لا يزال المستوطنون حثالة البشر لكونهم مغتصبين محتلين، يستبيحون أكثر الأماكن قدسية وطهارة لدى العالم الإسلامي وفي شهر رمضان المعظم رغم كثرة المصللين والمرابطين ودون النظر لقداسية الشهر الكريم دون أن تخرج ولو مظاهرة واحدة على امتداد العالم العربي والإسلامي ولا حتي تنديداً واحداً وكأن التدنيس واقتحام المقدسات صار أمرا عاديا. وأشد ما يخشى أن يصبح تجول المستوطنين في المسجد الأقصى وتدنيسهم لباحاته أمرا مألوفًا وعاديًا ومن ثم تقسيمه أو هدمه ما دام لا يجد حراكًا حقيقيًا يمنع ذلك. دماء الأوفياء وعبر التاريخ وعلى بوابات المسجد الأقصى المبارك وأسوار مدينة القدس العتيقة، أريقت دماء مئات آلاف من الشهداء المسلمين للحفاظ على قدسيتها الخالصة للعرب والمسلمين وتحريرها، ممن تعاقبوا عليها محتلين مغتصبين ودحرهم عنها وكنسهم لمزابل التاريخ. وبسبب منهجيات قوات الاحتلال الهمجية واستباحات المستوطنين فإن القدس وباحات المسجد الأقصى بانتظار المزيد من دماء الشهداء الطاهرة لتحريرها من رجس ونجس الاحتلال، فالقدسالمحتلة لها معانٍ ودلالات مزروعة في قلب وعقل كل مسلم وعربي وفلسطيني وعقيدة دينية متأصلة تجعل كل فرد يقدم روحه رخيصة في سبيل الدفاع عنها، وتخليصها من الاحتلال وهذا مالا يفهمه المستوطنون الذين يصرون على تدنيس باحات المسجد الأقصى خلال شهر رمضان الفضيل، وتكرار اقتحاماتهم جهارا نهارا عبارة عن رسالة تحدٍّ لمعتقدات الفلسطينيين وجموع المسلمين في جميع أرجاء الأرض. غول الاستيطان بل أن غول الاستيطان لم يعد يستبيح وينهب أراضي القدس وحسب بل زاد استهدافه لباحات المسجد الأقصى وخلال الشهر الفضيل، وكأنه لا وجود ولا اعتبار لمليار ونصف من المسلمين الذي يعتبر المسجد الأقصى أولى القبلتين وثاني الحرمين. وما يقوم به المستوطنون من تدنيس أكثر الأماكن قدسية للمسلمين، وما يمارس بحق القدس وسكانها ومقدساتها ساعة بساعة على درجة عالية جداً من الخطورة، ووصل وتعدى الخطوط الحمر جميعها، ويتطلب مواقف وأفعالا فلسطينية وعربية وإسلامية نوعية، تتجاوز الروتين المعروف من استنكار وشجب وتنديد لا يغني ولا يسمن من جوع. اقتحامات مقننه وقررت لجنة آداب السلوك البرلمانية في الكنيست الاسرائيلي عدم إلغاء الحظر المفروض على زيارات أعضاء الكنيست للمسجد الأقصى في هذه الآونة. وأفادت الإذاعة العبرية، أن اللجنة قد تلتئم من جديد قريبا لإلغاء الحظر، بحيث تبدأ زيارات النواب العرب في الأسبوع الأخير من شهر رمضان المبارك، وزيارات النواب اليهود بعد انقضائه. وذكرت أن القرار سيتم في حال تأكيد الشرطة غياب موانع تحول دون القيام بهذه الزيارات. الاعتكاف والرباط ويحرص الفلسطينيون بشكل كبير على الاعتكاف في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان الفضيل بالمسجد الاقصى المبارك وأداء الصلوات والتعبد برحابه الطاهرة. وقد زاد عدد المعتكفين بالأقصى هذا العام عن الأعوام السابقة في مثل هذه الأوقات لربما بسبب شدة الهجمات على المسجد المبارك وما يصدرة وزير الحرب الصهيوني الجديد السفاح المتطرف "افيجدور ليبرمان" من أوامر تزيد من حصار المسجد. ويزداد عدد المعتكفين في الايام العشرة الأخيرة من الشهر الفضيل لما فيها من فضائل كثيرة، وحرص المواطنين الكبير والصادق على إحياء شهر رمضان بالأقصى خير دليل على مدى تمسكهم بمسجدهم الذي يعتبر البوصلة التي تجمع ابناء الشعب الفلسطيني من عموم الوطن بس كل المسلمين حول العالم. شد الرحال وكان أكثر من ربع مليون مصلى قد زحفوا وشدوا الرحال من كل الوطن الفلسطيني للمشاركة في صلاة الجمعة يوم أمس رغم القيود المشددة التي وضعتها وفرضتها سلطات الاحتلال ومنعت بموجبها المواطنين ممن تقل أعمارهم عن ال45 عاما من دخول القدس والصلاة بالأقصى فضلاً عن الاجراءات المشددة على الحواجز العسكرية الثابتة على المداخل الرئيسية لمدينة القدس. كما أن النشطاء المقدسيين في البلدة القديمة قد استنفروا وأعلنوا عبر لجان حاراتهم وأحيائهم عن كامل جهوزيتهم لاستقبال الأعداد الهائلة من المواطنين المتدفقة على المدينة وبلدتها باتجاه الاقصى، في حين تضافرت جهود الأوقاف الإسلامية ومختلف المؤسسات المقدسية في السهر على خدمة الوافدين والتسهيل عليهم بكل ما أوتوا من امكانيات وطاقات. كما دعت هيئة علماء فلسطين كل من يستطيع شد الرحال إلى القدس الشريف ألا يتأخر في ذلك ولا يتقاعص وإلا يكن كمن فر من ساحات النزال مؤكدة على أن الدفاع عن الأقصى هو واجب على كل مسلم بالغ عاقل. أكد رئيس الهيئة الاسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري أن المسجد الاقصى المبارك بات في دائرة المخاطر والأطماع، مشددا على أنه يمثل جزءًا من إيمان المواطنين وعقيدتهم بقرار رباني لا مجال للمساواة أو التفاوض عليه، كما لا مجال للتنازل عن ذرة تراب منه. وحيّا الشيخ صبري، في خطبة الجمعة بالأقصى، جموع المصلين الزاحفين للمسجد، رغم إجراءات الاحتلال الصهيوني، مؤكدا أن المسجد الأقصى في دائرة الأخطار.