كشف موقع "روسيا اليوم"، عن تفاصيل أزمة بيع الجزيرتين اللتان مازلتا تلقى بظلالها على الساحة السياسية المصرية والعالمية أيضًا لندره الحدث فى أن يتنازل احد عن جزء من أراضيه بل ويدافع عن ذلك لصالح الخصم من أجل حفنه من الأموال التى لن تنقذه من التدهور الاقتصادى الذى يحيط به. واعتبر الموقع فى تقريره الذى نشر اليوم الإثنين، أن دولة السيسي التى تخلت عن الجزر الاستراتيجية فى البحر الأحمر فى منطقة المضايق مقابل الأموال الخليجية، سيتعين عليها فى القريب مزيد من التفريط لصالح دول أخري دون مقابل. وقال التقرير أيضًا، أن قرار دولة السيسي بالتنازل عن السيادة على جزيرتي "تيران" و"صنافير" لصالح المملكة العربية السعودية يمثل صفقة جيدة لصالح الكيان الصهيوني وتبعثر أوراق الصراع التاريخي مع الدولة العبرية، الأمر الذى يترتب عليه تداعيات خطيرة بالنسبة لمصر. وشددت الصحيفة على أن التظاهرات الحاشدة التى اشتعلت فى القاهرة خلال الفترة من 15 إبريل وحتى ذكر تحرير سيناء لأول مرة منذ الانقلاب الدموي على السلطة المنتخبة، كشفت بوضوح أن هذا القرار أدى إلى غضب شعبي وتأجيج الانقسام الداخلي ما قد يؤدي إلى عواقب غير محمودة. وتسائل التقرير: "هل ضعفت القاهرة بالفعل تحت حكم العسكر لدرجة أنها تتخلى عن جزيرتين استراتيجيتين لدولة أخرى مهما كانت المبررات ومهما كان المقابل المادي؟"، موضحا أن التنازل عن تيران سبقه تفريط أكثر قسوة فى حصة مصر التاريخية فى مياه النيل لصالح إثيوبيا. واعتبر أن تبعات الخطوة المصرية غير المدروسة بالتخلي عن جزيرتين استراتيجيتين في البحر الأحمر وعند أحد أهم المضايق البحرية، فتح الباب على مصرعيه أمام أخرى في حلايب وشلاتين من قبل السودان، بينما تواصل إثيوبيا بناء سد النهضة، والذي من شأنه أن يؤثر على حصة مصر من مياه النيل. واختتم التقرير بالتأكيد على أن الأوضاع المتردية في مصر أثارت مخاوف نسبة غير قليلة من المصريين من احتمال الإقدام على تنازلات أخرى وأن تصبح مثل الرجل المريض الذي يطمع الآخرون في تركته، على غرار ما حدث مع الإمبراطورية العثمانية في مطلع القرن العشرين, عندما ضعفت وبدأت القوى الكبرى في إجبارها على التنازل عن مناطق واسعة وإعادة ترسيم الحدود على أسس استعمارية. وكانت الصحف الإسرائيلية قد استقبلت أنباء تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح المملكة وتحويل مضيق تيران إلى ممر بحري دولي بحفاوة بالغة، معتبرة أن خطوة السيسي التى تمت بالتنسيق التام مع حكومة نتنياهو صفقة جيدة لإسرائيل، ويفتح الباب أمام الاحتلال لمحاكاة اتفاق تبادل الأراضي في المستقبل.