نائب رئيس التجمع الصيدلى: استيراد الدواء فى يد شركتين فقط.. وتدمير الشركات الوطنية ساعد فى احتكار العقار شركات دنماركية وأمريكية تتحكم فى الأزمة.. والغلابة أول المتضررين وزارة الصحة: مخزون الأنسولين يكفى ل8 أشهر... ونعتمد على جزء من الإنتاج المحلى على أعتاب المعهد القومى للسكر والغدد الصماء يقف مئات المرضى بصحبة ذويهم بحثًا عن علاج صار نادرًا تحت وطأة أزمة العملة الصعبة، حيث تشهد سوق الدواء فى الصيدليات، وكذلك فى المستشفيات العامة، نقصًا فى عقار الأنسولين الذى يعتمد عليه مرضى السكر فى مصر، الذين يصل عددهم لنحو عشرة ملايين مواطن بحسب تقديرات عالمية. أم محمد سيدة أربعينية مصابة بمرض السكر أصيبت بجرح فى قدمها اليسرى، فنقلها أبناءها إلى المستشفى التى أوصت بجراحة عاجلة حتى لا يضطر الأطباء لبتر أكثر من إصبع واحد، ومن هناك إلى المعهد القومى للسكر والغدد الصماء، فوجئت بالمئات من المرضى وذويهم ينتظرون لذات الغرض فى عيادة الجراحة. مريض آخر يدعى عثمان عوض قال: أصبت بمرض السكرى فى سن الأربعين وهو وراثة، لأن والدى كان مصابًا به، وقد جئت إلى هنا من أجل الكشف على قدمى نظرًا لإصابتى بجرح فى أحد الأصابع، وقرر الأطباء بتر الإصبع حتى لا يلوث باقى القدم ويضطرون إلى بترها بالكامل، وقد جئت إلى هنا منذ يومين، وقد حدد لى الأطباء اليومين من أجل حجزى فى العناية المركزية لبضعة أيام حتى يتم إجراء الجراحة. وبحسب مصادر طبية، تستحوذ شركات أجنبية على صناعة الأنسولين المستورد فى مصر، والكارثة أنه لا توجد شركات محلية عملاقة تتحكم فى هذه الصناعة إلا شركة فاكسيرا التابعة لشركات قطاع الدواء العام، مما يجعل ملايين المصريين تحت رحمة الشركات الأجنبية. أحمد الدمرداش نائب رئيس التجمع الصيدلى المصرى، أكد أن هناك شركات عالمية تتحكم فى صناعة الأنسولين فى مصر، لافتًا أن هذا العقار يعتبر من أهم الأدوية التى يجب أن يتم توفيرها للمرضى، خاصة أن هناك مايقرب من 10 ملايين مريض بالسكرى فى مصر، وهى نسبة كبيرة جدًا. الدمرداش كشف أن هناك شركتين تتحكمان فى إنتاج الأنسولين منهما شركة دنماركية، وهى نوفو نور ديسك، وتستحوذ على مايقرب من 80 فى المائة من إنتاج الأنسولين المستورد فى مصر، حيث إن هذه الشركة مقرها الرئيسى فى الدنمارك، ولها فرع هنا فى مصر، وتقوم باستيراد الأنسولين من الخارج، وإسناد جزء منه إلى وزارة الصحة، والباقى تقوم ببيعه فى الصيدليات المصرية، موضحًا أن هناك شركة أخرى أمريكية اسمها «لى لى»، ولها مقر فى مدينة السادس من أكتوبر، وتقوم أيضًا بتصنيع الأنسولين المستورد، وباقى الشركات عبارة عن شركات مصرية مثل سانوفى وسيديكو وفاكسيرا وحجم إنتاجهم من الأنسولين لا يتعدى 10 فى المائة، مؤكدًا أن الشركات الأجنبية تستحوذ بشكل كبير على الأنسولين المستورد مشيرًا إلى أنه كانت هناك شركة مصرية تقوم بانتاج الأنسولين فى مصر وتوقفت بشكل مفاجئ، وأن هناك مافيا مستفيدون من توقف الشركات الوطنية لصالح الشركات الأجنبية. محمود فؤاد رئيس المركز المصرى للحق فى الدواء أكد أن هناك مخططًا عالميًا تنفذه الشركات الأجنبية من أجل الاستحواذ على صناعة الأنسولين فى مصر خاصة أنها من أكثر الدول إصابة بمرض السكرى، مشيرًا أن شركة نوفو نورديسك الدنماركية أغلقت مصنعها فى كوبنهاجن منذ عام لتجديده، كما أنها تنتج الأنسولين حاليًا فى مصنعين آخرين فى باكستان وإسرائيل، حيث تسعى هذه الشركة إلى احتكار صناعة الأنسولين فى مصر. فؤاد أوضح أن هناك شركات مصرية تقدمت لوزارة الصحة من أجل تصنيع الأنسولين إلا أن الوزارة وضعت بعض العراقيل أمام الشركة مما يطرح تساؤلًا هل الوزارة تسعى لسيطرة الشركات الأجنبية على صناعة الأنسولين أم لا، مشيرًا أن الشركة الدنماركية وقعت اتفاقًا مع شركة فاكسيرا على تصنيع الأنسولين لمدة 10 سنوات مما بؤدى تحكمها فى هذا العقار فترة كبيرة. الدكتور محمد الشريف استشارى أمراض السكر والغدد الصماء، أكد أن مرضى السكر من أكثر المرضى المعرضين إلى مشاكل كبيرة فى حال نقص الأنسولين، خاصة أن ارتفاع حالات القدم السكرى، التى يقوم بسببها المريض إلى بتر أحد أصابعه، وقد تصل فى النهاية إلى بتر القدم سببه الرئيسى هو تخلف المريض عن اتخاذ جرعة الأنسولين بالإضافة إلى تعرضه إلى الجرح، مشيرًا إلى أنه تلقى العديد من الشكاوى من المرضى عن نقص الأنسولين فى الصيدليات والمستشفيات التابعة لوزارة الصحة مما يدفعهم إلى شراء الأنسولين من الصيدليات بسعر مرتفع جدًا عن السعر المدعم الذى توفره الدولة ممثلة فى وزارة الصحة. وقد أكدت وزارة الصحة والسكان فى بيان رسمى صادر عنها أنه يتم توفير 80 فى المائة من احتياجاتها لعقار الأنسولين من خلال الشركات المحلية، و20 فى المائة من خلال المستحضرات المستوردة، وذلك لضمان عدم الاحتكار وتوافر الأنسولين طوال الوقت لتغطية السوق المحلية، لافتة إلى أنه لم يرد إليها أى شكوى بعدم توافر الأنسولين فى السوق المحلية. وأضافت الوزارة فى بيانها أن مخزون التموين الطبى بوزارة الصحة 250 ألف عبوة من الأنسولين، كما يتعدى مخزون الأنسولين بالشركات المنتجة والموردة 7.5مليون عبوة تكفى لاستهلاك لمدة 8 أشهر، وأن كمية الأنسولين المدعم بالشركة المصرية لتجارة الأدوية، والذى يتم توريده إلى السوق المحلية بالصيدليات تتعدى 2 مليون عبوة تكفى استهلاك ما يزيد على 5 أشهر، حيث تبلغ نسبة الاستهلاك الشهرى من الأنسولين المدعم قرابة 400 ألف عبوة.