تشريد وحصار وقصف وقتل ومجازر لم نكن نسمع عنها سوى من طيران الاحتلال الإسرائيلى فى الأراضى المحتله، هذا هو حال مدينة حلب السورية الآن، والتى أصبحت انقاضًا على يد نظامها الحالى الذى يترأسه بشار الأسد، والذى تدعمه القوى الكبرى على رأسها روسيا وأمريكا، فالكارثة التى اعتلت منصات الإعلام فى الأيام الأخيرة جراء ما يحدث فى المدينة، كانت موسكو وواشنطن هما المتسببان الحقيقيان فيها. فكلاهما أعطى الضوء الأخضر كى يواصل النظام السورى غاراته على أحياء المدينة ولم تسلم المستشفيات والمنشات الصحية من الاستهداف كما يبدو، وكما يروج الإعلام الموالى له، لكنها لعبة قد اتفقوا عليها حتى يجبروا المعارضة المعتدلة التى تريد سوريا حرة إلى الرجوع لطاولة المفاوضات والقبول بل ما يريده "الأسد" وحلفائه. المستشار الاعلامى لوفد الهيئة العليا لمفاوضات جنيف "احمد كامل" قال خلال حديثه فى برنامج "حدث الثورة" أن الهدف من اسقاط حلب لايمكن أن يكون عملا تكتيكيا تليه مفاوضات ويرى ان سقوطها سيغير المعطيات الاستراتيجية ولن تعود بعد ذلك مفاوضات و"سندخل فى حرب مفاوضات"، أى أن ما يحدث فى حلب هو وسيلة لاجبار المعارضة إلى الرجوع لجنيف والقبول بما ترفضه الثورة السورية. وأضاف "كامل" أن النظام وحلفاؤه قطعوا الصلة بين سوريا الحرة وتركيا ويريدون ضم حلب المدينة الأهم اقتصاديا والتى تضم ربع سكان سوريا، فهى كما يسميه النظام وحلفائه "الدولة المفيدة". غارات جديدة على حلب وشن الطيران السوري غارات جديدة على أحياء فى حلب لليوم التاسع على التوالى مخلفًا مزيدًا من الضحايا والدمار وذلك بعد يوم دام فى المدينة خلفته عشرات الغارات الروسية والسورية وزادات ماسأة السكان المتفاقمة باستهداف مستشفيات ومرافق خدمية فى المدينة المنكوبة. استشهاد 244 مدنيا فى حلب خلال 8 ايام وفى ذات السياق ذكر المرصد السورى لحقوق الانسان اليوم السبت أن "244مدنيا قتلوا جراء تصعيد القصف على مدينة حلب خلال الأيام الثمانية الماضية "وأوضح المرصد أنه تم توثيق مصرع 244 مواطنا منذ فجر 22 أبربل الجارى وحتى ليل أمس بينهم 43 طفلًا دون سن ال 18 ، و27 مواطنة فوق سن الثامنة عشر جراء قصف قوات النظام والضربات الجوية التى استهدفت مناطق سيطرة الفصائل بالأحياء الشرقية من المدينة وقصف الفصائل المعارضة على مناطق سيطرة قوات النظام فى الأحياء الغربية لمدينة حلب . وفى سياق متصل ذكر "المرصد" أيضًا أن قوات النظام استهدفت بالقذائف الصاروخية والمدفعية مناطق فى بلدة السرمانية وخربة الناقوس بسهل الغاب فى ريف حماة الشمالى الفربى ومناطق آخرى فى قرية الجابرية بجبل شحشبو فى ريف حماة الغربى بينما فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق فى بلدة جسر بيت الرأس بسهل الغاب فى حماة الشمالى الغربى. والجدير بالذكر أن عدد الشهداء منذ هذا العام الحالى فى مدينة حلب حوالى "2000" شهيد ومنذ بداية الثورة فى 2011 حتى الآن فى حلب "31125".