شهدت العاصمة الأردنية عمان وعدد من محافظات المملكة تظاهرات حاشدة انطلقت بعد صلاة الجمعة أمس كان أكثرها سخونة في عمان والتي شهدت محاولة لما يسمى حراك 15 يوليو لإقامة اعتصام مفتوح بساحة النخيل بمنطقة رأس العين قرب أمانة عمان الكبرى في وسط المدينة للمطالبة بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية قبل أن تتعرض للاعتداء من قبل قوات الدرك الأردنية التي حاولت تفريق المسيرة بالقوة مما أدى إلى حدوث إصابات بين المشاركين في المسيرة ورجال الأمن والصحافيين. كما شهدت العديد من المحافظات الأردنية في إربد، وجرش، ومأدبا، والكرك، والطفيلة، ومعان مسيرات وتظاهرات تحت شعار (جمعة الثبات) وذلك للمطالبة بالإسراع في تنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ورحيل الحكومة وحل مجلس النواب ومكافحة الفساد ومحاربة المفسدين. وفي التفاصيل أن عشرة أشخاص جلهم من الصحافيين أصيبوا، إصابات طفيفة أمس خلال قيام قوات الدرك الأردني بفض اشتباك بين معتصمين مطالبين بالإصلاح وموالين للحكومة. واستخدمت قوات الدرك الهراوات لفض الاشتباك على مدخل (ساحة النخيل)، التابعة لساحات أمانة عمان (وسط عمان)، ما أدى إلى إصابة تسعة صحافيين بينهم مصور وكالة فرانس برس إضافة الى ناشطة من حزب جبهة العمل الإسلامي. وقال مصور وكالة فرانس برس (تعرضنا للضرب من قبل الأمن رغم أننا كنا نرتدي سترات تميزنا، كنت اعتقد أننا نحتمي بهم مبتعدين عن الاشتباك). وصرخ شرطي بوجه المصورين الصحافيين (ممنوع التصوير)، بينما تعرض مراسل (نيويورك تايمز) كريم فهيم للضرب من قبل عشرة من رجال الأمن أثناء التصوير، حسبما أفاد. وكان نحو ألفي شخص شاركوا في مسيرة انطلقت من أمام المسجد الحسيني الكبير وسط عمان إلى ساحة أمانة عمان للمطالبة بالإصلاح قبل أن تندلع اشتباكات بين مجموعات شبابية كانت تنوي تنفيذ اعتصام مفتوح في الساحة وبين موالين للحكومة. وحمل المشاركون في المسيرة عقب صلاة الجمعة لافتات كتب عليها (نعم للإصلاح الذي يصنع المستقبل للأجيال) و(نطالب بإصلاحات سياسية اقتصادية واجتماعية) و(يا اردن سير سير، للإصلاح والتغيير)، وهتف هؤلاء (يا حكام يا حكام بدنا إصلاح النظام) و(سلمية سلمية حتى ننال الحرية) و(بالروح بالدم نفديك يا أردن). وعقب الاشتباك، نفذ نحو 300 شخص اعتصاما في (ساحة النخيل) مطالبين بالإصلاح وسط تواجد أمني كثيف، وحمل هؤلاء لافتات كتب عليها (عاشت الديموقراطية الأردنية برلمان مزور وحكومة غير منتخبة ومجلس أعيان معين) و(نريد أردن خالي من الفساد)، وهتفوا (الشعب يريد إسقاط الحكومة) و(الشعب يريد اسقاط البرلمان). كما تظاهر المئات في كل من الطفيلة والكرك ومعان (جنوب) وجرش واربد (الشمال) مطالبين بالاصلاح ومكافحة الفساد، ولم تسجل اي حوادث في تلك المدن. في هذا الوقت، أعلن الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام الأردنية المقدم محمد الخطيب في بيان صحافي إن سبعة من رجال الأمن العام من بينهم اثنان تعرضا للطعن، مشيرا إلى أن الشرطيين تم طعنهما بآلة حادة من قبل مجهولين أثناء أدائهم واجبهم الأمني في حماية المشاركين بمسيرة وسط العاصمة (عمان) نظمتها جماعة الإخوان المسلمين وقوى شبابية انطلقت من أمام المسجد الحسيني في وسط البلد باتجاه ساحة النخيل قرب أمانة عمان الكبرى. وقال الخطيب إن عناصر الأمن العام تدخلت لفض اشتباك بين متظاهرين لهما وجهتا نظر مختلفة حيال الأحداث الجارية، الأمر الذي نتج عنه تدافع بين المشاركين في المظاهرتين ونتجت عنه إصابات من بينهم صحافيون. بدوره، طلب نقيب الصحافيين طارق المومني من الصحافيين في الموقع خلع ستراتهم الخاصة بالاعلاميين والتي وزعت من قبل الأمن صباح الجمعة احتجاجا على تعرض اعلاميين للضرب. في هذا الوقت، اتهم نقيب الصحافيين الأردنين طارق المومني الأجهزة الأمنية بتدبير مكيده للاعتداء على الصحافيين المشاركين في تغطية اعتصام ساحة النخيل من خلال الإخلال بالاتفاقيات المبرمة بين الجانبين بعد الاعتداء الذي طالهم أثناء تغطيتهم للمسيرات والاعتصامات التي تشهدها البلاد وبعد تكرار حوادث استهدافهم. وقال المومني بمؤتمر صحافي عقده بساحة النخيل (إن الأجهزة الأمنية لا تحترم حرية الصحافة التي هي بالأساس ذات سقف منخفض) ودان الاعتداء اللفظي بالشتائم على الزملاء الصحافيين المشاركين في تغطية الاعتصام بحيادية وموضوعية. وجاء الاعتداء على الصحافيين رغم ارتدائهم لسترات برتقالية اللون وزعها عليهم الأمن العام، وكان المومني طالب جميع الصحافيين بالمنطقة خلع الستر وذلك احتجاجا على تعرض مجموعة من الإعلاميين للضرب ولوح بأن النقابة ستقوم باتخاذ إجراءات تصعيدية. من جهتهم طالب الصحافيون النقيب بتقديم استقالته احتجاجا على تكرار ظاهرة الاعتداء عليهم أثناء تأديتهم لواجبهم. ودعا مدير مركز حماية وحرية الصحافيين نضال منصور الصحافيين لتسجيل شكوى موحدة ضد الاعتداءات التي تعرضوا لها مشيرا خلال المؤتمر إلى أن حالة الصمت على ما يتعرضون له ستؤدي إلى مواصلة مسلسل الاعتداء اليومي. وقال إن ما حدث يهدف إلى منع إيصال الحقيقة للناس مؤكدا على عدم جدية الحكومة بالإصلاح.