بعد إصابة 13 مواطنًا بالعمى نتيجة حقنهم بمادة محرمة دوليا، وانتشار علاجات الدجل في مِصْر، فيما ينتظر نحو 200 ألف مصري الموت بسبب النقص الحاد في أدوية الكبد والقلب، لارتفاع الدولار.. توفي أمس مواطن وأصيب أربعة آخرين، بمدينة المحلة الكبرى، جراء حقنهم بمضاد حيوي رخيص، في حادثة تكررت مرات عديدة؛ حيث يسبب الإهمال الطبي حالات وفاة وإصابات مستديمة. وبعد إصابة أكثر من 13 شخصًا بالعمى داخل مستشفى طنطا، جراء حقنهم بمادة "الأفاستن" المحرمة دوليًّا، توفي عامل بمدينة المحلة الكبرى، وأصيبت أربع سيدات بتشنجات وارتفاع في درجة الحرارة ورعشة شديدة، بعد حقنهم بمضاد حيوي رخيص يدعى "زورين"، بديلاً عن المضاد الحيوي "سفوتاكس" بمستشفى المحلة العام، وحاولت إدارة المستشفى التعتيم على الواقعة وعدم الإفصاح عنها خشية التداعيات، حسب الحرية والعدالة. إحدى المصابات طفلة تدعى "ماهي" لم تتجاوز التاسعة من عمرها، قال والدها محمد حمودة سعدان: إن طفلته دخلت المستشفى قبل أربعة أيام مصابة باشتباه التهاب في الزائدة الدودية، وأعطاها الطبيب حقنة مضاد حيوي، وأصبحت تعاني من ارتفاع شديد في درجة الحرارة ورعشة شديدة وتشنجات، ولم تتحسن حالتها الصحية. وعندما سأل الأب الطبيب عن الأعراض التي تظهر على الطفلة، أجاب أن السبب يتعلق بالمضاد الحيوي الجديد، ورجح أطباء آخرون أن تكون الحقن ذاتها فاسدة أو المحلول بداخلها هو الفاسد، وقالوا إنهم سيحللون العينات. لم يتمالك محمد أعصابه وكان يصرخ قائلا إن ابنته تموت، وطلب أن يتم إخراجها من المستشفى فورا، ليأخذها إلى طبيب آخر، منتقدا التعامل مع أرواح الناس وكأنها لعبة. وطالب بالتحقيق في الواقعة والتأكد من سلامة الدواء الوارد للمستشفى وبيان صلاحيته للاستخدام من عدمه، حتى لا تتعرض حياة المرضى للخطر. أما المصابة الثانية، نوال السيد محمد، فدخلت المستشفى تعاني من مغص كلوي شديد وأعطيت المضاد الحيوي، الذي أصابها برعشة شديدة وارتفاع في درجة الحرارة وزيادة ضربات القلب، حسب الحرية والعدالة. وقالت: "عانيت من نوبات سخونة وبرد شديدين. الممرضات غطينني بالعديد من البطانيات، لكن شعوري بالبرد لم يتوقف، بقيت حتى الخامسة صباحا على الحال هذه". وأشارت إلى أنها سمعت الأطباء يتحدثون عن حقنة فاسدة أخذتها، وأن ثلاث حالات دخلت المستشفى بعدها وتعرضت للمشكلة ذاتها بسبب الحقنة نفسها. بينما قالت المصابة الثالثة، إيمان عاطف محمد موسى: إنها دخلت المستشفى بسبب تعب شديد بعد استئصال المرارة، وعانت من الأعراض السابقة ذاتها بعد أخذ الحقنة، وازدادت حالتها سوءًا، وفقدت الوعي لدرجة أن الممرضين ظنوها ماتت. وظهرت الأعراض نفسها على المريضة، ممدوحة فؤاد عبد القادر (37 سنة)، بسبب الحقنة، وأنكر الأطباء أن يكون الدواء هو السبب، معتبرين أنها تتظاهر فقط، إلى أن ظهرت الأعراض فيما بعد على ثلاث حالات أخرى، فطلب زوجها إخراجها من المستشفى لعلاجها عند طبيب آخر. فيما أكد مدير القطاع الطبي في مستشفى غزل المحلة العام، علي النوساني، أن الحالات الأربع المحجوزة بالمستشفى تم إعطاؤها عقار "الزورين" وهو مضاد حيوي سعره رخيص ومتوفر في الصيدليات، وتم إعطاؤه للحالات كبديل لعقار "السيفوتاكس". وأضاف أن الحالات الأربع أصيبت بحساسية شديدة ورعشة وسخونة بعد إعطائها المضاد الحيوي البديل، وأن هذه الحالات تبين أن لديها حساسية من هذا العقار. انهيار مستوى الأمان الصحي يذكر أن مصر تراجعت إلى المركز 71 في مستوى الصحة عالميًّا، وفق إحصاء منظمة الصحة العالمية، فيما كشف تقرير صادرعن المجلس القومي لحقوق الإنسان في يونيو 2014، بالاستناد إلى إحصاءات «الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء»، أن نسبة الوفيات بالمستشفيات العامة بلغت 1%، ويموت نحو 2100 مصري سنويا نتيجة الإهمال الطبي، وتنظر النيابة العامة في 900 قضية إهمال ضد الأطباء سنويًّا، بمعدل 3 قضايا يوميا، حسب ما جاء في التقرير.