أصّر رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال قليجدار أوغلو اليوم الخميس، على عدم تمديد فترة حالة الطوارئ المعلنة في عموم البلاد على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت منتصف شهر تموز/ يوليو الماضي. جاء ذلك خلال لقائه برئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم في مقر حزب العدالة والتنمية بالعاصمة أنقرة، حيث أوضحت مصادر من داخل حزب الشعب الجمهوري أنّ قليجدار أوغلو أعرب للأخير عن قلقه حيال آخر التطورات الحاصلة داخل البلاد خلال الفترة الاخيرة. وأضافت المصادر أنّ قليجدار أوغلو طلب من يلدريم إصدار تعميم على كافة الجهات المعنية بالتحقيق في محاولة الانقلاب الفاشلة بخصوص عدم الاكتراث للمعلومات غير الموثّقة حول تورط الأشخاص بمحاولة الانقلاب، وأنّ الأخير وعده بأخذ مقترحه على محمل الجد والعمل بموجبه. ولفتت المصادر أنّ قليجدار أوغلو ويلدريم تبادلا أطراف الحديث حول عملية درع الفرات في سوريا، إضافة إلى المسائل المتعلقة بجهاز القضاء وتغيير الدستور الحالي في تركيا. وكانت تركيا قد أعلنت حالة الطوارئ في عموم البلاد لمدة 3 أشهر عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة لمنظمة "فتح الله غولن" الإرهابية منتصف تموز/ يوليو الماضي، وذلك من أجل الحفاظ على النظام العام. وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة "فتح الله غولن"، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية. وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي. جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة. ويقيم غولن في الولاياتالمتحدة منذ عام 1999، وتطالب تركيا بتسليمه، من أجل المثول أمام العدالة.