احتفلت جمعية "رسالة" بمدينة الصف بمحافظة الجيزة بمرور خمسة أعوام على تأسيسها بحضور رئيس مجلس الإدارة ومدير الجمعية ورئيس حزب العمل مجدي احمد حسين والذي وجهت له الجمعية الدعوة للحضور وتوزيع جوائز المسابقة التي أعدتها الجمعية، كما حضر الحفل رئيس مجلس المدينة طه دياب وشريف عبد الحميد رئيس التحرير التنفيذي لجريدة "الشعب" والعديد من أبناء الصف. بدأ الحفل لتلاوة قرآنية من أحد شباب الصف ثم كلمة لرئيس مجلس إدارة "رسالة" شريف فكري الذي رحب بالحضور واستعرض نشاط الجمعية بالمدينة على مدار الخمس سنوات الماضية ودور الجمعية في المساهمة في التنمية المجتمعية ورفع مستوي الخدمات التي تقدمها للمواطنين ليس فقط في مدينة الصف بل في مدينة أطفيح أيضاً، كما تقدم بالشكر إلى كل المتطوعين للعمل ومساعدة الجمعية في القيام بدورها المنشود، وأعرب فكري عن رغبة الجمعية في تأسيس دار للأيتام وتحويل الفرع إلى مركز دائم لتحقيق أكبر مساعدة لقطاع أوسع. بعد ذلك عرضت الجمعية فيلم تسجيلي عن أهم منجزات الجمعية طوال الخمسة أعوام المنقضية ودورها في كافة المجالات، أعقبه شرح من مدير الجمعية محمد عبد الحميد مستعرضاً أهم إنجازات الجمعية والمشروعات التي قامت بها مثل شنطة رمضان وتجهيز العرائس وتوفير السلع الغذائية وتوصيل الأجهزة الكهربية والبطاطين إلى الأسر المحتاجة بالإضافة إلى النشاط الطبي والكشف المجاني وتوفير الأدوية والتحاليل والعمليات، وتوفير الملابس والأحذية بجانب الزيارات الخارجية للمسنين ودور الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة ومشروع بنك الدم والبرامج الصيفية مثل فصول التقوية ومحو الأمية ومشوار الخير وأسقف المنازل وأعلن عبد الحميد عن حاجة الجمعية لمتطوعين في كافة المشروعات والبرامج سالفة الذكر. وعن ترشح مجدي حسين لرئاسة الجمهورية، قال ماجد عبد الباسط أحد أئمة المدينة أن هذا الخبر أثلج صدور كل من يسعى إلى التمكين لدين الله في الأرض متمنياً له التوفيق والسداد. وتحدث عبد الباسط عن فضل إطعام المسكين ورعاية الأيتام، فالشريعة الإسلامية عبارة عن جزأين هما علاقة العبد بخالقه، وعلاقة العبد بالمخلوق مثله ولها أشكال كثيرة من أعظمها المالية التكافلية والمتمثلة في النفقات الواجبة كالزكاة والنفقات المستحبة التي لا حصر لها، وهناك بعض الآيات التي فضل فيها النفقات المستحبة على الواجبة للتأكيد على أهمية أن يكفل كل منا من يستطيع وهو ما لا يوجد في أي شريعة أخرى. كما قام أمجد محمود أحد أطفال الجمعية بإلقاء قصيدة "تلات خرفان" للشاعر هشام الجخ. وأعرب مجدي احمد حسين رئيس حزب العمل عن سعادته لزيارة مدينة الصف لأكثر من سبع مرات، كما أعرب عن سعادته بالدعوة التي وجهتها له جمعية "رسالة" وأنه كان ينوي الحديث عن رسالة الرسالة لكن أمجد جعله يغير أولوياته استغلالاً للأثر النفسي الذي تركه في نفوس الحاضرين، فقد أثار أمجد القضية الأولى التي تشغلنا بعد الثورة التي لخصها الثوار في كلمة