكم والركل والسب والتنكيل، حتى حضر ضابطا المباحث "محمد حسين" و"محمد شاهين"، اللذَين لم يمنعاه مما يفعل، بل تركاه يُكمل ما بدأه حتى انتهى وقام باقتيادهم إلى التأديب. وأيضًا ما حدث مع كلٍ من "س.إ" و "م.ج"، حيث قام باقتيادهم إلى مكان بحجة التفتيش، ثم وجه إليهم السباب والشتائم ليرضخوا له في النهاية للتفتيش المهين، حتى قام بسب أحدهم بأمه فثار ضده فانهال عليه هو ومجموعة من المخبرين ضربًا ولكمًا وركلًا حتى أحدثوا به إصابات بالغة كادت أن تتسبب في فقد إحدى عينيه، وقاموا باقتياده إلى زنازين العزل حتى تختفي آثار التعذيب والضرب. واختتم صاحب الرسالة قوله، صاحب الرسالة بأنه يتمنى بأن تكون الأخيرة، وما فعله بعنبر "العزل" من ضرب وسحل وتعذيب وما هو معتاد منه، لا يتكرر. وأكد السجين من خلال رسالته أن هذا الكلام لا يسرده كشكوى لأحد ولا استنجادًا بأحد، فالشكوى لغير الله مذلة، لكنه أخذٌ بالأسباب وللتوثيق، ومحاولة إطلاع الناس على بعض غياهب السجون وما يحدث فيها، وليرى الجميع كيف استطاع هذا السفاح أن يستمر في ما يفعله أمام سيل الشكاوى والمحاضر، على الرغم من أنه مجرد "مخبر".