تعقد أسرة الصحفي المعتقل إبراهيم الدراوي، في تمام الساعة الخامسة بعد عصر اليوم الثلاثاء، مؤتمرًا صحفيًّا بنقابة الصحفيين بمناسبة مرور 3 سنوات على اعتقاله، في الوقت الذي يتم فيه تعذيبه على يد قوات أمن الانقلاب في سجن العقرب ومنعه عن الدواء، وهو السلوك الذي تنتهجه سلطات السجون والمعتقلات مع المعتقلين الرافضين للانقلاب العسكري؛ الأمر الذي أدى لوفاة العشرات داخل السجون نتيجة الموت البطيء الذي يتم تعذيب المعتقلين من خلاله. وقالت قالت السيدة "رضا جمال" زوجة الصحفي المعتقل بسجن العقرب "إبراهيم الدراوي" إن زوجها تعرض لاعتداء وحشي من قبل رئيس المباحث وضباط السجن، وإنه أودع مستشفى السجن بعد هذا الاعتداء وأنها لم تتمكن من زيارة زوجها بعد هذا الاعتداء كي تطمئن عليه.
وتوجهت مرات عديدة لنقيب الصحفيين "يحيى قلاش" لعرض ملابس زوجها الملطخة بالدماء نتيجة الاعتداء عليه، لكن موقفه كان سلبيًّا على حد قولها، واكتفى بقوله إن ملابس الدراوي ملطخة بالتراب وليس بالدم على حد وصفها.
وأضافت أنها تتخوف من أن منعها من الزيارة ليس له معنى إلا أن حالة زوجها الصحية سيئة نتيجة الاعتداء عليه وأن حراس السجن يتخوفون من أن تنقل ما ستراه للإعلام.
وتم على اعتقال الدراوي أكثر من ثلاث سنوات بعد اعتقاله عقب فض رابعة، وإبراهيم الدراوي صحفي من محافظة الشرقية، متزوج وله أربعة أولاد وفتاة، وهو عضو نقابة الصحفيين، ومهتم بالشأن الفلسطيني، ومعروف بصراحته المباشرة، وقوته في كشف الحقائق وما لديه من تحليلات ومعلومات دون أي لبس أو غموض.
ويعمل "الدراوي" مديرًا لمركز الدراسات الفلسطينية بالقاهرة، وهو من المتخصصين في الشأن الفلسطينى منذ فترة طويلة، وتُعتمد تحليلاته وتصريحاته في عدد من المراكز البحثية والصحف العالمية.
ونظرًا لرفض الدراوي للانقلاب العسكري، وإعلانه ذلك صراحة عبر القنوات الفضائية المختلفة، ضاقت سلطات الانقلاب الدموي ذرعًا به، وقررت اعتقاله عقب عودته من بيروت، في 16 أغسطس 2013، بعد تسجيله إحدى الحلقات مع مقدم البرامج تامر أمين، الموالي للانقلاب العسكري، في قناة "روتانا مصرية".
كيفية اعتقاله
وبحسب زوجة الزميل الصحفي إبراهيم الدراوي، فإنه تم إلقاء القبض عليه يوم 16 أغسطس، عقب عودته من بيروت؛ حيث أجرى هناك العديد من المداخلات التلفزيونية، واشترك في أكثر من برنامج تلفزيوني على قناة الجزيرة وعدد من القنوات الفضائية.
وذكرت أنه فوجئ أثناء خروجه من المطار باتصال هاتفي من جهاز الأمن الوطني "أمن الدولة"، بتوجيه بعض الأسئلة له، فأخبرهم بأنه على موعد مع برنامج "ساعة مصرية" على قناة "روتانا مصرية" مع تامر أمين، وبالفعل أجرى اللقاء، وبعده اتصل به شقيقه للاطمئنان عليه، وبعدها انقطع الاتصال تمامًا، وقد حاول إبراهيم إخبار نقيب الصحفيين وبعض أعضاء المجلس، إلا أن كل من اتصل بهم لم يردوا على هاتفه، وعلمت الأسرة بالقبض عليه من خلال خبر أذيع بإحدى القنوات، وفى الوقت نفسه اتصل بهم الزميل قطب العربى، وأخبرهم بأنه كان متابعًا لإبراهيم في نيابة شرق القاهرة، وكان بصحبته الزميلان الصحفيان سليم عزوز وهشام يونس، ولم يسمح لأسرته بالتواصل مع إبراهيم في النيابة أو معرفة مكان حبسه.
وقد وجهت النيابة للصحفي إبراهيم الدراوي تهمة التخابر لصالح جهة أجنبية، وحددوا حركة حماس، وأنكر الدراوى الاتهامات الموجهة إليه.
وبالرغم من أن الدراوي صحفي مختص بالشأن الفلسطيني، وله حلقات مسجلة عن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، إلا أن سلطات الانقلاب العسكري وجهت له تهمة التخابر مع حركة حماس الفلسطينية.