فى مفاجأة مغاير لواقع التعامل الإعلامى بين الأردن والمملكة العربية السعودية، كشفت وكالة أنباء "بترا" الأردنية الرسمية، عن أن الرياض تمول الحملة الانتخابية لمرشحة الحزب الديمقراطى الأمريكى، هيلارى كلينتون، وذلك فى إطار دعم مالى سخى للغاية، تقدمه السعودية للحزبين "الجمهورى والديمقراطى" فى الوقت الذي تعتبر فيه السعودية نفسها الحليف الأهم للأمريكيين في المنطقة. وكانت وكالة "بترا" الحكومية الأردنية ثد نشرت تقرير بالإنجليزية اليوم الاثنين لكنها سرعان ما تراجعت عنه وقامت بحذفه عن موقعها الإلكترونى، إلا أن موقع "ميدل إيست آي" البريطانى المتخصص بشؤون الشرق الأوسط تمكن من التقاطه ونشره، حيث إنها المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن دعم سعودى لمرشح انتخابى أمريكى، أو لأى من الأحزاب المتنافسة فى الولاياتالمتحدة. وكان ولى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قال فى مقابلة مع وكالة "بلومبرج" الأمريكية، إن السعودية لا تتدخل فى الانتخابات الأمريكية، وتعتبرها شأناً داخلياً، رافضاً التعليق على تصريحات المرشح المتطرف دونالد ترامب المعادية للمسلمين. وبحسب التقرير الذي نشرته "بترا"، فإن السعودية تمول الحملة الراهنة لكلينتون بما نسبته 20% من تكلفتها الإجمالية، فيما يشير التقرير إلى أن "السعودية تقدم الدعم لكل من الحزبين الديمقراطى والجمهورى على حد سواء"، إلا أن التقرير لم يُشر بوضوح إن كان المرشح الجمهورى المعادي للمسلمين ترامب قد تلقى أى تمويل أو دعم سعودى خلال حملته الانتخابية الحالية. ويأتي تقرير "بترا" بالتزامن مع زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الولاياتالمتحدة، وهى الزيارة التى قالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية بأن الغرض منها "مناقشة الروابط التى تجمع البلدين مع مسؤولين أمريكيين، بالإضافة إلى مناقشة خطط اقتصادية تحاول التقليل من اعتماد الاقتصاد السعودى على البترول". وقال موقع "ميدل إيست آى" إن هذه المرة ليست الأولى التي يتم فيها اتهام هيلاري كلينتون بالاعتماد على أموال السعودية فى تمويل حملتها الانتخابية، فقد اتهمها سابقاً راند باول السياسى الأمريكى وعضو الحزب الجمهوري، وقال إنها تتلقى الدعم المالى من السعودية، كما اتهمها باول بأنها لا يمكن أن تكون صادقة فى وعودها بدعم حقوق المرأة وهى تتلقى الأموال من السعودية التى تعامل المرأة كمواطن من الدرجة الثانية، حيث وجه باول الكلام لها عن طريق وكالات الأخبار بأنها إن أرادت أن تستمر فى حملتها للدفاع عن حقوق المرأة فيجب عليها أن تعيد تلك الأموال إلى السعودية. ويتابع الموقع البريطانى: "كما أن هذه المرة ليست الأولى التى ترتبط فيها السعودية ماليا مع عائلة كلينتون، ففى عام 2008، تبرعت المملكة بمبلغ 10 ملايين دولار، ومبلغ 25 مليون دولار لمؤسسة كلينتون الخيرية التى كان يرأسها زوجها والرئيس الأسبق للولايات المتحدةالأمريكية بيل كلينتون". وقال موقع "ميدل إيست آي" إنه طلب استفسارات حول التقرير المحذوف وعن أسباب حذفه، لكن وكالة "بترا" الأردنية لم ترد على الاستفسارات، كما أن حملة هيلارى كلينتون الانتخابية لم تُصدر أى رد على المعلومات الواردة فى تقرير الوكالة الأردنية.