ارتفاع أسعار الأرز ونقص المعروض يشكل مخاطر سياسية لعبد الفتاح السيسي، في الوقت الذي يعتمد فيه عشرات الملايين من الفقراء على الدعم الحكومي في غذائهم الأساسي، علما بأن تردي الأوضاع الاقتصادية كان عاملا أساسيا في إشعال الاحتجاجات العامة التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك. هكذا رأت وكالة " رويترز" في تقريرها اليوم الجمعة على نسختها الإنجليزية والذي حللت فيه الأسباب الحقيقة للنقص الحاد في الأرز المدعم الذي يعتمد عليه ملايين المصريين الفقراء في غذائهم الأساسي، وما لذلك من تداعيات خطيرة محتملة على الحكومة. وتقول الصحيفة: مصر لديها كميات وفيرة من الأرز بأكثر مما تحتاج لكن القليل فقط من تلك السلعة هو ما يُتاح لأكثر المحتاجين إليه. السعر الذي تدفعه الحكومة المصرية للأرز ارتفع بنسبة 50% تقريبا في الشهرين الماضيين لأن التجار قللوا من المعروض ويتوقعون أن ترتفع أسعار السلعة الحيوية بصورة أكبر في أعقاب فشل الحكومة في سد النقص في مخزونها من الأرز. وتعاني مصر نقصا واضحا في معروض السلع المستوردة مثل زيت الطهي منذ أسابيع في المنافذ التي تقدم السلع المدعمة للشريحة الفقيرة من المصريين في الوقت الذي يصعب فيه نقص العملة الصعبة " الدولار" على المستوردين الحكوميين تأمين الإمدادات الدورية. لكن تسجل أسعار الأرز زيادة كبيرة في مصر في الوقت الذي ينتج المزارعون فائضا من المحصول. ويقدر مصطفى النجاري رئيس لجنة الأسعار في مجلس الصادرات الزراعية إنتاجية مصر من الأرز بحوالي 3.75 مليون طنا في موسم 2015، مقارنة ب 700 آلاف طنا في العام السابق. ومع بلوغ معدلات الاستهلاك إلى 3.3 ملايين طنا، يرفع هذا مستوى الفائض إلى أكثر من مليون طنا. لكن إخفاق الحكومة في تخزين الأرز جعلها تقع تحت رحمة التجار الذين لا يُظهرون استعدادا للبيع عندما ترتفع الأسعار يوميا، بحسب النجاري، حسب مصر العربية. ومع مراقبتها لفائض الأرز الإجمالي، سمحت الحكومة باستئناف صادرات المحصول، لكن إخفاقها في زيادة مخزونها قد شجع التجار على تقليل الإمدادات من منطلق توقعاتهم لارتفاع الأسعار مع عدم رغبتهم في تصدير المحصول. في غضون ذلك، فرضت الحكومة تعريفة قدرها ألفي جنيها مصريا ( 255 دولار) على طن المحصول، مما تسبب في انخفاض صادرات الأرز. وأوضح النجاري:" إحدى توصياتنا للحكومة قبل فتح الباب أمام صادرات الأرز في أكتوبر المقبل أن تقوم بتخزين نحو نصف مليون طنا." وتابع:" لكن لم يحدث ذلك، مما أوصلنا إلى ما نحن فيه اليوم."