الكاتب الصحفي (الأمنجي) مصطفى بكري له العديد من المواقف التي تجعلك تقف لتتعجب وتحاول دراسة شخصية مليئة بالتناقضات ففي عهد مبارك كان يمجد في رجل الدولة الأول وعندما رحل وبخ نظامًا بأكمله؛ وفي عهد المجلس العسكري مدح فيه كثيرًا وعندما رحل قال عنه مالم يقله مالك في الخمر. الملفت للنظر أنه عندما جاء الدكتور "محمد مرسي" رئيس البلاد الشرعي والمحسوب على الإخوان المسلمين وقف في صفه وأطراه كثيرًا؛ أما عندما انقلب السيسي عليه وصفه بالخائن والعميل حتى بلغ الأمر بأنه زعم بأن الدكتور مرسي كان ينظم مأدبة طعام يوميًا بقصر الرئاسة للإسلاميين، وجاء السيسي منقلبًا على رئيسه الشرعي فقابله "بكري" مهللًا ومكبرًا ومادحًا، ولكن لم يكن هذا هو الدور الأبرز ل"مصطفى بكري" في عهد الانقلاب العسكري، فموقف بكري (المعروف بفكره الناصري وموافقته لعبد الناصر في كل مواقفه) في قضية تيران وصنافير يعد من أبرز مواقفه مع السلطة الحالية، حتى قرر العسكر أن يكافئوه على موقفه هذا. كان الشارع المصري ملتهبًا والشباب المصري غاضب لبيع "السيسي" جزيرتي "تيران وصنافير" لآل سعود؛ ومصطفى بكري يغني على ليلاه ويخرج في الفضائيات ليؤكد أن تيران وصنافير سعوديتان خالصتان ولم تكن مصريتان، رافضًا بذلك كل الخرائط التي تؤكد عكس ذلك، وحتى تصريحات "عبد الناصر" -الذي يعد ملهم "بكري" الأول- تجاه مصرية تيران وصنافيرة ومياه خليج العقبة كاملًا. الموقع الكندي البحثي "جلوبال ريسيرش" أنّ صفقة تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية، جاءت كمكافأة من مصر للرياض؛ بسبب المساعدات المالية، مشيرًا إلى أن موافقة الولاياتالمتحدة و"إسرائيل" على نقل الجزيرتين من مصر إلى السعودية؛ كان سببًا في هذا التنازل. كما أشار "الموقع" إلى أن الجزيرتين مهمتان وتتعلقان بالنزاع حول خليج العقبة، وهي قضية رئيسية تشغل القانون الدولي لعقود من الزمن، وفي حرب عام 1967م، بين "إسرائيل" والدول الإقليمية، مصر وسوريا والأردن، كان الدافع الجزئي السيطرة على الجزيرتين، وأغلق الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر مضيق تيران؛ لمنع مرور الملاحة "الإسرائيلية" عبر خليج العقبة في 23 مايو، وهاجمت تل أبيب مصر بدعم من الرئيس الأميركي آنذاك ليندون جونسون. ولكن "بكري" رفض رفضًا تامًا أن يصدق مثله الأعلى، جمال عبدالناصر، وانساق خلف عبدالفتاح السيسي وحكومته، ولم يكتفي بذلك بل هاجم التظاهرات التي دعا إليها عدد من الأحزاب السياسية يوم الإثنين 25 إبريل اعتراضًا على تنازل مصر عن الجزيرتين، قائلًا: إنها "إخوانية بالأساس، وتهدف إلى الإيقاع بمصر". مكافآة السيسى ل"بكرى" أوصى وزير الثقافة بحكومةالانقلاب الدكتور حلمي النمنم بسرعة طباعة كتاب الإعلامى مصطفى بكري تحت عنوان "تيران و صنافير الحقيقة الكاملة"، وأكدت المصادر، أن الوزير وقع بنفسه بالتأشير على النسخة بإمضائه، متخطيا الروتين المعتاد، بضرورة عرض الكتاب على لجنة للقراءة والإجازة. ويظهر الكتاب في الأسبوع القادم، ليكون متوفرًا بالأسواق والمكتبات، والذي تدور فصوله عن الأزمة التي أثيرت مؤخرًا بخصوص جزيرتي تيران وصنافير، وملكيتهما لمصر أم للسعودية، والجدل الذي دار في كل الأوساط، والقضايا العديدة التي تنظرها هئيات قضائية مختلفة، سواء في مجلس الدولة، أو في عدد من المحاكم والنيابيات بخصوص المتظاهرين.