إعلانات ضخمة وممولة لصفحة تابعة للجيش تنادى المصريين بالخروج على "السيسى" وتفويضهم فى طرده ... هل تصاعدت صراعات الأجنحة إلى هذا الحد ... أم إن أجهزة آخرى بدأت فى جس النبض وبث الإشاعات؟ ... هل يعتقدون حقًا أن الشعب المصرى سوف يفوض الجيش مره آخرى وأن مشكلته مع "السيسى" وحده ؟. "خليكم كلكم إيد واحدة وانزلوا فى الشوارع ارفضوا وجود السيسى والجيش كله هيحميكم لأنه فقد الشرعية"، هكذا ظهرت احدى الإعلانات الممولة لصفحة تزعم أنها تابعة للقوات المسلحة المصرية مطالبين الشعب المصرى بالنزول إلى الشوارع والميادين لرفض وجود "السيسى" ومطالبين الشعب أيضًا بتفويض الجيش للقيام بذلك، متناسين أن الشعب لن يفعلها ومشكلته الحقيقة فى المؤسسة العسكرية برمتها وليس "السيسى" فقط. الصفحة التى انتشرت بشكل واسع على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، المسماه ب" جبهة ضباط مصر "، يزعم القائمين عليها أنهم مجموعة من ضباط الجيش المصرى، رافضين لوجود "السيسى" فى الحكم خاصًة بعد تصاعد الغضب الشعبى من تنازله عن الجزيرتين للسعودية، وهو الوقت التى ظهرت فيه تلك الصفحة تحديدًا. البداية فى يوم 16 أبريل الحالى،أى بعد يوم واحد من تظاهرات "الأرض هى العرض" التى اجتاحت الشوارع والميادين، عندما أصدرت تلك الصفحة بيان نسبته لضباط بالقوات المسلحة قالت فيه: "بِسْم الله الرحمن الرحيم من القوات المسلحة المصرية في ظل الظروف التي تشهدها البلاد وتنفيذا لقسم الولاء .. تدعوا القوات المسلحة المصرية جماهير الشعب المصري بالنزول في كافة ميادين البلاد .. في مظاهرة مليونية الاثنين الموافق 25 أبريل 2016 لتفويض القوات المسلحة لإدارة شئون البلاد" الله الوطن نموت نموت وتحيا مصر # ##أرضنا - عرضنا هكذا تحدثوا فى منشور لهم على الصفحة عقب يوم واحد من خروج التظاهرات فى الشارع وقد انتشر هذا البيان بسرعة كبيرة على صفحات الفيس بوك، بينما اتهمهم البعض بإنها صفحة تابعة للأجهزة الأمنية تواجدت لتفريق المتظاهرين وتشتييت الأراء ومحاولة فى اعادة الثقة بالقوات المسلحة التى لم يعد الشعب المصرى ينظر إليها كما كان فى الماضى. العجيب فى الأمر، أن تلك الصفحة تصدر بيانات مبالغ فيها ولا تصدر غالبًا من مسئولين بالقوات المسلحة بتلك الطريقة، بل الأدهى من ذلك أنها تقوم بعمل إعلانات ممولة (مدفوعة الأجر) على شبكات التواصل وبصورة مكثفة مما يؤكد نظرية أنها صفحة لبث الإشاعات ولم نتأكد إلى من تنتمى سوى ما تعلنه الصفحة. البيان الثانى الذى أصدرته ولاقى أيضًا انتشار واسع، جاء بعنوان "دعمونا وفوضونا"، ورغم ركاكه الألفاظ إلا أن هناك مجموعات قد احتفت بذلك وتداولوا البيان بشكل مريب والذى جاء فيه "دعمونا وفوضونا نحن الجيش في إدارة البلاد ونتعهد لكم بتطهير أنفسنا واعتقال كل الخونة و خليكم إيد واحدة لو أنتم ملايين مفيش اخوان مفيش سلفي مفيش علماني مفيش مسيحي بعد اليوم انت مصري بن تراب مصر، خليكم إيد واحدة والجيش كله معاكم وهانحميكم لأن السيسي فقد شرعيته. هكذا خاطبوا رواد صفحتهم وكل من يرى تلك الإعلانات الضخمة التى يقومون بها لكل منشور موجود على الصفحة، مما يذكرنا بما كان يفعله توفيق عكاشة، الذى كان على صله وثيقة بالمخابرات الحربية ويبث ما تريد من اشاعات. أيضًا الإعلامى معتز مطر تحدث عن تلك البيانات مشيرًا أنه لم يتأكد منه ولم يضف مزيدًا من التعليق حول الأمر، لكنه شدد بإن الوطن ليس فى حاجه للتشت فلنركز على ثورتنا وندع تلك الأمور توضح نفسها، والوقت سوف يظهر من وراء تلك الصفحة وبث تلك الإشاعات.