حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 20 نوفمبر 2025    أخبار فاتتك وأنت نائم| حادث انقلاب أتوبيس.. حريق مصنع إطارات.. المرحلة الثانية لانتخابات النواب    أوكسفام: أرباح مليارديرات مجموعة العشرين في عام واحد تكفي لانتشال جميع فقراء العالم من براثن الفقر    زكريا أبوحرام يكتب: هل يمكن التطوير بلجنة؟    انتهاء الدعاية واستعدادات مكثفة بالمحافظات.. معركة نارية في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    تحريات لكشف ملابسات سقوط سيدة من عقار فى الهرم    زوار يعبثون والشارع يغضب.. المتحف الكبير يواجه فوضى «الترندات»    دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله    بيان سعودي حول زيارة محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة    ترامب يعلن عن لقاء مع رئيس بلدية نيويورك المنتخب في البيت الأبيض    مستشار ترامب للشئون الأفريقية: أمريكا ملتزمة بإنهاء الصراع في السودان    سفير فلسطين: الموقف الجزائري من القضية الفلسطينية ثابت ولا يتغير    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    كيفية تدريب الطفل على الاستيقاظ لصلاة الفجر بسهولة ودون معاناة    فلسطين.. تعزيزات إسرائيلية إلى قباطية جنوب جنين بعد تسلل وحدة خاصة    مكايدة في صلاح أم محبة لزميله، تعليق مثير من مبابي عن "ملك إفريقيا" بعد فوز أشرف حكيمي    مصادر تكشف الأسباب الحقيقية لاستقالة محمد سليم من حزب الجبهة الوطنية    تضرب الوجه البحري حتى الصعيد، تحذير هام من ظاهرة تعكر 5 ساعات من صفو طقس اليوم    طريقة عمل البصل البودر في المنزل بخطوات بسيطة    منى أبو النصر: رواية «شغف» تتميّز بثراء نصّها وانفتاحه على قراءات متعددة    ياسر ثابت: واشنطن تلوّح بضغط سريع ضد مادورو... وفنزويلا مرشّحة لساحة صراع بين أمريكا والصين وروسيا    يحيى أبو الفتوح: منافسة بين المؤسسات للاستفادة من الذكاء الاصطناعي    إصابة 15 شخصًا.. قرارات جديدة في حادث انقلاب أتوبيس بأكتوبر    طريقة عمل الكشك المصري في المنزل    أفضل طريقة لعمل العدس الساخن في فصل الشتاء    مروة شتلة تحذر: حرمان الأطفال لاتخاذ قرارات مبكرة يضر شخصيتهم    خبيرة اقتصاد: تركيب «وعاء الضغط» يُترجم الحلم النووي على أرض الواقع    مأساة في عزبة المصاص.. وفاة طفلة نتيجة دخان حريق داخل شقة    تراجع في أسعار اللحوم بأنواعها في الأسواق المصرية اليوم    أسعار الدواجن في الأسواق المصرية.. اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    وردة «داليا».. همسة صامتة في يوم ميلادي    بنات الباشا.. مرثية سينمائية لنساء لا ينقذهن أحد    خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو    إعلام سوري: اشتباكات الرقة إثر هجوم لقوات سوريا الديمقراطية على مواقع الجيش    إطلاق برامج تدريبية متخصصة لقضاة المحكمة الكنسية اللوثرية بالتعاون مع المعهد القضائي الفلسطيني    بوتين: يجب أن نعتمد على التقنيات التكنولوجية الخاصة بنا في مجالات حوكمة الدولة    تأجيل محاكمة المطربة بوسي في اتهامها بالتهرب الضريبي ل3 ديسمبر    ضبط صانعة محتوى بتهمة نشر مقاطع فيديو خادشة للحياء ببولاق الدكرور    مهرجان القاهرة السينمائي.. المخرج مهدي هميلي: «اغتراب» حاول التعبير عن أزمة وجودية بين الإنسان والآلة    خالد الغندور: أفشة ينتظر تحديد مستقبله مع الأهلي    دوري أبطال أفريقيا.. بعثة ريفرز النيجيري تصل القاهرة لمواجهة بيراميدز| صور    