واحدة لو حللناها بدقة لتمكنا من الوصول إلى كل مرام الثورة ألا وهي كلمة "ارفع راسك فوق أنت مصري" هنا العزة والكرامة وتأكيد على إنهما مدخل بناء الأمة ولا يوجد أي مدخل آخر بعد الإيمان بالله، فالله سبحانه وتعالى هو الذي أمرنا بأن نكون أعزاء وكرماء لأنه هو الذي كرمنا "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً" وبالتالي تكريم بني آدم موضوع ثابت في القرآن الكريم بأكثر مما يمكن تخيله فقد سماه الله خليفته على الأرض فهل من المعقول أن يستذلنا مجموعة من البشر وهم من بني جلدتنا ويبيعون الوطن للأجانب،الحقيقة أن جوهر الثورة أن مصر كانت محتلة ولا تزال بقايا الاحتلال موجودة من أمريكا وإسرائيل فهناك أربع قواعد عسكرية أمريكية اثنان على البحر الأحمر واثنان في سيناء وهو نفس ما كان موجودا قبل 1952 حيث قواعد الاحتلال البريطاني التي لا يدخلها المصريين،نحن في نظام مبارك كنا مستقلين شكلاً لكننا افتقدنا الإرادة فالسفارة الأمريكية تتدخل في إرادة وقرارات مصر الداخلية، وها هي إسرائيل تقتل المصريين على ارض سيناء ونقول إننا دولة مستقلة ونحن لا نستطيع أن نمشي في أكثر من ثلثي ارض سيناء و الطيران الحربي ممنوع من التحليق فوق أرضها وممنوع وجود قواعد جوية ولا يسمح لأكثر من ثماني طيارات مدنية بالتواجد في سيناء يومياً والمنطقة (أ) بها فرقة مشاة واحدة فقط والمنطقة (ب) بها أربع ألوية ولا يوجد أي قوات مسلحة مصرية في المنطقة (ج) لهذا اختار مبارك أن يعيش فيها لدرجة أن عندما طلبت لإحضاره المحكمة إحضاره لمحاكمته استأذنت القوات المسلحة إسرائيل لإرسال طائرة حربية لكنهم نقلوه في طائرة هليوكوبتر، البحرية المصرية ممنوع أن تبحر فوق شواطئ المنطقتين (ب،ج). ورداً على القائلين بالاهتمام في لقمة العيش فقط في الوقت الحالي حتى لو في مقابل التفريط في الكرامة، قال حسين انه لو دخل احد إلى بيتي واحتل غرفة أو اثنين منه وهدد كرامتي أنا ومن في البيت وأنا لا أجد ما آكله هل اترك له الغرفتين حتى أجد الأكل أم أنني سأدافع عن بيتي حتى الموت، الكرامة قبل الأكل فلا معنى للإنسان بدون كرامة فالإنسان يتحمل أن ينام ومعدته خاوية لكنه لا يمكن أن ينام بدون كرامة وهي ما اخذ مبارك ونظامه في تدميرها على مدار ثلاثين عاماً بترديدهم أننا لسنا كأمريكا وإسرائيل، أرادوا تربية هذه الأمة على الدنية وهي التي هزمت اكبر إمبراطوريتين في التاريخ في آن واحد وهو ما ربانا عليه ديننا كما فعل سيدنا أبو بكر في حروب الردة فلسنا من يبيع كرامته أو عقيدته بسب مشكلة اجتماعية فها نحن متكافلون مع بعضنا البعض وفي دولة الإسلام لا يمكن أن يكون هناك ثورة جياع فلا جوع في الإسلام ، فمن الذي صنع موائد الرحمن أبرز صور التكافل التي كان أول من بدأها هذا الشعب العظيم ثم انتشرت في الدول العربية الأخرى. وبين حسين أن هناك فارق كبير بين الثورة ضد الظلم الاجتماعي وثورة الجياع، فالأولى ثورة للكرامة وهو ما قلته في سجني الأخير فقد أكدت على أن