أكد الدكتور "عكرمة صبري" رئيس الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدسالمحتلة وخطيب المسجد الاقصى المبارك ومفتي القدس والديار الفلسطينية، أن القدس بالنسبة للعرب منسية من حساباتهم وزاد الأمر بعد انشغالهم في أوضاعهم الداخلية وصراعاتهم الدموية، الأمر الذي يجعل من هذه البيئة، بيئة مناسبة لليهود لتنفيذ مخططاتهم في مدينة القدس وأهلها. وأوضح، أن مدينة القدس مستهدفة من قبل الاحتلال الإسرائيلي ويحاول الاحتلال أن يركز كل نشاطاته وإجراءاته بحقها لتهويدها، بالإضافة إلى محاولة الانقضاض على المسجد الأقصى، لافتاً إلى أن اليهود يستغلون الآن الأعياد اليهودية لمحاصرة المدينة والتضييق عليها وشل التجارة فيها وإعاقة التعليم وغيرها ، بهدف التضييق على المدينة. وشدد على أن ما يجري من مخططات في القدس هي مبرمجة في الوقت الذي أصبحت فيه مدينة القدس يتيمة، وأن البوصلة قد انحرفت عنها من قبل العرب والمسلمين الذين انشغلوا في مشاكلهم الداخلية وصراعاتهم الدموية. وأوضح أن أهل القدس في ظل معادلة انشغال العرب عنهم، يشعرون أنهم في الميدان لوحدهم ويعتمدون على أنفسهم ويستأنسون بالحديث النبوي الشريف، " "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ".، وأنهم يتوقعون الخذلان من أهلهم وأقاربهم والبلدان المجاورة، وبذلك هم مستمرون غير مكترثين بهذا الخذلان. وأوضح، الدكتور "صبري" أن القدس ليست في حسابات العرب قبل ظاهرة الربيع العربي ولم تكن هذه الظاهرة هي السبب في نسيانهم للقدس، مؤكداً أن بوصلتهم منحرفة عن القدس، وأن الذي يريد تحرير القدس من الاحتلال لا بد أن تكون بوصلته موجهة إليها، كما حدث أيام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، بعد حادثة الإسراء والمعراج حيث كانت البوصلة هي القدس وبشر بفتحها إلى أن جاء عمر بن الخطاب وفتحها سنة 15 هجري، 636 ميلادي ، وأيضاً عندما جاء القائد صلاح الدين الأيوبي لتحرير القدس من الصليبيين كانت بوصلته القدس، وبالتالي من يريد أن يحرر القدس عليه أن تكون بوصلته موجه إليها لا لجهة أخرى. وحول الصناديق التي خصصها العرب لدعم القدس، والتي كان آخرها في دولة الشقيقة "قطر"، شدد الشيخ عكرمة صبري، أن كل مشاريع الصناديق العربية بالنسبة للقدس هي صناديق وهمية للاستهلاك الإعلامي فقط. وعن إمكانية فرض الاحتلال التقسيم المكاني على المسجد الأقصى كما حدث في المسجد الابراهيمي، أوضح الشيخ "صبري" أن مخططات الاحتلال في عام 1993 عندما قامت سلطات الاحتلال بتقسيم المسجد الإبراهيمي في مدينة "خليل الرحمن" قلنا أن مأساة المسجد الإبراهيمي لن تتكرر في الأقصى. لافتاً إلى أنه كان يتوقع أن ما حدث في الابراهيمي سيتحول للأقصى ليكرروا المأساة ويستهدفونه، إلا أن أهالي القدس والأهل في أراضي 48 ساندوا في الحفاظ على الأقصى، وفي فضح كل المحاولات الإسرائيلية منذ عام 1994 وحتى الان. مشدداً على أن الصراع ازدادت وتيرته منذ قدوم حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة. وحول انتفاضة المقدسيين في وجه الاحتلال، أوضح الشيخ عكرمة صبري، أن الضغط الإسرائيلي على أهل القدس والمقدسات هو ما دفعهم للانفجار في وجههم، مؤكداً أن الأسباب التي دفعت المقدسيين للانتفاض في وجه الاحتلال العام الماضي، لازالت قائمة حتى الآن. وطالب الشيخ "صبري"، الفلسطينيين بأن يشدوا الرحال والرباط في الأقصى لأنها هي طاقتهم التي يمتلكونها. فيما العرب عليهم بعد أن يصحوا من سوباتهم بأن يمارسوا كل أساليب الضغط السياسي والدبلوماسي على الاحتلال ليجبروه على التراجع عن إجراءاته بحق القدس وأهلها.