تقرير: بسبب مدربه الجديد.. برشلونة يفكر في قطع إعارة فاتي    ديلي ميل: أرسنال يراقب "مايكل إيسيان" الجديد    بالأسماء| إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم ميكروباص وملاكي بأسيوط    فتح باب حجز تذاكر مباراة الأهلي وشبيبة القبائل بدورى أبطال أفريقيا    أرسنال يكبد ريال مدريد أول خسارة في دوري أبطال أوروبا للسيدات    "مفتاح" لا يقدر بثمن، مفاجآت بشأن هدية ترامب لكريستيانو رونالدو (صور)    ضمن مبادرة"صَحِّح مفاهيمك".. أوقاف الفيوم تنظم قوافل دعوية حول حُسن الجوار    لربات البيوت.. يجب ارتداء جوانتى أثناء غسل الصحون لتجنب الفطريات    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    تصل إلى 100 ألف جنيه، عقوبة خرق الصمت الانتخابي في انتخابات مجلس النواب    أمريكا: المدعون الفيدراليون يتهمون رجلا بإشعال النار في امرأة بقطار    ماييلي: جائزة أفضل لاعب فخر لى ورسالة للشباب لمواصلة العمل الدؤوب    علي الغمراوي: نعمل لضمان وصول دواء آمن وفعال للمواطنين    قليوب والقناطر تنتفض وسط حشد غير مسبوق في المؤتمر الانتخابي للمهندس محمود مرسي.. فيديو    خالد الجندي: الكفر 3 أنواع.. وصاحب الجنتين وقع في الشرك رغم عناده    أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسقطنا مبارك ولكن نظام مبارك لم يسقط بعد
نشر في الشعب يوم 28 - 07 - 2011

المرحلة الثانية للثورة قد لا تقل صعوبة عن المرحلة الأولى بل هي أصعب بالفعل . ففي المرحلة الأولى ( إسقاط مبارك) تكون الأمور بسيطة وواضحة : الشعب فى جانب والطاغية فى جانب آخر ، والشعب يطالب بإسقاط الطاغية. صعوبة هذه المرحلة هى فى مخاطرها الكبرى المباشرة ، وهى أيضا صعوبة البداية فى طريق صعب. أما المرحلة الثانية التى نسعى فيها لتسلم الشعب للسلطة فتكمن صعوبتها فى أن المشهد السياسى يكون أكثر تعقيدا ، فهناك من يزعم من نظام مبارك أنه انضم للثورة بينما هو يسايرها للحفاظ على مكانته وحتى يمكن تطويقها . وهناك خلاف طبيعى لابد أن يظهر بين فرقاء الثورة حين يبدأ الحديث عن المستقبل وطبيعة النظام المستهدف ، وهناك من يعادى الثورة صراحة وهى قلة ضئيلة ولكن الأخطر هو زيادة أعداد فلول النظام فى التجمعات الجماهيرية بغرض تخريبها من الداخل. وكذلك تقوم أجهزة أمن النظام السابق بدور كبير فى اختراق الحركات الجماهيرية وتخريبها من الداخل ، إما بالتثبيط أو المزايدة ، حسب الموقف. وهناك شرائح من الشعب يصيبها الملل من هذا المشهد ، وهناك شرائح أخرى تستعجل ثمار الثورة ولا تطيق صبرا عليها. وعادة ما تتغلب الثورات على مصاعب هذه المرحلة الثانية بوجود قيادة رشيدة تحظى بتوافق الشعب ورضاه أو الأغلبية الساحقة للشعب. فهذه القيادة ذات الشرعية الثورية هى التى تدير الصراع مع بقايا النظام السابق ، حتى تسلم الثوريين تماما للسلطة .
وقد قلت من قبل أن المرحلة الأولى من الثورة يمكن أن تتم بدون قيادة واضحة منظمة ، ولكن من الصعب للغاية الاستمرار فى المرحلة الثانية بدون هذه القيادة ، وقد كنا نعول على التزام المجلس العسكرى بتعهداته ، وقد ثبت مع الأيام أنه غير ملتزم ، ولا يتقدم خطوة واحدة إلى الأمام بدون ضغط شعبى. وهذا من أهم أسباب اهتمامنا وإصرارنا على سرعة إجراء الانتخابات ، فقد وجدنا أنها الوسيلة السلمية الحضارية التى يمكن أن تبلور قيادة حقيقية للثورة وأن تكون خطوة كبرى على طريق نقل السلطة من العسكريين إلى المدنيين ، وبذلك يكون القطار قد وضع على القضبان الصحيحة.
