أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بيانا على خلفية الاعتداء الصهيوني الأخير على الحرم القدسي في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة حيث اعتبر أن الاقتتال الداخلي بين الفلسطينيين كان سببًا جوهريًّا في إقدام الاحتلال على هدم المسجد الأقصى. وحذر اتحاد العلماء من "أن المساس بالمسجد الأقصى سيكون هو الشرارة التي تشعل النار في العالم الإسلامي كله غضبًا لأولى القبلتين، وثالث المسجدين المعظمين"، ودعا جميع المسلمين لبذل النفس والنفيس فداء للمسجد الأقصى ودفاعًا عنه، واعتبر ذلك فرض عين على كل مسلم. وأوضح البيان أن "الانشغال" داخليًّا وخارجيًّا بتلك الفتنة سهَّل على "إسرائيل" القيام بهذا الاعتداء الذي وصفه بأنه كفيل بإشعال نار الغضب في العالم الإسلامي كله. وقال البيان أن إقدام اليهود على هذه الخطوة الخطيرة نحو هدم المسجد الأقصى ما كان ليتم بهذه السهولة لو لم يكن هناك انشغال فلسطيني دولي بفتنة داخلية في إشارة إلى حوادث الاقتتال الداخلي بين حركتي فتح وحماس. ووصف الاتحاد ما يحدث في أرض فلسطين بأنه أكبر جريمة بحق القدس الشريف وبحق الأراضي المباركة، وبحق الشعب الفلسطيني"، وأضاف "أنها فتنة تؤججها "إسرائيل" ومن ورائها أمريكا وغيرها، كما تشارك فيها بعض الدول التي تسوق للمشروع الصهيوني بتأجيج نار الفتنة بالمال والسلاح بين أبناء الشعب الواحد". وشدد اتحاد العلماء على إدانة الاقتتال الداخلي بين الفلسطينيين واعتبرها "بعيدة كل البعد عن الإسلام، وعن الوطنية"، وأهاب بالفلسطينيين "أن يهبوا صفًّا واحدًا لنجدة القدس الشريف، وإنقاذ الأقصى". وفيما يتعلق السبل التي يمكن أن يساهم بها المسلمون لوقف العدوان على المسجد الأقصى ناشد اتحاد العلماء المسلمين بضرورة الوقوف صفًّا واحدًا لمنع هذا العدوان على المسجد الأقصى، وبذل كل ما يستطيعون في سبيل إنقاذ المسجد الأقصى والمساس به، من خلال الاعتصام السلمي والمظاهرات السلمية. كما دعا بإلحاح الفلسطينيين إلى توحيد صفوفهم وتوجيه أسلحتهم نحو عدو واحد هو العدو الصهيوني المحتل. كما ناشد علماء المسلمين ومفكريها ومثقفيها "أن يقوموا بواجبهم في تنبيه الأمة إلى هذا الخطر المحدق بالمسجد الأقصى، وهذه المحاولات الدءوبة للعدوان عليه، وأن يعملوا على تعبئة قوى الأمة لتقف صفًّا واحدًا كالبنيان المرصوص في مواجهة المؤامرة الصهيونية ضد المسجد الأقصى". كما دعا الاتحاد الدعوة لنصرة الأقصى والوقوف بجانب الحق العربي الإسلامي في القدس الشريف والمسجد الأقصى، والحيلولة دون وقوع هذا الانتهاك الخطير لحرمته وقدسيته، لعدد من المنظمات العربية والدولية كما في جامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والاتحاد الأوروبي، وهيئة الأممالمتحدة.