نتقد المعارض السياسي السوري عمر الحبال هجوم الاحتلال الروسي على مدينة حلب واستهدافه المدنيين بالأسلحة المحرمة دوليا، واصفا الهجوم بالوحشي. وأوضح الحبال في تصريحات ل"مصر العربية" أنه منذ بداية الغزو الروسي لسوريا وإطلاق حربها الجوية والصاروخية نهاية سبتمبر الماضي، كانت قد وضعت برنامجها للقضاء على الثورة عبر استخدام قوتها الجوية، معتقدة أن هذا كل ما تحتاجه عصابات الأسد لتستطيع استعادة المناطق المحررة، لكنها فشلت بعد اقتراب انتهاء الشهر الخامس من تلك الغزوة الإجرامية. مخطط روسي وتابع: المخطط الروسي في سوريا يدور ضمن عدة محاور هامة، أولها: 1_ القصف على المدنيين كاستمرار للسياسة التي رسمتها سابقا للأسد وتنفذها اليوم بقواتها العسكرية الجوية والبحرية والأرضية للضغط على الحاضنة الشعبية، لتحويلها إلى مضادة للثورة، لكن هذا غير وارد لأن الثورة متسلحة بدماء غزيرة قدمتها على مذبح الحرية. 2- يهدف المخطط الروسي أيضا، إلى تهجير المدنيين لتفريغ سوريا من الغالبية تمهيدا لمرحلة تالية تكون فيها طائفة معينة تقترب عدديا من باقي مكونات المجتمع، وأيضا شق قوى الثورة عبر تحييد بعض الفصائل وتحويلها لتحترب مع بعضها في محاولة لتكون المعادلة عسكريا على الأرض لصالح ميليشيات الأسد ومرتزقة إيران وعشرات الفصائل الطائفية. وعن التصعيد ضد حلب، أشار السياسي السوري إلى أن حلب تأتي الهجمة عليها لكونها ثاني أكبر مدينة سورية ومركز ثقل صناعي وتجاري وقريبة من الحدود التركية وتعتقد روسيا أن محاصرة حلب وعزلها وقطع التواصل مع وسط وجنوب سوريا المحرر لتضع المنطقة الوسطى خاصة حماة وحمص وإدلب دون طرق إمداد وفصل الشمال عن الجنوب يسهل عليها مهاجمة ومحاصرة تلك المناطق لاجتياحها، بعد أن فشلت مرات كثيرة في تحقيق تقدم عليها وباتت تراهن على إنجاز ما في حلب لتستثمره في جلسات جنيف القادمة، وتتجاهل قرارات مجلس الأمن الذي وافقت عليه وتصر على أن تكون حلب خارج اتفاقيات وقف إطلاق النار. حصار حلب وتستهدف أيضا روسيا من محاولة محاصرة حلب إلى الضغط على تركيا وإضعاف تأثيرها، خاصة أن محافظة حلب سكانيا تعادل ربع سكان سوريا لكنها أكبر من الشيشان بأربعة مرات، لذلك تعتبر مفصلا هاما جدا في الثورة السورية. وأشار إلى أن وجود قوات كردية متحالفة مع عصابات الأسد في منطقة حلب وفر لروسيا قوات برية جعلتها تقوم بالتركيز عليها وهذا غير متوفر في مناطق أخرى، إضافة للتوافق الروسي الأمريكي الداعم لتلك الفصائل ومنح غطاء لروسيا لتستمر في قصف حلب، لكن هذا أدى إلى تحرك تركي سعودي مضاد بشكل سياسي حازم وتحرك عسكري لازال خجولا ومضطربا بسبب مواقف واشنطن والذي يتطور تدريجيا ضمن حيرة واضحة حول كيفية حدوث تدخل لازالت ترفضه واشنطن فجاء تهديد أردوغان على واشنطن بأن عليها الاختيار بين تركيا أو الفصائل الكردية المصنفة إرهابية واليوم ارتفعت حدة الخلافات بأن أعلن أردوغان احتمال إغلاق قاعدة إنجرليك الاستراتيجية في وجه الولاياتالمتحدة وحلفائها والتي تستخدمها بحجة محاربة داعش. وعن التهديدات السعودية بشأن تسليح الرياض لقوى الثورة المعتدلة بصواريخ مضادة للطائرات كبديل للتدخل البري، قال الحبال إن هذا هو مطلب الثورة منذ سنوات لتقوم قوات الثورة بفرض حظر جوي لحماية المدنيين ومنع عصابات الأسد سابقا من استهداف المدنيين واليوم سيفشل الغزوة الروسية أيضا ويجبر الجميع للجلوس إلى طاولة مفاوضات متوازنة، حسب مصر العربية. لكن كل تلك الهجمات لن تستطيع كسر إرادة الثوار الذين استشعروا الخطر وباتت تتجمع ضمن غرف علميات كبيرة قادرة على صد الهجوم والانتقال من الدفاع إلى الهجوم.