أزمات متتالية يشهدها سوق الدواء مصر تضاعف من معاناة المرضى؛ ولعل آخر تلك الأزمات هي اختفاء عقار الأنسولين المستورد بمصر، وهو الأمر الذي يسبب إزعاجا ل"الملايين" الذين يعانون من مرض السكري. المرضى خائفون والأطباء يحذرون ويخشى المرضى من أن يصحو من نومهم فجأة على خبر اختفاء الأنسولين تماما، إذ ستكون تلك هي لحظة النهاية بالنسبة لهم، وقد يضطر مريض السكري لتناول العقار المصري بالرغم من عدم ثقته في جودته؛ وبالرغم من ان الأنسولين المستورد غالي الثمن إلا أن نتائجه مضمونة مقارنة بالمصري. من جانبه؛ أكد عدد من الأطباء على أن كفاءة الأنسولين المستورد لا تضاهي كفاءة المصري، وشددوا على ضرورة عودة للطبيب المعالج لمراجعة الجرعة في حالة اللجوء للعقار المصري. وقال الدكتور "أحمد العسال" أخصائي أمراض الباطنة: إن عقار الأنسولين المصري ليس سيئا ولكن المريض يحتاج منه إلى جرعات أعلى، ونصح المرضى بضرورة مراجعة الأطباء المعالجين. فيما قال الدكتور سيد راعي، أخصائي الغدد الصماء: إن الأمر بحاجة إلى تدخل عاجل من وزارة الصحة، خاصة بعد إعلان بعض شركات الأدوية أن مخزون الأنسولين يكفي لمدة أشهر معدودة, كما أن اختفاء العقار المستورد سيجعل الاعتماد الكلي على العقار المصري بما يؤدي إلى تناقص المخزون منه، ما يعني أن حياة ملايين من مرضى السكر بمصر معرضة للخطر. كما حذر الصيدلي أيمن عماد، ، من أزمة اختفاء الأنسولين بالعديد من المستشفيات وأبرزها مستشفى أبو الريش للأطفال التي يعاني الأطفال بها من نقص حاد بالأدوية وأبرزها الأنسولين, وأضاف أن تخصيص 5 علب شهريًا لكل صيدلية يعني أن هذه الكمية لن تكفي 3 مرضى, مؤكدا أن الأزمة لا تحتمل نفي المسؤولين، وأن المرضى لن يتحملوا وضعهم على قائمة الانتظار، وحل المشكلة لا يحتمل أي تأجيل. وتعاني مصر من نقص عقار الأنسولين؛ تزامنًا مع تعويم الجنيه وارتفاع سعر الدولا؛ فيما تستمر سياسات العسكر الفاشلة والتي تنعكس سلبًا على المواطن البسيط. جدير بالذكر؛ أن مصر تحتل المركز التاسع من حيث عدد المرضى المصابين بمرض السكري على مستوى العالم.