ومع ذلك يبدو أننا كنا فى حاجة لتشكيل قيادة للثورة حتى خلال هذه المرحلة الانتقالية ولكن انقسام الثورة إلى فرعين : إسلامى وعلمانى هو الذى عرقل هذه الإمكانية. وأنا أحمل العلمانيين (بمنتهى الأمانة وبدون أى تحيز) المسئولية الأولى عن دفع الثورة الى حالة الاستقطاب بين الطرفين ، فخوفهم من فوز الإسلاميين فى الانتخابات هو الذى حدا بهم لتصعيد هذه الخصومة وذاك الاستقطاب. وقد أصبحنا بالفعل الآن أمام ائتلاف اسلامى ومجموعة ائتلافات من التيارات الأخرى .
وأناشد عقلاء العلمانيين الوطنيين أن يتفاهموا مع الائتلاف الإسلامى على موقف موحد لحماية الثورة ودفعها الى الأمام على أساس الاتفاق المشترك الواقعى بين الطرفين فى مجال تصفية ماتبقى من نظام مبارك والاسراع بالمحاكمات ، وأخذ حق الشهداء الخ وعلى طوى صفحة الخلاف حول ( الدستور أولا أم الانتخابات أولا) وأن نتعاون وننسق معا كما بدأنا بالفعل فى قوائم الانتخابات القادمة . ان المصلحة العليا للثورة تكمن فى تقصير المدة الانتقالية الى أقصر حد ممكن ، لأنها أشبه بفترة ضائعة من عمر البلاد، بل لأن استطالتها تغرى العسكريين بالبقاء فى السلطة أو تسليمها بعد وضع قواعد حاكمة لسيطرتهم ( لا للدستور !) .
نحن فى سباق حقيقى مع الزمن لأن أسوأ العناصر المتبقية من نظام مبارك تسعى لاعادة بناء النظام " الجديد" بنفس الأسس السابقة وخاصة فى مجال الأمن. وان تصور بعض الثوريين أن الزمن مفتوح بين الثورة وبقايا نظام مبارك ، هو تصور لايتسم بالرؤية السياسية والاستراتيجية الثاقبة. فعنصر الزمن مهم جدا ، فعندما يكون الخصم مترنحا فليس من المصلحة اعطاءه فرصة ليستجمع قواه ، كما يحدث على حلبة المصارعة أو الملاكمة. والذين يدخلون فى سجالات ثورية مع المجلس العسكرى ليبرهنوا لنا أنهم يفهمون أكثر من غيرهم مساوىء ممارسات المجلس العسكرى ، يرتكبون أكبرخطأ على المستوى التكتيكى والاستراتيجى. فأصحاب الثورة يعلمون جيدا سوءات كل من عمل فى ظل نظام مبارك خاصة فى المستويات العليا. ولكن أصحاب الثورة لايشغلهم الا موضوعا واحدا هو تسلم الشعب للسلطة وتحقيق أهداف الثورة أو التقدم نحو تحقيقها من أقصر الطرق. بل الحقيقة لقد استفاد المجلس العسكرى من الخلافات فى معسكر الثورة ( على محور الاسلام - العلمانية) لتأجيل الانتخابات والتأمل فى فرص البقاء طويلا فى الحكم. والذين يولولون من مساوىء الحكم العسكرى اذا هم اتحدوا مع أنصارالانتخابات أولا والاسلاميون مكون أساسى بينهم ، لتمكنا من الضغط بسهولة على المجلس العسكرى للالتزام بمواعيد تسليم السلطة.
ومن الذكاء أن يتحد المدنيون للقضاء على إرث طويل من الحكم العسكرى المباشر وغير المباشر( أكثر من 60 عاما). وأن يدرك المدنيون أن حل الخلافات بينهم مشكلة أسهل بكثير من حل الخلافات مع حكم عسكرى متسلط. وأن الحكم المدنى الديموقراطى هو المدخل الحقيقى لعلاقة صحية بين المدنيين والعسكر ، دون أن يغفل المكانة المتميزة للعسكر فى أى نظام سياسى ، ومن باب أولى فى بلد يقع على حدود العدو الاسرائيلى. ونحن نعلم أن الطريق لن يكون مفروشا بالورود بين البرلمان المنتخب وحكومته وبين المجلس العسكرى ، ولكن سيكون لنا لأول مرة منذ اندلاع الثورة جهة تستطيع أن تتحدث باسم الثورة بشكل قاطع ، وبشرعية ثورية وقانونية معا. وسيكون الشعب غالبا بجوار برلمانه الذى انتخبه بنفسه فى حالة وجود أى نزاع. بل عندما تشرع الحكومة المنتخبة وبرلمانها فى العمل الجاد من أجل البناء، فإن أى مشاغبات للمجلس العسكرى ستحوله إلى موقع المعطل على غرار مايتهم به الآن أصحاب الثورة الحقيقيين!
