بعيدا عن صخب الإعلام والميديا العالمية، التي تصور لنا أن العالم في تقدم مذهل ، وأن الحضارة قد بلغت ذروتها، لكن مؤشر العبودية، يدلل على أننا مازلنا نعيش في حضارات ما قبل التاريخ، إذ يثبت تقرير مؤشر العبودية أن ظاهرة الاستبعاد لا تزال تأخذ منحى تصاعديا، إذ دخل في نطاقها، مع بداية هذا العام، 10 ملايين شخص، بزيادة قدرها 28% عما شهده العام 2004. وكشف التقرير الذي نشرته مؤسسة "ووك فري"، اليوم الثلاثاء، وجود 45.8 مليون شخص مستعبدين حول العالم، من بينهم رجال ونساء وأطفال، تتركز أغلبيتهم في الهندوكوريا الشمالية وأوزبكستان وكمبوديا. ويقول التقرير أن الهند الأعلى في عدد المستعبدين بأكثر من 18 مليون شخص، تليها الصين (3.39 مليونا) وباكستان (2.13 مليونا) وبنجلاديش (1.53 مليونا) وأوزبكستان (1.23 مليونا). وتعتبر كوريا الشمالية البلد ذات الانتشار الأوسع لما أطلق عليه التقرير "الاستعباد الحديث"، وقدر عدد المستعبدين فيها بنحو 4.37 في المائة من تعدادها السكاني. وتأتي الإحصائيات التي استندت عليها التقرير ، وفق استطلاع شمل أكثر من 42 ألف مقالة، أجريت ب53 لغة عبر 25 بلدا حول العالم، بما يمثل 44 في المائة من التعداد السكاني العالمي. وطالب مدير مؤسسة "ووك فري"، آندرو فوريست، أقوى عشرة اقتصادات على مستوى العالم، بالقيام بما يلزم لضمان أن تكون جميع المنظمات عرضة للمساءلة بشأن الاستعباد الحديث.