أحصت منظمة «مراسلون بلا حدود» مقتل ما لا يقل عن 67 صحفياً، لقوا مصرعم أثناء القيام بنشاطهم المهني أو بسبب عملهم الصحفي، مستنكرة تهاون بعض الدول في اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الإعلاميين، مطالِبة في الوقت ذاته باتخاذ خطوات ترقى «إلى مستوى هذا الوضع الطارئ». كما أحصت المنظمة، مقتل 110 صحفيين خلال عام 2015، إما بسبب نشاطهم المهني أو تحت ظروف مشبوهة. ووفق المعلومات المتوفرة لديها، تؤكد المنظمة رسمياً أن مقتل 67 منهم راجع إلى طبيعة عملهم الإعلامي أو أنهم لقوا مصرعهم أثناء القيام بنشاطهم المهني، ليصل العدد الإجمالي إلى 787 منذ عام 2005. أما الحالات الأخرى فتبقى أسبابها موضع شك. كما يُضاف إلى هذا العدد مقتل 27 صحفياً مواطناً وسبعة معاونين إعلاميين. وتُعزى هذه الوضعية المؤلمة إلى تنامي ظاهرة العنف المتعمد ضد الصحفيين بوتيرة متسارعة من جهة، كما تعكس مدى فشل المبادرات لحماية الإعلاميين من جهة ثانية. وحلّت ثلاث دول عربية في قائمة الدول الخمس الأولى لناحية المخاطر "الأكثر فتكًا بالصحفيين"، إذ تصدّر العراق القائمة ب11 ضحية، متبوعًا بسوريا بعشر ضحايا، بينما حلّ اليمن في المرتبة الرابعة بثمانية قتلى، وجنوب السودان في المركز الخامس بسبع قتلى، في وقت حلّت فيه فرنسا ثالثة بسبب الهجوم على مجلة شارلي إيبدو الذي خلّف ثمانية قتلى بين الصحفيين. وقالت المنظمة فى تقرير أصدرته اليوم الثلاثاء، إن ثلث حالات القتل وقعت في مناطق لا تشهد نزاعات، كما أن وفاة 43 صحفيًا خلال العام الماضي تمت في ظروف مجهولة، مبرزًا أن عدد الصحفيين الذين قتلوا في السنوات العشر الماضية يصل إلى 787. وقال التقرير إن مدينة حلب السورية أضحت «حقل ألغام» بالنسبة للصحفيين، وإنهم يقعون ضحية القوات التابعة لبشار الأسد والجماعات المتطرفة والميليشات الكردية والجيش السوري الحر وغازات قوات التحالف، أما الموصل العراقية، فقد صارت «بؤرة سوداء للصحفيين»، إذ اختطف «داعش» 48 صحفيًا، أعدم منهم 13. وفي اليمن، تحدث التقرير عن وضع صعب للصحفيين بسبب "رعب ميليشيات الحوثيين"، خلّف مقتل 9 صحفيين واحتجاز 15 آخرًا، لافتًا إلى أن وجود الصحفيين في العاصمة اقتصر على المؤيدين للحوثيين، وأن الصحفيين كذلك يعانون من غارات قوات التحالف التي تقودها السعودية. وفي هذا الصدد، قال كريستوف ديلوار الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود «لا بد من وضع آلية ملموسة لتطبيق القانون الدولي على أرض الواقع فيما يتعلق بمسألة حماية الصحفيين»، مضيفاً أن «عدة جماعات غير حكومية ترتكب انتهاكات موجهة ضدهم عمداً، في حين أن الكثير من الدول لا تفي بالتزاماتها». كما أكد ديلوار أن «مقتل 110 صحفيين هذا العام يجب أن يُقابله رد فعل دولي يرقى إلى مستوى هذا الوضع الطارئ»، مبرزاً في الوقت ذاته أن ذلك يتمثل في تعيين ممثل خاص بشأن مسألة حماية الصحفيين لدى الأمين العام للأمم المتحدة بأسرع وقت ممكن». من جهته، أكد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره بشأن سلامة الصحفيين ومسألة الإفلات من العقاب، الصادر بتاريخ 6 أغسطس 2015، أنه يشعر «بقلق بالغ إزاء الإخفاق في الحد من تواتر ونطاق العنف الموجه الذي يواجهه الصحفيون وإزاء الإفلات شبه المطلق من العقاب عن هذه الجرائم». وأمام حجم المخاطر التي يواجهها الإعلاميون وتنوع أشكال الانتهاكات التي يتعرضون لها، تنشر مراسلون بلا حدود – بالشراكة مع منظمة اليونسكو – نسخة منقَّحة وتحديثاً شاملاً للدليل العملي لسلامة الصحفيين. للانتهاكات ضد الصحفيين منذ ما لا يقل عن 20 عاماً، حيث تستند في إعداده إلى بيانات دقيقة تستقيها بفضل نشاطها المستمر المتمثل في الحرص على حماية الصحفيين والدفاع عن حرية الإعلام. وبالتزامن مع الحصيلة السنوية لمنظمتنا، يُنشر في نفس اليوم تقرير لجنة حماية الصحفيين، التي تتخذ من نيويورك مقراً لها.