نحن لانريد أن ندخل فى تقييمات وتفصيلات معروفة.فالمسألة ببساطة أن قيادة الجيش عندما وجدت نفسها وجها لوجه أمام الثورة يوم سقوط الشرطة ( 28 يناير) وترددت لمدة أيام قررت فى النهاية عدم الصدام مع الثورة والضغط على مبارك لتعيين نائب له ( عمر سليمان) وعندما فشل هذا الخيار سريعا ، تمت تنحية مبارك. وكان الأمريكيون يدفعون فى هذا الاتجاه فى محاولة يائسة( وإن لاتزال مستمرة حتى الآن)! للاحتفاظ بنظام مبارك بدون شخص مبارك. وهو نفس الموقف المتكرر بصورة نمطية فى تونس واليمن وليبيا . وقد حاول المجلس العسكرى أن يمرر فكرة الوفاء لمبارك ولكنها سرعان ماسحبت تحت تأثير الرفض الشعبى ، ولكن من المثير أن المجلس حاول بعد ذلك بأسابيع ، بل وبعد تحويل مبارك للتحقيق تحت ضغط المليونيات، حاول وضع فقرة فى وثيقة المصالحة الفلسطينية تتضمن معنى الوفاء لمبارك والتقدير لدوره فى خدمة القضية الفلسطينية !! ولكن معظم الوفود الفلسطينية رفضت ذلك.
قد لانحتاج لأى جهد للبرهنة على أن المجلس العسكرى كان جزءا لايتجزأ من نظام مبارك. وأنهم لم يفكروا فى أى ثورة من أى نوع ، ولا حتى تولى قيادة العمل السياسى ، حتى يوم 28 يناير 2011. وأن هؤلاء ماكانوا ليصلوا الى مواقعهم فى هذه المؤسسة الحساسة ، الا بموافقة مبارك وأجهزته، بالاضافة للأقدمية والتى تعكس الالتزام الوظيفى .ون قرارهم بعدم الصدام مع الشعب يعود ، ضمن عوامل أخرى ، الى ادراكهم أن الشعب كان سيواصل المقاومة السلمية مهما كانت التضحيات ، وأن أفراد القوات المسلحة وقياداتها الوسيطة وبعض قيادتها العليا، كانت ستتمرد على أى قرار بفتح النار على الشعب . كما حدثت بعض محاولات فى الأيام الأولى للثورة من الحرس الجمهورى لقمع المتظاهرين فى التحرير ولكن ثلاث سيارات مدرعة على الأقل تعرضت للحرق بالمولوتوف. وكانت رسالة مهمة : أن الطريق ليس سهلا أمام القوات المسلحة لقمع الثورة.
ومع ذلك ورغم ادراكنا لهذه الحقائق وأكثر منها ، فاننا دعونا ولانزال الى التعامل بجدية واحترام مع المجلس العسكرى على أساس تعهداته العلنية بتسليم السلطة خلال أقل من عام. ولكن المجلس الذى تعرض لوسوسة شياطين الداخل والخارج أخذت تتقاذفه الأفكار الشريرة : كإطالة أمد وجوده فى السلطة وهذا أصبح مؤكدا اذا التزم بآخر عهوده بأن تكون الانتخابات فى النصف الثانى من نوفمبر وهى ستستمر أكثر من شهر وهكذا نكون قد أنفقنا سنة من أجل انجاز الخطوة الأولى لتسليم السلطة .وبذلك تحولت سلسلة من العهود الى سلسلة من عدم المصداقية .
وهذا يعنى أننا لايجوز أن نسلم بعد الآن بأى تطمينات أو اعلانات من المجلس العسكرى ، وأن الاجتماعات المليونية الأسبوعية فى ميدان التحرير أصبحت ضرورية أن تستمر حتى إقرار قانون الانتخابات وفقا لتصور القوى السياسية ( القائمة النسبية غير المشروطة على كامل المقاعد) وحتى يتم اعلان جدول زمنى دقيق ونهائى للانتخابات.
