للعام الثاني على التوالي، حافظ قائد الانقلاب "عبدالفتاح السيسي" على عضويته بالقائمة السوداء لصيادي حرية الصحافة في العالم، التي وضعتها منظمة "مراسلون بلا حدود"، في اليوم العالمي ل"مكافحة الإفلات من العقاب على الجرائم ضد الصحفيين". وشملت القائمة 35 من رؤساء الدول والسياسيين والزعماء الدينيين والمليشيات والمنظمات الإجرامية التي تفرض رقابة على الصحفيين، أو تزج بهم في السجون، أو تنهال عليهم بشتى أنواع التعذيب، وصولًا إلى القتل. وكان من أبرز مؤهلات "السيسي" للوصول إلى تلك الدركة أنه "من هواة الاعتقالات الجماعية والاحتجاز التعسفي"، وأنه من الذين "يدوسون حرية الصحافة ويرتكبون أبشع الجرائم ضد الصحفيين". وكشفت "مراسلون بلا حدود" في بيانها الذي أصدرته اليوم الأربعاء، وحصلت "الشعب" على نسخه منه أن "السيسي" من هواة الاعتقالات الجماعية والاحتجاز التعسفي، فمنذ انتخابه (استيلائه على الرئاسة) عام 2014، لا يتوانى نظامه عن اضطهاد كل من يشتبَه في ارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين، سواء من قريب أو من بعيد". ولفت البيان إلى أن قانون مكافحة الإرهاب الصادر في أغسطس 2015 يجبر الصحفيين على اتباع الرواية الرسمية في تغطيتهم للهجمات، تحت ذريعة حماية الأمن القومي. وذكرت المنظمة أن إنجازات السيسي التي أهلته لقائمة صيادي حرية الصحافة برزت في مقتل ستة صحفيين منذ يوليو 2013، واحتجاز ما لا يقل عن 27 صحفيًا. واستشهدت المنظمة في ذلك باستمرار مصر في تراجعها على جدول التصنيف العالمي السنوي لحرية الصحافة، حيث احتلت المرتبة 159 من أصل 180 بلدًا في 2016. مراسلون بلا حدود: 2014 الأسوأ في حرية الصحافة وقال كريستوف ديلوار، الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود، إن قائمة الصيادين المفترسين تضم "أولئك الذين يدوسون بأقدامهم على حرية الصحافة ويرتكبون أبشع الجرائم ضد الصحفيين، دون أي حرج"، مضيفاً أن "وضع حد لدوامة الإفلات من العقاب يقتضي تعيين ممثل خاص لدى الأممالمتحدة لتوفير حماية أفضل للصحفيين". وسودت المنظمة اسم "السيسي" في القائمة منذ عام 2014، وذكرت أنه من تقنيات هجومه الاعتقالات الجماعية للصحفيين، حيث يتم اعتقال الصحفيين بأعداد كبيرة، خاصة خلال قيامهم بتغطية المظاهرات، مستنكرة بقائهم رهن الاحتجاز على ذمة التحقيق لمدد طويلة، ثم صدور أحكام شديدة ضدهم بالحبس. وأشار بيان "مراسلون" إلى أنه "من بين الوافدين الجدد على القائمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي بات يسيطر على المجموعة الإعلامية في البلاد، علمًا أن حالة الطوارئ التي أعلنها خلال شهر يوليو 2016 في أعقاب الانقلاب الفاشل أعطته الفرصة لاعتقال أكثر من 200 صحفي وإغلاق أكثر من 100 منبر إعلامي من صحف ومجلات وقنوات تلفزيونية ومحطات إذاعية". وعلاوة على أردوغان جاء بشار الأسد، وعمر البشير، وملكا البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، والسعودية سلمان بن عبدالعزيز، كما شملت القائمة المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي، وتنظيم "الدولة الإسلامية"، وحركة طالبان، ومليشيات الحوثيين في اليمن.