الثورة القادمة ليست ثورة جياع بل هي ثورة ضد الظلم والقهر ومحاربة العقيدة الإسلامية وهذا ما حدث. وذكر حسين أن القصة ليست مجرد إلغاء المعاهدة ولكن على مصر أن تفعل كما تفعل إسرائيل التي تحتقر المعاهدة إذا تعارضت مع مصالحها فعلى مصر أن تحتقر هذه المعاهدة إذا لم تتوافق مع مصالحها أيضاً وهذه هي سمة الأقوياء، وهناك منطقة (د) في سيناء ملك لإسرائيل لها الحق في أن تضع بها قواعدها العسكرية وان تطير فوقها بطائرات حربية والمعاهدة كذلك لا تنص على أن يدخل الأراضي المصرية ويقتل ضباط مصريين. وأضاف حسين أن الكرامة المصرية لا تفريط فيها ولا غنى عنها خاصة مع قوم ليسوا أقوى منا بل هم منهارون من الداخل سواء في أمريكا المفلسة التي تعيش على أموال الصين والعرب أو في إسرائيل التي فر منها أكثر من مليون يهودي خوفاً من الانتفاضات والمقاومة فلا داعي لهذا الخوف واحمد الشحات أكد على أن الشعب المصري عملاق وأن من يحكمونه أقزام. وأكد حسين سعادته بتواجده في مثل هذه المناسبة ومع جمعية "رسالة" التي يساهم الجميع فيها ما بين اخذ وعطاء وتطوع وهو ما يؤكد انه لا ثورة جوع في الإسلام ونحن لا نريد أن نثبت الفقر كما القرآن " كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ" وهناك نقطتان في الزكاة لا يعرفهم الكثير وهما إغناء الفقير كما قال سيدنا عمر بن الخطاب"إذا أعطيتم فاغنوا" حتى يتمكن من دفع الزكاة خلال سنوات قليلة كما أن مصرف الغارمين هو البديل الآمن للربا وهو يضمن بقاء الاستثمار ويشجعه ، لهذا النظام الإسلامي أكثر الأنظمة تحقيقا لمبادئ العدل والتكافل الاجتماعي ، . وختم حسين حديثه بتمنيه للجمعية المزيد من التقدم كما هنا الحضور بقرب العيد وبليلة القدر. وفي ختام الحفل قام كل من رئيس الحزب بتكريم المتطوعين وتوزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة "رسالة".
------------------------------------------------------------------------ التعليقات ريهام فاضل الخميس, 25 أغسطس 2011 - 04:08 am صدقت يا أستاذ مجدى: ثورة كرامة و ليست ثورة جياع أن أوباش المخلوع من أصحاب ال"مليارات" من الدولارات لا ينتبهون أن من يملك مليار دولار واحد تكون تبعاته من زكاة المال سنويا أكثر من 120 مليون جنيه مصرى سنويا،فأذا رصدنا مثلا من الشحاذين من أصحاب العاهات فى شوارع و أزقة مصر ربع مليون شحاذا ذو عاهات مستديمة،فيكون لكل واحد منهم نصيب شهرى 40 جنيه تستر جوعته و تروى عطشه .ألا أن هؤلاء المليارديرات متوحشون فى العواطف،قد أعماهم الربا و أصمهم أكل السحت و أخرس ألسنتهم عن قول الحق،ما جرت به ألسنتهم من زور القول يلتمسون به رضا الحكام الجائرين .و هاهو الأستاذ مجدى حسين،كما عودنا،يكشف لنا الحقائق التى طالما شوهتها أعلامنا التبيع المتواطىء مع الحضارة الغربية بنجاستها و ألحادها.نعم يا أستاذ مجدى أنها ليست ثورة جياع و لكنها ثورة كرامة و تطهير و تصحيح و أحياء للعقيدة الأسلامية التطبيقية من بعد مماتها .