أما تضييع الجهد والوقت فى مطالبة المجلس العسكرى بتنفيذ أهداف الثورة فهذا نوع من العبث ، لأنك تطلب الشىء ممن لايملك ولايؤمن بتحقيقه ، ومن الطبيعى أن تجد شابا يصرخ فى التحرير : إنه لم يجد أى تغيير حقيقى ولم يجد إستجابة لأهداف الثورة ، ولكن القيادات المجربة عليها أن توضح أن هذا الطريق مسدود ، وأن من يدير معركة سياسية عليه أن يدرك تضاريسها السياسية ، كما يقوم المكتشف الجغرافى أو الرحالة بدراسة التضاريس الجغرافية للمكان المستهدف.وبالتالى فإن كثرة مطالبة المجلس العسكرى بتحقيق أهداف الثورة هى نوع من السذاجة السياسية ، وعدم ادراك أين يجب توجيه الاهتمام والتركيز فى الحركة السياسية.
إن المطلوب هو ايصال قيادة منتخبة لسدة الحكم كى تحقق أهداف الثورة. وإن تفجير أزمة مع المجلس العسكرى لايكون الا عند امتناعه عن تسليم السلطة. والمقصود تسليم السلطة عبر الانتخابات ، ولذلك ينبغى لكافة القوى الثورية أن تتوحد حول هذا الهدف وتدرك أن هذا هو الطريق الإجبارى الوحيد للمحافظة على الثورة ودفعها للأمام. ولكن مما ساعد على تأخير وتسويف الانتخابات، الحركة العلمانية التى تحركت تحت شعار الدستور أولا ، فغلبت الخوف من الاسلاميين على المصالح العليا للثورة . بل اتضح أن المقصود هو صياغة دستور من مجموعات علمانية غير منتخبة والاستقواء بالمجلس العسكرى لتمرير ذلك ، وهذا ما أوصلنا لفكرة المبادىء الحاكمة للدستور. إن الخلاص من جذور الاستبداد لن يتحقق بدون اعتماد الانتخابات فى كل الخطوات الرئيسية لبناء واستمرار النظام الجديد. والجمعية التأسيسية المنتخبة لصياغة الدستور على رأس ذلك.
إن المواجهات المؤسفة التى قام بها بعض البلطجية بالتنسيق مع الجيش لقمع مظاهرة متجهة لوزارة الدفاع مساء السبت الماضى، من الأمور المرفوضة تماما وهى ليست المرة الأولى التى يحدث فيها تناغم بين الشرطة العسكرية والبلطجية ، بنفس أسلوب تناغم الشرطة معهم. ورغم أننا لانوافق على شعارات المظاهرة المتعلقة بإسقاط المجلس العسكرى، إلا أن هذا لايبرر استخدام العنف طالما أن المظاهرة سلمية. وفى المقابل نرى أننا لم نصل بعد إلى طريق مسدود مع المجلس العسكرى ، ولكننا نحذر من هذا الاحتمال فى حالة الاستمرار فى المماطلة فى عملية تسليم السلطة.
وأخيرا فإننا ندعو أن تكون مليونية الجمعة القادمة ( 29 يوليو) مليونية وحدة الثورة ، وسلميتها ، مع التركيز على نقل السلطة عبر الانتخابات للمدنيين فى أقرب وقت ممكن. ولسنا ضد المطالبة بالتعجيل فى محاكمات مبارك وأعوانه ولكننا نثق أن المجلس العسكرى لن يقوم بذلك بصورة حقيقية. بل لن يقوم بهذه المهمة إلا حكم جديد منتخب من الشعب.( والحديث متصل)
[email protected]
------------------------------------------------------------------------
التعليقات
kz
الخميس, 28 يوليو 2011 - 02:08 am
الوضوح
مفيش احلى من الصراحة و الوضوح .. تحية للاخ المجاهد مجدى حسين
عادل محمد عامر
الثلاثاء, 02 أغسطس 2011 - 06:10 am
رائع كل ما جاء بالمقال
اسقطنا مبارك ***ولكن نظامه لم يسقط بعد***الم يكن بالاحرى اسقاط النظام القائم عليه حزب العمل الان ** حزب العمل الذى علم كل المصريين كيف تكون الانتخابات بدايه من رئيسه مرورا باللجان التنفيذيه والمكتب السياسى واللجان النوعيه المتخصصه والامانات وحتى الوحدات ** فاننا جعلنا من هذا الحزب هواء نتنفسه وجعلنا منه فصيله دم تجرى فى عروقنا**اخى فى حزب العمل ايا كان موقعك قائدا او كادرا او منتسبا **فليكن الهدف الاول والاخير لنا جميعا هو العمل بجدا واخلاص على لم شمل هذا الحزب العظيم وان نتقى الله فى انفسنا جميعا وفى حزب العمل
