نشرت صحيفة "لوبس" الفرنسية، تقريرا حول المشاكل القانونية التي تواجهها شركة "جوجل" الأمريكية في أوروبا، بعدما قامت محكمة بروكسل بفتح قضية ضدها بتهمة المنافسة غير النزيهة. وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المسؤولة عن اللجنة الأوروبية للمنافسة، مارغيث فيشتغار، اتهمت عملاق السيليكون فالي الأمريكي "جوجل"، باستغلال نظام التشغيل "أندرويد"، ليزيد من هيمنة محرك البحث الخاص به على الهواتف الذكية. وأضافت الصحيفة أن هذه ليست المرة الأولى التي تتم فيها مهاجمة "غوغل" من قبل أوروبا، حيث تم في السابق اتهام الشركة بعدم تطبيقها الفعلي لميزة نسيان البيانات الرقمية، واتهامها أيضا بالتحكم في الخوارزميات لصالح خدمات التجارة الإلكترونية الخاصة بها، وغيرها من القضايا التي لم يتم النظر فيها. وأشارت إلى أن "هذه القضية قد تكون ذات أهمية خاصة، إذ إن من السهل الحصول على عقود مصنعي الهواتف وشركات الاتصالات. وتبين أن جوجل لديها القدرة على السيطرة على محركات البحث في الهواتف النقالة، والإيرادات المتأتية منها". ونقلت الصحيفة تصريح المسؤولة عن اللجنة الأوروبية للمنافسة، مارغيث فيشتغار، الذي قالت فيه إن "سلوك غوغل يحد من المنافسة ومن الابتكار في سوق إنترنت الهواتف النقالة". وتجدر الإشارة إلى أن "أندرويد" الذي يتم توفيره مجانا في الهواتف وغيرها من الأجهزة؛ أصبح مهيمنا بطريقة ملحوظة، حيث إن نسبة هيمنته على الهواتف النقالة تبلغ 80 بالمئة، مقابل 18 بالمئة فقط بالنسبة لنظام التشغيل الخاص ب"آبل". وأوضحت الصحيفة أن هذه النسبة جعلت "جوجل" الشركة الرائدة في مجال الإعلانات في الهواتف النقالة بنسبة 35 بالمئة من السوق العالمية، وذلك وفقا لشركة "إي ماكيتير" لدراسة الأسواق. ولفتت الصحيفة إلى لائحة الاتهامات الموجهة ضد "جوجل"، التي تضمنت الإشارة إلى أن الشركة تُلزم مصنّعي الهواتف الذكية، بتثبيت محرك البحث "جوجل" في الهواتف التي يقومون بتصنيعها، ما يزيد في عائدات الشركة. وقالت إن هذه الاتهامات تذكرنا بقضية شركة "مايكروسوفت" الأمريكية، التي اتهمتها فيها بروكسل بالاحتكار، بسبب إلزامها شركات تصنيع الحواسيب بتثبيت البرامج التي تقدمها، وجعلها برامج الشركات المنافسة لا تعمل إلا بنظام تشغيل "ويندوز" التابع لها. وأشارت إلى أنه "بعد سنوات من الإجراءات؛ تم إجبار مايكروسوفت على تغيير ممارساتها ودفع غرامة قدرها 2.2 مليار دولار، الأمر الذي أضعفها". وذكرت الصحيفة أن قضية "جوجل" ليست بنفس وضوح قضية "مايكروسوفت"، وذلك لأن "جوجل" حاولت تجنب ارتكاب أخطاء "مايكروسوفت"، وعملت على عدم جعل سياسات الاحتكار جلية. وأكدت أن رئيس العمليات الأوروبية بشركة "جوجل"، مات بريتين، اشتكى هذه الأسبوع مما تحاول المفوضية الأوروبية فعله ضد "جوجل"، مشيرة إلى أنه "عادة ما يتم اتهام أوروبا بمهاجمتها للشركات الأمريكية، وهذا الاتهام يوافق عليه الرئيس الأمريكي أوباما". وقال المستشار العام ل"جوجل" كينت وولكر، إن الشركة "سمحت لمئات شركات تصنيع الهواتف بإنتاج أجهزة ناجحة"، مؤكدا أن "جوجل تعمل مع الاتحاد الأوروبي لإثبات أن نظام أندرويد جيد للمنافسة، وجيد أيضا بالنسبة لمستخدميه". وفي الختام، أشار التقرير إلى أن المديرين التنفيذيين في "جوجل" سيفعلون ما بوسعهم للتصدي للاتهامات الموجهة لشركتهم.