هذا الشاب كان يتسول من الناس فى أحد شوارع بلدنا ، وقد التقى به هذا السائح كما التقينا به نحن عشرات المرات ، لكنه فكر بصورة تختلف عن الآخرين.. فقد ذهب إلى ألمانيا وعرض حالته على الأطباء ، فطلب منه الاطباء أن يأتى بهذا الشاب إلى ألمانيا . رجع السائح الى بلد الشاب وقام بعمل جواز السفر له مع عمل التحاليل اللازمة، و حجز له تأشيرة و تذكرة طيران ذهاب وعودة كل هذا على نفقته الخاصة، دون أن يطلب أي مال من جهة رسمية أو غير رسمية ، كل ما تمناه فقط هو أن يرى هذا الشاب في سعادة وسرور . هل فعل ذلك لوجه الله؟ ليته فعل، وإن فعل باسم الرحمة الانسانية، التي هي في الأصل فطرة الله التي فطر الناس عليها ، وهي نفس أخلاق الإسلام دون زيادة أو نقصان! لا أريد أن أخبركم كم من غنى قادر رأى هذا الشاب و لم يفكر في مافكر فيه السائح، أو اقتصر على الصدقة لمجرد الصدقة المؤقتة التي يزول أثرها على من نساعده ، دون أن نفكر في الصدقة الإيجابية التي تعم على المحتاج فتجعله فرداً فاعلاً يقف على قدميه فيعمل بإيجابية ويعول نفسه ومن معه ويساعد الآخرين كما ساعده الناس. هذه رسالة لكل واحد منا إذا رأى محتاجاً ألا يكتفي بإعطائه صدقة، بل يحاول قدر استطاعته البحث عن جذور المشكلة فيحاول حلها .. عندها ستختلف الصدقة ويتغير فيها وضع من نساعده ، وحتما ستختلف في الثواب والأجر ودرجة القرب من الله ، وهذا هو الفارق بين صدقة تدوم وصدقة لا تدوم، وهو نفس الفارق بين من يعمل وبين من يحسن العمل الذي قال عنه الله تعالى: " إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً" .