سامي السيد عبد الظاهر
الجمعة, 05 أغسطس 2011 - 06:28 am
طريقه حديثه لكشف الفساد
لابد وان نتحري علي معظم الموظفين في كل قطاعات الدوله وهنا سيكتشف الامر وتجدو ان معظمهم اقارب اعضاء مجلس الوطني وليس مجلس الشعب وتجدهم من زوي الجهله ولا يملكون اي نقافه ولا كفائه مع ان للعلم يوجد كفا ئات وعلي قدر كبير من التقافه والمعامله الحسنه وخرجين قداما بدون عمل وملزمين بيوتهم وانا اقول هل ننتظر انتاج من موظف له قريب في الحزب الوثني وليس الوطني او عضو من اعضائه لا والله الكل موجودين في كراسيهم لااستفزاز المواطن فقط وتعجبت كثير عندما سئلت علي تزكره في كي احجز ولم اجد وتعجبت اكثر عندما ركبت نفس العربه التابعه للمركز ووجد معظم العربه فاضي ولااكن الحجز موجود بس للي يدفع فقط وللمحسوبيه وان لم يجدو فلا يهم ان القطار يسافر فاضي ها هو الجهل والتخلف الذي كان ينعم به النظام الظالم والفاسد والبائد ومنها عده اسباب الكل منكم يعلمها ولاكن جاء اليوم كي نفيق من الكابوس الذي اوقد صدورنا كثيرا واطمنكم ان المستقبل بدون حزب وطني وامن دوله سيكون مستقبل باهر وجميل واقول لكل انسان اياك وظلم الشعب واياك حتي وظلم الفرد واقول لكم كلمه والله من فتره وانا متوقع ان لابد من يوم وتزال كل الغمم وشكراء
سامي السيد عبد الظاهر
الجمعة, 05 أغسطس 2011 - 06:33 am
طريقه حديثه لكشف الفساد
لابد وان نتحري علي معظم الموظفين في كل قطاعات الدوله وهنا سيكتشف الامر وتجدو ان معظمهم اقارب اعضاء مجلس الوطني وليس مجلس الشعب وتجدهم من زوي الجهله ولا يملكون اي نقافه ولا كفائه مع ان للعلم يوجد كفا ئات وعلي قدر كبير من التقافه والمعامله الحسنه وخرجين قداما بدون عمل وملزمين بيوتهم وانا اقول هل ننتظر انتاج من موظف له قريب في الحزب الوثني وليس الوطني او عضو من اعضائه لا والله الكل موجودين في كراسيهم لااستفزاز المواطن فقط وتعجبت كثير عندما سئلت علي تزكره في كي احجز ولم اجد وتعجبت اكثر عندما ركبت نفس العربه التابعه للمركز ووجد معظم العربه فاضي ولااكن الحجز موجود بس للي يدفع فقط وللمحسوبيه وان لم يجدو فلا يهم ان القطار يسافر فاضي ها هو الجهل والتخلف الذي كان ينعم به النظام الظالم والفاسد والبائد ومنها عده اسباب الكل منكم يعلمها ولاكن جاء اليوم كي نفيق من الكابوس الذي اوقد صدورنا كثيرا واطمنكم ان المستقبل بدون حزب وطني وامن دوله سيكون مستقبل باهر وجميل واقول لكل انسان اياك وظلم الشعب واياك حتي وظلم الفرد واقول لكم كلمه والله من فتره وانا متوقع ان لابد من يوم وتزال كل الغمم وشكراء
kناجية
الأحد, 07 أغسطس 2011 - 05:54 am
المجلس العسكرى وبكرة
انا على يقين ان المجلس لاينوى البقاءفى السلطةوما رغبته فى عدم القضاء على النظام إلا لكونه جزء من نظام مبارك ويهمه عدم كشف الاوراق لان هناك من لديه مستندات يهدد بها وقد نشرت على لسان منير ثابت بعدها تم الافراج عن سوزان ونحن نرى فعلا ان المجلس جزء من الجيش وبيده زمام امور القوات المسلحة التى نقدرها ولا يمكن للشعب ان ينكر دورها لقد فقدنا الشرطة جزئيا اما الجيش أنا على يقين انه سينسحب من الحياه السياسية تلقائيا بعد إنتخبات الرئاسة ووتسليم السلطة للمدنيين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.