يوافق اليوم الأحد 21 أغسطس الذكرى 47 لحريق المسجد الأقصى المبارك ففي مثل هذا اليوم من عام 1969م شهد المسجد هجومًا اسرائيليًا أسفر عن إحراق الجناح الشرقي منه بالكامل، وإحراق السقف الجنوبي ومنبر السلطان نور الدين ومحراب صلاح الدين، بهدف طمس المعالم العربية والإسلامية في مدينة القدس العربية المحتلة. ففي يوم الخميس الموافق 21 أغسطس 1969، اقتحم الأسترالي "مايكل دينس روهان" المسجد الأقصى من باب المغاربة مع الوفود السياحية الصباحية التي كانت وما زالت تتوافد إلى المسجد الأقصى، ودخل المصلى القبلي حيث كان يسمح في حينه لغير المسلمين بالدخول إلى المصليات المسقوفة داخل الأقصى، وعندما وصل إلى منطقة المحراب ومنبر نور الدين زنكي المعروف أيضا بمنبر صلاح الدين سكب مادة حارقة شديدة الاشتعال وأضرم النيران فيهما وهرب. ونسلط الضوء من خلال هذا التقرير بالتزامن مع ذكري حريق الأقصى المبارك على أهم وأبرز المخاطر والجرائم التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني منذ احتلال المسجد الأقصى. الثالوت الصهيوني يعمل الكيان الصهيوني على قدم وساق لتهويد المسجد الأقصى والمدينة القديمة بالقدس الشريف وطمس الهوية العربية الإسلامية من خلال اقتحامات المسجد والحفريات التى يعمل عليها من نكسة 1967. وبلغ عدد من اقتحموا المسجد المبارك نحو 80 ألف مستوطن وعنصر احتلالي دنسوا الأقصى منذ عام 2009، فيما نفذ الاحتلال نحو 50 حفرية أسفل ومحيط المسجد الأقصى، وطوق الأقصى بنحو 102 كنيس، وشكلت هذه الاقتحامات والحفريات والتهويد ثالوثاً احتلالياً يستهدف المسجد الأقصى. الاقتحامات والتدنيسات وإن كانت جريمة حريق المسجد الأقصى في الواحد والعشرين من اغسطس عام 1969 تمثل أبرز حدث يدل على نوايا ومخططات الاحتلال الصهيوني لهدم وتدمير المسجد الأقصى، وبناء هيكلٍ مزعوم على أنقاضه، بعد أن وقع تحت الاحتلال والأسر "الإسرائيلي" على طريق المشروع الصهيوني المستهدف للقبلة الأولى، الزاعم بأن "لا قيمة لإسرائيل بدون القدس، ولا قديمة للقدس بدون الهيكل"، فإن حريق المسجد الأقصى حقيقة لم يتوقف ولو لدقيقة واحدة، فالنيران ما تزال مشتعلة فيه منذ 47 عاما، عبر ألسنة النيران الثلاثة العملاقة الاقتحامات والتدنيسات، الحفريات والأنفاق، التهويد والاستيطان والتي تشكل ثالوثاً خطيرا يستهدف المسجد الأقصى على مدار الساعة. وفي إحصاء توثيقي للمركز الإعلامي لشؤون القدس والأقصى "كيوبرس" وبالاستعانة والاعتماد على إحصائيات صدرت عن مؤسسات فلسطينية سابقة فإن نحو 80355 مستوطنا وعنصرا احتلاليا اقتحموا ودنسوا المسجد الأقصى خلال الثماني سنوات الأخيرة منهم 66174 مستوطنا، 10747 عسكريا ورجل مخابرات كجنود بلباس عسكري في جولات الإرشاد والاستكشاف العسكري. هذا كله بالاضافة إلى الاقتحامات العسكرية خلال أحداث الاعتداءات على الأقصى ومصليه، بينما لم يتعد في سنوات خلت عدد المقتحمين العشرات في السنة الواحدة، في حين أنه بين أكتوبر 2000 ومايو 2003 لم تتم اقتحامات من هذا النوع بتاتا. وبينت إحصائية (كيوبرس) أن عدد المقتحمين في السنوات الثماني كان كالتالي: 2009: 5931 مقتحما 2010: 5950 مقتحما 2011: 5792 مقتحما 2012: 10831 مقتحماً 2013: 13293 مقتحماً 2014: 14952 مقتحماً 2015: 14064 مقتحما 2016: 9542 مقتحما حتى تاريخ 20 أغسطس. حفريات وأنفاق أما عن الحفريات فقد نفذ الكيان الصهيوني نحو 50 حفرية أساسية أسفل وفي محيط المسجد الأقصى القريب على النحو التالي: - 28 في الجهة الغربية من المسجد الأقصى - 17 من الجهة الجنوبية - 5 من الجهة الشمالية وتخللها حفر نحو 12 نفقاً رئيساً، يصل مجموع طولها إلى نحو 3000 متر، أبرزها النفق الغربي أسفل الجدار الغربي للمسجد الأقصى "نحو 450 مترا"، نفق سلوان الطويل "نحو 700 متر". بينما طوق الاحتلال المسجد الأقصى بنحو 102 كنيس ومدرسة يهودية، معظمها في الجهة الغربية منه، وفي مناطق متفرقة في البلدة القديمة بالقدسالمحتلة، أشهرها "كنيس الخراب" وكنيس "خيمة إسحق". المجازر - مجزرة القبة الذهبية في 11 إبريل 1982، اعتدى أحد جنود الاحتلال ويدعى "هاري جولدمان" بعدما اقتحم الأقصى وتوجه نحو قبة الصخرة، وأطلق النيران بشكل عشوائي على المصلين، أدت إلى استشهاد مواطنين، وجرح أكثر من ستين آخرين. - وفي 8 اكتوبر1990 ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني مجزرة داخل المسجد الأقصى، أدت إلى استشهاد 22 مصليا وإصابة 20 بجراح. - في عام 1996 افتتحت قوات الاحتلال بتاريخ 25 نوفمبر مخرجاً للنفق الغربي، من الجهة الشمالية لأسفل المسجد الأقصى، أدت إلى اندلاع ما سمي ب"هبة النفق"، استمرت لثلاثة أيام، ما أدى الى استشهاد 63 فلسطينيا في الضفة الغربية وقطاع غزةوالقدسالمحتلة من بينهم 4 شهداء سقطوا في مجزرة اقترفها الاحتلال في المسجد الأقصى بالإضافة إلى وقوع 1600 جريح. - وفي 28 نوفمبر عام 2000 اقتحم السفاح زعيم حزب الليكود "أريئيل شارون" وعدد من أعضاء حزبه المسجد الأقصى ودنسوه، تحت حماية نحو 3000 جندي -والتي كانت سببا في انطلاق انتفاضة الأقصى الثانية-، وفي اليوم التالي ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة في المسجد الأقصى، استشهد فيها 5 فلسطينيين، وأصيب 200 آخرون بجروح. - وفي يوم 7-6-1967 سيطرت قوات الاحتلال على حائط البراق، وبعد أربعة أيام هدمت حي المغاربة الكامل، وحوّلت الحائط والساحة الكبيرة التي أنشئت إثر هدم حي المغاربة إلى ساحة وكنيس كبير للصلوات اليهودية.