شتدت حدة الخلاف بين شريكي الائتلاف الحاكم في بريطانيا، أي حزبي -المحافظين- و-الديموقراطيين الأحرار-، على سياسة معاقبة المشاركين في أعمال الشغب التي عصفت بالبلاد وتخللتها أعمال نهب وتخريب واسعة. واتهم اللورد كارلايل (الديموقراطيون الأحرار)، المستشار السابق للحكومة في مكافحة الإرهاب، -المحافظين- باتباع سياسة ملء السجون، قائلا إنها لن تحل المشكلات مستقبلا، ومحذرا من التدخلات السياسية في عمل القضاء. وحذر اللورد ماكدونالد الذي كان مدعيا عاما في إنجلترا وويلز ل 5 سنوات، من خسارة المحاكم البريطانية أي منطق وإصدار أحكام بالسجن لا تتناسب مع –الإنسانية والعدالة-. جاء ذلك بعدما رحب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون (زعيم حزب المحافظين)، بالأحكام القاسية الصادرة عن الجسم القضائي بحق المشاركين في أعمال الشغب. وكان كاميرون وعد الأسبوع الماضي بعقاب قاس بحق المشاركين، وأعرب عن أمله في لجوء المحاكم الى أحكام قضائية تمثل رادعا لأي أعمال مشابهة في المستقبل. يذكر أن المحاكم البريطانية أصدرت حكما بالسجن 4 سنوات بحق شخصين حرضا على المشاركة بأعمال شغب عبر موقع -فيسبوك-، على الرغم أن أحدا لم يشارك فيها، واقتصرت فقط على الكتابة في العالم الافتراضي. كما قضت محكمة بسجن رجل ل 6 شهور بسبب سرقته مياها بقيمة 3.5 جنيهات فقط (5 دولارات). وعلّق رئيس الوزراء على الانتقادات للحكم الصادر بحق من وضع تعليقا على ال –فيسبوك- دون أن يترجم على الأرض، بالقول ان –هذه المحكمة قررت بعث رسالة قوية (عبر الحكم) وأعتقد أن قدرة المحاكم على القيام بذلك أمر جيد جدا-. في المقابل، انتقد اللورد كارلايل تدخل رئيس الوزراء وأعضاء حكومته في عمل القضاء، عبر تقديم ارشادات تحدد كيفية المضي قدما في معاقبة المسؤولين عن أعمال الشغب. وفي السياق نفسه، قطع الأمير تشالز وزوجته كاميلا عطلتهما في اسكوتلندا لزيارة عدة احياء في لندن شهدت اعمال شغب مطلع الشهر. وهذه اول زيارة على الأرض لأفراد من العائلة المالكة منذ الاضطرابات التي أشعلت شوارع العاصمة وعدة مدن بريطانية اخرى على مدى أربع ليال متتالية وأسفرت عن سقوط خمسة قتلى. وزار الأمير وزوجته خصوصا أحياء هاكني وكرويدون وتوتنهام اللندنية حيث التقيا عائلات شردتها أعمال العنف هذه. وقال احد السكان -أهلا وسهلا في توتنهام- لدى وصول ولي العهد البريطاني الى مركز ترفيهي يستقبل التبرعات لضحايا أعمال الشغب هذه. وأتت زيارة تشالز وكاميلا غير المعلنة بعد زيارة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذي أتى الى المركز الثلاثاء. وقال الأمير معلقا على اعمال العنف -هذا ما يحصل عندما يكون لا معنى لحياتك او ان كنت تشعر بعدم الانتماء. أظن ان بإمكان المدارس القيام بالكثير من خلال تنظيم نشاطات خارج اطار المنهج الدراسي اذ ثمة نقص في هذا المجال تعاني منه الكثير من المدارس الثانوية-. وقالت شابة في العشرين -لم نكن نتوقع ان يهتما لشأننا لكن هذا لطف منهما-