يرى خبراء أن احتفاظ مصر بالمنصب طوال تلك الفترة، فيما عدا الفترة التي نقلت فيها الجامعة إلى تونس العام 1979، يمثل ثقلاً سياسيا للدولة العربية الأكبر سكانا، والتي شهدت انطلاق الدعوة لتأسيس المنظمة العربية في 1942، فيما يرى آخرون أن الأمر لا يعدو كونه منصبًا بروتوكوليا، ولا قيمة له. وعلى مدار 71 عامًا هي عمر الجامعة العربية منذ تأسيسها في العام 1945 شغل 8 أشخاص منصب الأمين العام، كان بينهم 7 مصريين وتونسي واحد. وقال مصطفى الفقي، وهو مرشح مصري سابق لشغل منصب الأمين العام للجامعة العربية، إن احتفاظ مصر بمنصب الأمين العام للجامعة العربية يدل على أنها "دولة المركز والدولة المحورية في المنطقة العربية، وكما أنها الدولة الأكثر سكانا فهي الاكثر تأثيرًا في محيطها الإقليمي". ولم يذهب الخبير السياسي مختار غباشي، رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، بعيدًا عن رؤية الفقي؛ حيث أرجع أسباب الثقل المصري في الجامعة العربية لكونها "الدولة الأكثر سكانا، وحاضنة المقر الدائم للجامعة العربية". وتابع غباشي، في اتصال هاتفي بالأناضول، أن "مصر تمتلك أقوى الجيوش العربية، كما أن الجامعة العربية أنشئت في مصر وظلت مصر مقرًا لها حتى الآن، باستثناء فترة قصيرة انتقل فيها المقر إلى تونس". واستدرك غباشي بالقول: "ثقل مصر السياسي في الجامعة خلال الفترة المقبلة سيتحدد ربما بناء على قدرة مرشحها الفائز، أحمد أبوالغيط، على تطوير الجامعة وتقديم جديد للمنظمة". في المقابل، رأى حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن احتفاظ مصر بمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، لا يرتبط بالثقل السياسي بقدر ارتباطه بإجراءات بروتوكولية تتعلق بوجود مقر الجامعة العربية في القاهرة. وقال نافعة، في تصريحات هاتفية لمراسل الأناضول، إن "ميثاق الجامعة العربية يحدد أن الأمين العام ينتخب من مجلس الجامعة بأغلبية الثلثين، ولم يكن هناك مرشح غير المرشح المصري، الذي لم يؤثر تحفظ بعض الدول على اختياره أمينا عاما، لأنه لا يوجد بديل". وأضاف أستاذ العلوم السياسية: "حينما نقل مقر الجامعة العربية إلى تونس في العام 1979 تم اختيار التونسي الشاذلي القليبي، وبالتالي لو نقل المقر لأي دولة عربية أخرى فغالبا ما سيكون الأمين منها؛ لأسباب غير سياسية". وأوضح حسن نافعة أن "منصب الأمين العام للجامعة العربية غير مؤثر على المستوى العربي، ويمكن اعتباره منصبًا بروتوكوليا أكثر منه تنفيذيًا، لأنه لا يملك الأدوات الملزمة بتنفيذ قرارات الجامعة، في ظل الاختلافات العربية البينية". وأعلنت جامعة الدول العربية، مساء أمس الخميس، رسميًا، تعيين وزير خارجية مصر الأسبق، أحمد أبو الغيط، أمينًا عامًا للجامعة، اعتبارًا من الأول من يوليو المقبل. ويعد أبوالغيط هو الأمين العام الثامن عربيا والسابع مصريًا؛ حيث سبقه في المنصب كل من: عبدالرحمن عزام، و محمد عبد الخالق حسونة، و محمود رياض، و أحمد عصمت عبدالمجيد، وعمر موسى، ونبيل العربي وكلهم مصريون، إضافة إلى التونسي الشاذلي القليبي (1979 - 1990).